أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو سحر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحمد الله تعالى الذي أنعم عليك بهذا التحسن، ونسأل الله تعالى أن يديم علينا وعليك العافية ويجعلنا من الشاكرين لها.

اللسترال من الأدوية الممتازة جدّاً، ولكن ربما يعاب عليه أن بعض الناس لديهم حساسية شديدة فيما يمكن أن نسميه بالآثار الانسحابية للدواء، وهذه الآثار تظهر لدى بعض الناس بعد ثمانية وأربعين ساعة إلى اثنين وسبعين ساعة بعد آخر جرعة، ولكن في حالتك يظهر أن هذه الأعراض تظهر مبكراً، وهذا ربما يكون ناتجاً من الأثر النفسي، وليس الأثر البيولوجي أو الفسيولوجي للدواء، كثير من الناس تحدث له نوع من البرمجة النفسية إذا جاز التعبير، وافتقاده للدواء في وقته يعطيه بعض الشعور الإيحائي، وهذا الشعور الإيحائي كثيراً ما يكون متأصلاً، ويشبه إلى درجة كبيرة الآثار الانسحابية ذات المنشأ العضوي.

أنا أود أن أوضح لك أنه توجد حلول كثيرة جدّاً للناس الذين لديهم مثل حساسيتك ووضعك حين يتم انسحاب الدواء، نجعل الجرعة نصف حبة، بعد أن يصل الإنسان إلى نهايات العلاج نجعل الجرعة نصف حبة يومياً لمدة شهر مثلاً، ثم نجعل الجرعة نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة كل ثلاثة أيام لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن الدواء، وقد تلاحظ أن مواصلة والإكثار من التمارين الرياضية في فترة انسحاب الدواء يقلل كثيراً من أي آثار انسحابي، وهذه إحدى الطرق، أي: التدرج البطيء في وقف الدواء مع ممارسة الرياضة.

توجد طريقة أخرى وجدناها أيضاً - بفضل الله تعالى - فعالة جدّاً، وهي أن نستبدل اللسترال بعقار بروزاك؛ وذلك بعد أن تصل الجرعة العلاجية إلى نهاياتها، بمعنى بعد أن تنتهي من الستة أشهر الأخيرة وتنتقل لتناول الزولفت حبة يوماً بعد يوم، في اليوم الأخير للستة أشهر ابدأ أيضاً في تناول كبسولة واحدة من البروزاك، وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً، وفي نفس الوقت تناول الزولفت بجرعة حبة يوماً بعد يوم.

استمر على هذا النمط لمدة شهر، بعد ذلك توقف عن تناول الزولفت، لكن استمر في تناول البروزاك لمدة شهر آخر، ثم تناول البروزاك يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك أنه ليس لديه أي آثار انسحابية، والسبب في ذلك أن استقلاب البروزاك -وذلك من خلال الخمائر التي تفرزها الكبد- يتم بصورة أبطأ، وتوجد إفرازات ثانوية للبروزاك تظل في الدم لفترة أطول، وهذا يقلل تماماً من فرص أي آثار انسحابية، ويمكنك اتباع أحد المنهجين، وكلاهما إن شاء الله فيه خير كثير جدّاً لك.

بالنسبة لعدم انتظامك في تناول العلاج والذي لا يحدث إلا نادراً، لا أعتقد أن لذلك أي آثار أو تبعات سلبية، الأمر كله يتعلق بأنك ربما تكون حساساً بعض الشيء لهذه الآثار الانسحابية، مما يُبكر ويعجل بظهور هذا لديك، مع مراعاة الجانب النفسي الإيحائي كما ذكرت لك.

أرجو أن أكون أوضحت لك ما هو مطلوب، وأود أن أطمئنك تماماً أنه إن شاء الله لن تكون هنالك أي تبعات سلبية، وبالطبع لابد من أن تواصل التمارين والآليات السلوكية التي تساعد على استمرار التعافي وذلك بعد التوقف من العلاج.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأسأل الله لك العافية والشفاء.