أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيرزاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أنت تعاني من قلق المخاوف، والمخاوف التي لديك -كما ذكرت- كلها حيال الأمور المستقبلية، وكذلك لديك الخوف من الموت.

أخي الكريم: هذا النوع من المخاوف يُعالج بأن يخضعها الإنسان إلى شيء من التفكير المنطقي، هل هذا الخوف مبرر؟ وهل هو في مكانه أم هو مجرد مبالغة في المشاعر؟ وهل هو حساسية في الشخصية؟ لابد أن تكون هنالك أسئلة يطرحها الإنسان على نفسه، وهذه الطريقة جيدة؛ لأنها تجعل الإنسان يقتنع في نهاية الأمر أنه قد أشغل نفسه بأمورٍ ليس ذات جدوى، ومن المفروض أن لا يقلق حيالها.

الخوف من الموت –أيها الأخ الكريم- هو أمر مهم، والإنسان الذي يخاف من الموت لابد وأنه يسعى لآخرته، ويجتهد في هذا المجال، ولكن في ذات الوقت يجب أن يعلم أن الخوف من الموت لا يقدم في عمر الإنسان ولا يؤخر فيه لحظة واحدة، وهو بهذه الصورة السلبية التي ذكرتها جزء من القلق العام، والأدوية التي وصفت لك ومنها الزولفت، أدوية مفيدة جداً لعلاج هذا النوع من القلق والمخاوف، ولكنك تخوفت من هذا الدواء بالرغم من أنه دواء جيد وحديث نسبياً وسليم.

لذلك فالبديل الآخر دواء معروف جداً يُعرف باسم سبرالكس، وهذا الاسم هو الاسم التجاري، أما الاسم العلمي فهو استالوبرام (Escitalopram) ويمكنك أخي الكريم أن تتناول هذا الدواء، حيث أنه متميز في علاج القلق والتوتر، والاكتئاب والوساوس، وكذلك المخاوف بجميع أنواعها.

جرعة السبرالكس هي أن تبدأ بـ10 مليجرام، تناولها يومياً بعد الأكل، واستمر عليها لمدة شهر، وبعد ذلك ارفع الجرعة إلى 20 مليجراما، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى 10 مليجرام يومياً لمدة ستة، أشهر ثم إلى 50 مليجراما يومياً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، والسبرالكس من الأدوية الفعالة، فقط يُعاب عليه أنه ربما يكون باهظ التكلفة نسبياً.

هذا هو الذي أود أن أوجهك فيما يخص العلاج الدوائي، وكذلك التغييرات السلوكية، وهناك دراسات كثيرة أشارت إلى أن الرياضة تُفيد الناس كثيراً في أمور القلق والتوتر والانفعالات السلبية.

أخي الكريم: ارفع من معدل الفعالية التي لديك من خلال الإبداع في عملك، والإكثار من التواصل الاجتماعي، وحضور حلقات العلم والتلاوة، هذا كله يُعطي الإنسان ثقة كبيرة في نفسه، ويبعث الطمأنينة لديك، فكن حريصاً على هذا.

أما عن سؤالك الأخير: هل يسبب القلق التوتر في الأعضاء؟ فالإجابة: نعم، فالقلق يؤدي إلى انشداد عضلي، والشد العضلي يظهر في شكل توتر في الأعضاء، ولذا نجد الكثير من الناس يشتكي من ضيق في الصدر، وهذا الضيق ناتجٌ من الشد العضلي، وبعض الناس يشتكي من الصداع العصبي المرتبط بالقلق، وهو ناتج حقيقةً من الشد العضلي الذي يحدث في عضلات الرأس ويكون ثانوياً للقلق، وهنالك دراسات كثيرة أثبتت أن الكثير من الناس الذي يشتكون من آلام في الظهر خاصةً الجزء الأسفل من الظهر هم في الواقع يُعانون من قلق وتوتر، ولا يوجد سبب عضوي لشكواهم .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، والله الموفق.