أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : البكاء الدائم بدون سبب والراحة عند البكاء من أعراض الاكتئاب النفسي

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا أعاني منذ (4) شهور من مشكلة نفسية، أبكي على الأقل مرتين أسبوعياً، ولا أشعر بالراحة إلا عند البكاء، أصبح من الضروري البكاء، لا أحس براحة لسبب أو بدون سبب، أحياناً يكون شبه يومي، وأنفعل لأتفه الأسباب، وأميل للانعزال، والمشاعر السلبية سيطرت علي، والقلق الدائم، وأحياناً أتمنى الموت، لم أفكر مرة بالانتحار –والحمد لله- دائماً أتمنى الموت، وأرى الدنيا ضيقة بي، مررت بمشكلة عاطفية ربما هي سبب ما أنا عليه الآن، ولكن أصبحت أرى كل الحياة من الناحية السلبية فقط، نادراً ما أشعر بالراحة، أميل للبكاء أكثر الأوقات، أصبحت حساسة جداً، وعصبية، ولا أتقبل المزاح، وهذا يؤثر علي جداً.

أنا -الحمد لله- محافظة على الصلاة وعلى الأدعية، ولكن أريد أن تصف لي بعض الأدوية، فهل تنصحني بأخذ (الأنفرانيل)؟ وهل يوجد دواء أفضل منه؟ أرجو منكم وصف حالتي، لأني أردت الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن لا يوجد لدينا طبيب نفسي في المنطقة التي أعيش بها.
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الأعراض النفسية التي لديك بدأت قبل أربعة أشهر، وهي في معظمها تشير إلى أنها أعراض اكتئابية، والشعور بالراحة بعد البكاء فسرها البعض بأنها تمثل نوعاً من التفريغ أو التنفيس النفسي للمشاعر الوجدانية السلبية، وبعض الناس يستسهل إنزال الدموع والبكاء في كل مرة تمر به صعوبات في الحياة إذا كان قد شعر براحة بعد البكاء في مرات سابقة.

الأمر من الناحية النفسية قد يكون فيه نوع من التعود أو التهيؤ أو ما يسمى بالارتباط الشرطي، فكما تعلمين أن الإنسان يجب أن يكون متوازناً من الناحية العاطفية والوجدانية، وذلك بأن تتذكري بأن البكاء في كل لحظة ولكل سبب غير مُرضٍ لا يفيد، وهو نوع من التعبير السلبي عن العواطف إذا تكرر كثيراً.

ما ذكرته حول أنك تتمنين الموت أزعجني كثيراً، بالرغم من أنك لم تفكري في الانتحار، وحتى تمني الموت من الناحية النفسية يعتبره الكثير من علماء النفس أنه سلوك أو مشاعر يُمكن أن ترتقي إلى ما يُسمى بالمشاعر الدافعة نحو الانتحار.

إذن هذا النوع من الشعور أو تمني الموت ليس شعوراً مقبولاً، بالرغم من أنك ذكرت أنك لم تفكري في الانتحار، وهذا شيء إيجابي، ولكن تمني الموت أيضاً هو خطوة نحو الانتحار، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (لا يتمنينَّ أحدكم الموت لضر أصابه) وأوصانا بأن ندعو فنقول إذا كنا فاعلين: (اللهم أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني ما علمت الوفاة خيراً لي)، وقال: (اللهم اجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر) وأنت الحمد لله تؤدين صلاتك وحريصة على الأدعية، فيجب أن يكون ذلك سبباً كافياً لأن تتخلصي من هذه الأفكار السلبية.

قبل أن نتحدث عن العلاج الدوائي أود أن ألفت نظرك إلى أن الاكتئاب النفسي أيّا كانت درجته وسببه يُعالج من خلال بناء تفكير إيجابي جديد مخالف للفكر الاكتئابي، وبناء الأفكار الإيجابية يأتي من خلال تجاهل الأفكار السلبية، وأن يستشعر الإنسان ويتذكر ويركز على الأشياء الطيبة والجميلة في حياته، وفي نفس الوقت زيادة الأنشطة الحياتية واليومية ينقل الإنسان إلى مرحلة من الشعور النفسي السلس والمريح، وينتج عن ذلك الشعور بالرضا، وهذه أيضاً وسيلة طيبة لمقاومة الاكتئاب النفسي.

إن شاء الله تعالى هذه الموجة الاكتئابية تكون عابرة، وأنت تحدثت عن المشكلة العاطفية التي مررت بها، فربما تكون سبباً مرسباً لهذا الشعور بالكدر والضجر الذي أتاك، وهنا أود أن أذكرك أن هذه العلاقات العاطفية كثيراً لا يكون فيها أي نوع من الخير، وهذه العلاقة التي انتهت يجب أن لا تأسي عليها، ويجب أن يكون توجهك هو أن تسألي الله تعالى أن يهب لك الزوج الصالح، فما حدث ربما يكون خيراً لك، من يعلم ومن يدري، لابد أن تتكيف مشاعرك بصورة وصياغة إيجابية جديدة.

أرجو أن تجعلي لحياتك معنى، وتركزي على دراستك، وتديري وقتك بصورة جيدة.

بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، توجد أدوية ممتازة وفعالة جدّاً لعلاج مثل حالتك، الأنفرانيل دواء جيد لعلاج الاكتئاب، ولكن يُعاب عليه أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية، خاصة في الأيام الأولى للعلاج، ومن هذه الأعراض الجانبية الشعور بثقل في العينين وجفاف في الفم، إن أردت أن تبدئي بالأنفرانيل فلا بأس في ذلك، تناوليه بجرعة خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك ارفعيها لخمسين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، هذه جرعة بسيطة، وأعتقد أن حالتك لا تتطلب أكثر من ذلك، ولكن لتحصلي على الفائدة القصوى من الدواء يجب أن يكون هنالك التزام قاطع في تناوله.

هنالك أدوية أخرى كثيرة بديلة للأنفرانيل، فهي فعالة وسليمة جدّاً، لكن يُعاب عليها أنها ربما تكون مكلفة من الناحية المالية مقارنة بسعر الأنفرانيل.

عموماً سوف أعطيك أحد الخيارات الأخرى، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف باسم (زولفت) ويعرف أيضاً باسم (لسترال) واسمه العلمي هو (سيرترالين) وجرعته هي نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراماً) ليلاً، يتم تناولها بعد الأكل كجرعة بداية، ويكون الاستمرار عليها لمدة عشرة أيام، بعدها ترفع الجرعة إلى حبة كاملة خمسون مليجراماً يتم تناولها ليلاً أيضاً، ولمدة خمسة أشهر، بعدها تخفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراماً نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، والزولفت من الأدوية الممتازة والسليمة والفعالة، وقليل الآثار الجانبية.

إذن يمكنك الاختيار بين أحد الدوائين، وإن شاء الله تعالى مع تطبيق ما ورد من نصائح وإرشادات سوف تجدين أن هذه النوبة الاكتئابية قد انتهت بإذن الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2290 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2088 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1731 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ
أرغب بدواء مضاد للذهان، أرجو المساعدة. 2117 الأحد 12-07-2020 01:04 صـ
هل يسبب دواء الدوغماتيل التثدي للرجال؟ 1193 الأحد 12-07-2020 03:17 صـ