أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الاستمرار في عمل يولد القلق والتوتر الدائم
تغير نظام عملي إلى يوم ونصف مقابل يومين ونصف، وهذا العمل قاس جداً، يتطلب مني السهر طول الليل، والتجول بدورية في الشمس، وأنا أكره السهر والتجول في الشمس، أنا الآن أعاني من قلق وتوتر دائم، وأعيش في دوامة من الحزن والأرق، أفسدت عليّ راحة البال، أفكّر بالاستقالة وأن أدرس بجامعة خاصة، وأبحث عن وظيفة مناسبة كمدرس مثلاً، فما رأيكم في ذلك؟
جزيتم خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يقدر لك الخير حيثما كان، وأن يرزقك الرضى به، وأن يلهمك الصواب وأن ييسر أمرك، وأن يوسع رزقك.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنه يجب على الإنسان أن يبحث عن الشيء الذي يناسبه والذي يسعد به ومعه، فقال صلى الله عليه وسلم: (
فإذا كان العمل في حد ذاته يُمثل نوعاً من العقوبة ويترتب عليه إلحاق الضرر بالبدن فلا ينبغي للإنسان أن يستمر فيه؛ لأن الله تبارك وتعالى أخبرنا بقوله: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ))[البقرة:286] وقال أيضاً: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ))[الطلاق:7] وكما ذكرت لك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
فإذا كنت متأكداً من أن هذا القلق والتوتر الدائم ودوامة الحزن والأرق سببها العمل فأقول: لا مانع فعلاً من ترك العمل والبحث عن فرصة أخرى لعمل أنسب، وهذا لا حرج فيه شرعاً، بل هو مطلوب منك شرعاً؛ لأنك بهذه الحالة النفسية لن تستطيع أن تقيم أسرة مستقرة، ولن تستطيع أن تكون أيضاً سعيداً مع غيرك، ولن تستطيع أيضاً أن تقوم برعاية زوجتك وأولادك.
ومن هنا فإني أقول لك: إذا كنت متأكداً فعلاً من أن هذه الأشياء التي ذكرتها سببها الرئيسي والأساسي هو العمل فلا مانع من تركه؛ ولذلك أنصحك بارك الله فيك أولاً بالبحث عن الأسباب التي أدت إلى وجود هذه الحالة التي ذكرتها في رسالتك، حتى لا تجازف، وحتى لا تشعر بالندم مستقبلاً من أنك كانت في يديك وظيفة جيدة وتركتها وتخليت عنها رغم أنها كانت رائعة مثلاً.
فأنا أقول: ابحث أولاً هل هذه الأشياء النفسية والبدنية التي تعاني منها الآن سببها الرئيسي والمباشر العمل أم هناك أسباب أخرى وأنت لا تدري؟
فإذا كانت هناك أسباب أخرى فأتمنى أن تقوم بالقضاء عليها وعلاجها، وأن تظل في عملك، أما إذا كان العمل فعلاً هو السبب الرئيسي في هذه الحالة النفسية من القلق والتوتر والعيش في دوّامة الحزن والقلق والتوتر فأرى أنه لا مانع فعلاً حقيقة من ترك هذا العمل، والأخذ بالأسباب والاجتهاد والبحث عن وظيفة مناسبة سواء كان التدريس أو غيره، وكم من أفرادٍ كانوا في أول الأمر في حالة من الخوف من اتخاذ قرار كقرارك، ولكنهم عندما تشجعوا وأخذوا بالأسباب فتح الله لهم وأصبحوا من المتميزين جدّاً، ولعلك تعرف أن الأخ الدكتور (طارق السويدان) أساساً كان تخصصه مهندس بترول، وانظر الآن إلى ما هو عليه الآن، وكيف أصبح علَماً من أعلام تنمية وتطوير الذات، وغير ذلك، وأصبح بفضل الله تعالى دخله أضعاف أضعاف مدراء إدارات مؤسسة البترول، وفي نفس الوقت يُقدم خدمات جليلة ما كان يمكن له أبداً أن يقدمها وهو في عمله.
فمن هنا فإني أقول لك بارك الله فيك: استعن بالله، وأهم شيء هو أن تتأكد فعلاً من أن هذا العمل هو السبب الرئيسي في هذه الحالة النفسية، فإذا كان الأمر كذلك فتوكل على الله، واعلم أن الله لا يضيع أهله، وعليك بالأخذ بالأسباب والجد والاجتهاد، وأبشر بفرج من الله قريب.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشعر بإحباط وخجل بسبب تقدم زملائي علي في الوظائف! | 705 | الأحد 05-04-2020 05:42 صـ |
لا أجد وظيفة تتناسب مع تخصصي وطموحي، وأتهم نفسي بعدم الثقة! | 964 | الأربعاء 08-01-2020 02:07 صـ |
متخرجة من كلية الحقوق، هل أستطيع العمل في المجال التربوي؟ | 632 | الأحد 13-10-2019 06:35 صـ |
نجحت في الهندسة بتفوق ولكني لا أمارس الهندسة | 837 | الثلاثاء 29-01-2019 07:25 صـ |