أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأشكر لك ثقتك في شخصي الضعيف وفي هذا الموقع، وأنا بالطبع أذكرك تماماً وأشكرك على تواصلك معنا، ويظهر أنه في الآونة الأخيرة قد غيرت رقم هاتفك؛ لأنني وصلتني بعض المحادثات من مصر ولكن رقم الهاتف ليس هو الرقم الذي اعتدتُ عليه من قبلك، عموماً أنا سعيد جدّاً -أيها الفاضل الكريم- أن أسمع وكما سمعتُ سلفاً بأنك في تحسن جيد، وهذه نعمة من نعم الله تعالى، فنسأل الله تعالى أن يديم عليك وعلينا نعمة العافية، ويجعلنا من الشاكرين لها.

كما أكدتُ لك في عدة مرات أن العلاج الدوائي يتطلب التزام الإنسان بالجرعة العلاجية، وهنالك ما يُعرف علمياً بالشبّاك أو النافذة العلاجية، وهذه النافذة العلاجية هي الطيف الذي يحكم فعالية العلاج الدوائي، بمعنى أن الإنسان إذا تناول جرعة أقل فهو خارج هذه النافذة العلاجية، وإذا تناول جرعة أكبر فهو أيضاً خارج هذه النافذة العلاجية.

أنا أرى أنك لم تخرج من هذه النافذة العلاجية، ولكن يمكن أن نرتب الأمور بصورة أفضل، استمر على (الفافرين) بمائتين مليجرام يومياً، وهذه جرعة محترمة وجيدة، والدواء الآخر وهو (أريببرازول) استمر عليه بجرعة عشرة مليجرام في اليوم أيضاً.

إذن لا خلاف حول هذين الدوائين، لكن يأتي بعد ذلك الإضافات، فالتربتزول بجرعة مائة مليجرام، قد تكون هذه الجرعة كبيرة بعض الشيء؛ لأن التفاعل ما بين الفافرين والتربتزول على نطاق الموصلات العصبية قد يحدث فيه خلل في طريقة توصيل السيروتونين وإفرازه، لا أقول أن جرعة المائة مليجرام خطيرة، ولكن يجب أن لا تتعداها مطلقاً، هذا من ناحية المبدأ.

الأمر الآخر: ربما يكون من الأفضل أن نطبق فكرتك حول تناول البروزاك بجرعة عشرين مليجراماً في الصباح والفافرين مائتي مليجرام ليلاً والإريببرازول عشرة مليجرام صباحاً، وتجعل جرعة التربتزول خمسين إلى خمسة وسبعين مليجراماً ليلاً، وإن شئت أن تتركها مائة مليجرام ليلاً لا بأس في ذلك، ولكن لا تتعدى هذه الجرعة أبداً.

أما بالنسبة للبروثيادين فهو دواء قريب جدّاً من التربتزول ولا داعي لإدخاله.

لا تسحب الإريببرازول؛ لأنه من وجهة نظري أكثر فعالية من اللامكتال، وهو دواء يعمل بصورة فنية ودقيقة جدّاً على الموصلات العصبية، خاصة في منطقة الفص الأمامي من المخ.

فأرجو أيها الفاضل الكريم أن تلجأ لأحد الخيارين، وكلاهما حسن إن شاء الله تعالى، وأنا متفائل جدّاً أن حالتك سوف تستمر في التحسن، ولا أريدك أبداً أن تستكين لنوبات الملل التي تأتيك، هذا أمر يحدث لكثير من الناس، وتغير المزاج هو جزء من الكيان البشري.

غيّر مكانك إذا أحسست بالملل، استغفر، أدخل نفسك في نشاطات أخرى مخالفة، وتذكر دائماً أن حالتك قد تحسنت؛ لأن هذا التذكر في حد ذاته يعطيك دفعات وانطلاقات جديدة نحو المزيد من التحسن.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً أخي محمد، وأسأل الله لك العافية، ونشكرك مرة أخرى على ثقتك، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً.