أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الـ(هيبومانيا) هي من درجة خفيفة من علة الهوس، والهوس يمثل أحد قطبي الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، أو ما اصطلح على تسميته (الهوس الاكتئابي)، وأنا أؤكد لك أن هذه الحالة قابلة للعلاج بصورةٍ جيدة وممتازة، بل وفاعلة جدّاً، والعلاج جله ينحصر في العلاج الدوائي؛ لأن هذه من الحالات التي تستجيب للعلاج الدوائي بصورةٍ ممتازة، وكل المطلوب هو اختيار العلاج الصحيح، والمتابعة مع الطبيب، والالتزام بتناول الدواء.

بالنسبة للعلاج الدوائي، هناك أدوية ممتازة، منها: مثبتات المزاج، ومن أفضلها عقار (دباكين كرونو) أو (تجراتول) أو (لامكتال)، وهنالك الأدوية المضادة للذهان، وهي أيضاً من مثبتات المزاج الفاعلة، ومنها عقار (زبركسا)، وعقار (رزبريادون)، وعقار (سوركويل).. هذه الأدوية كلها معروفة لدى الأطباء.

ممارسة الرياضة لا شك أنها جيدة، والرياضة اتضح الآن أنها تؤدي إلى الكثير من التوازنات الكيميائية داخل جسم الإنسان، وبما أن اضطراب الهوس الاكتئابي أو الهوس الوجداني، هو في الأصل اضطراب بيولوجي كيميائي، فربما تكون للرياضة فائدة من هذه الناحية.

تردد هذا الأخ على المواقع الإباحية لا شك أنه أمر غير مرغوب فيه، بل هو أمر بغيض، ولابد أن يوجه ويُنصح بصورةٍ لطيفة وبشيءٍ من التآزر ونعيد له استبصاره.

بالنسبة لانطوائيته بعد أن يُشاهد هذه المواقع، لا شك أن منظومته القيمية الأخلاقية لا زالت موجودة، بل ربما تكون على درجة عالية، ولذا يحدث شيء من التناقض ما بين القيم - أي منظومة القيم الرفيعة - لديه، وبين هذه المشاهدات، وهذا النوع من التناقض القيمي يؤدي إلى شعور بالاكتئاب والضجر، وأعتقد أن مصارحته والتحدث معه في هذا الموضوع صراحة وما يعود عليه من ضرر من جراء مشاهدته لتلك المواقع، ربما يجعله -إن شاء الله- يُقلع عن هذه المواقع.

أنا على ثقة كاملة بأنه حين يتناول الأدوية سوف يثبت من استبصاره، ويُحسن من إدراكه وارتباطه بالواقع، مما يجعله يُبعد عن هذه المواقع، ولا أستطيع أن أقول إن سبب المرض هو مشاهدة المواقع الإباحية؛ لأن هذا المرض مرض بيولوجي، ولكن بالطبع مشاهدة المواقع الإباحية ربما يُساعد في استمرار الانتكاسات، وتقليل فرص التعافي، خاصة وأنه لا يتناول دواء.

السبب في تغيير ملامح الوجه هو الانفعالات، فالهوس مرتبط بانفعالات، وهذه الانفعالات تكون انفعالات إيجابية أو انفعالات سلبية، وهذا ربما يؤدي إلى تغير في ملامح الوجه، وذلك من خلال عمليات كيميائية وفسيولوجية صرفة.

وإن مرض الهوس الاكتئابي ليس مرتبطاً بفقر الدم، ولكن من الأفضل دائماً أن تكون هنالك أسس وفحوصات مخبرية للإنسان، وهذه يُفحص من خلالها قوة الدم ونسبته، وكذلك نسبة السكر في الدم، ونسبة الدهنيات، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ووظائف الغدة الدرقية.. هذه كلها فحوصات بسيطة ومهمة، وهي حقيقة تمثل قاعدة بيانية مهمة قبل أن نبدأ العلاج الدوائي.

وقد أوضحت لك الخيارات الدوائية، والأدوية التي ذكرتها معروفة لدى الأطباء، ويمكنك التواصل مع أي طبيب مختص، وأنا أعرف الدكتور (إدريس مُشوي) في المغرب، وهو من الأطباء المتميزين، ويمكن لأي طبيب غيره أن يُشرف على حالة هذا الأخ، فهي حالة واضحة وسهلة العلاج -إن شاء الله-، وختاماً نشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لهذا الأخ الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق والسداد.