أرشيف الاستشارات

إجابة الدكتور أحمد عبد الباري:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالآلام في منطقة الكلى قد تكون بسبب حصوات، أو ترسب أملاح بالكلى, وقد تكون بسبب التهاب الكلى، ويجب عمل تحليل بول وموجات صوتية على البطن والحوض، للتأكد من عدم وجود حصوات بالمسالك البولية أو صديد في البول.

والله الموفق.

د. أحمد عبد الباري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إجابة الدكتور محمد عبد العليم:

فتنميل الأطراف بالرأس أو أطراف الأصابع بالأيدي قد يكون له عدة أسباب، فمثلاً مرض السكر قد يؤدي إلى الشعور بالتنميل لدى البعض، وقطعاً أنت لا تعانين من مرض السكر، فهذا لا يعتبر سبباً في مثل حالتك، والقلق النفسي أيضاً من الأسباب الرئيسية جدّاً للشعور بمثل هذه الأعراض، وأنا أعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي فيما تحسين به من تنميل وصداع في الجهة اليسرى من الرأس.

الصداع بالطبع أيضاً قد تكون له عدة أسباب، فهنالك الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة، قد يكون في جهة واحدة من الرأس، ولكن له علامات ومحددات أخرى، كما أن ضعف النظر مثلاً في إحدى العينين قد يؤدي إلى مثل هذا العرض، والتهابات الجيوب الأنفية قد تكون أيضاً عاملاً، كما أن أمراض الأسنان وأمراض الأذن كلها قد تكون هي التي ساهمت في مثل هذا الألم، فالذي أرجوه هو أن تتأكدي من العيون وكذلك الجيوب الأنفية والأذن والحنجرة، هذا إن شاء الله يعطينا طمأنينة كبيرة جدّاً أنه لا توجد أسباب عضوية، وهذه الأسباب العضوية حتى وإن وجدت فهي أسباب بسيطة جدّاً.

أنا قناعتي كبيرة جدّاً أن هذا الذي تحسين به هو نوع من الأعراض النفسوجسدية، أي أنه لديك قلق نفسي بسيط أدى إلى انقباضات عضلية في هذه المناطق، وهذه الانقباضات العضلية ظهرت في شكل آلام ونوع من التنميل، ولا توجد أي علاقة عضوية بين تنميل أطراف الرأس وكذلك أسفل الظهر، ولكن توجد علاقة نفسية؛ لأن أجزاء كثيرة جدّاً في الجسم يمكن أن يحدث فيها هذا التنميل، والذي هو ناتج أصلاً من الانقباضات العضلية بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من قلق نفسي.

وهنالك دراسة مهمة جدّاً أشارت إلى أن أربعين إلى خمسين بالمائة من الذين يشتكون من آلام في أسفل الظهر؛ هم في الأصل يعانون من قلق نفسي، وبكل أسف تجدهم يتنقلون ما بين عيادات العظام والأعصاب، وتجرى لهم فحوصات متعددة قد تشمل الرنين المغناطيسي، ويكون الأمر ناتجا عن قلق نفسي وليس أكثر من ذلك.

إذن: الرؤيا العامة هي أن حالتك نفسوجسدية، وأعتقد أن ممارسة أي نوع من الرياضة سيكون له أثر إيجابي جدّاً عليك، كما أنه توجد تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تمارسيها، ولتطبيقها بصورة صحيحة يمكنك أن تتحصلي على كتيب أو شريط أو سي دي من أحد المكتبات الكبرى في المملكة، وبالمداومة على هذه التمارين إن شاء الله يقل التوتر والانقباضات العضلية.

أريد أيضاً أن أصف لك أدوية بسيطة، أسأل الله تعالى أن يجعل لك فيها خيراً، هنالك دواء يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، يمكنك أن تتناوليه بجرعة خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولي هذه الجرعة لمدة شهرين، ثم ارفعي الجرعة إلى عشرة مليجرام لمدة شهرين آخرين، ثم إلى خمسة مليجرام يومياً لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقفي عن هذا الدواء.

وبجانب السبرالكس يوجد دواء يسمى باسم (نيوروبيون Neurobion)، وهو مركب ثلاثة فيتامينات هي فيتامين (B1) و(B6) و(B12)، هذا المركب الفيتاميني جيد جدّاً لعلاج التنميل العصبي؛ فتناوليه بمعدل حبة واحدة يومياً لمدة شهرين.

سؤالك الثاني: ما هي أسباب الآلام الموجودة في منطقة الكلى؟ وأنك إذا أحسست بالآلام تشربين الشاي بالنعناع، وبعد فترة ترتاحين: فهل ممكن أن تكون التهابات؟

لقد أجابك الأخ الدكتور أحمد عبد الباري على هذا السؤال، وحقيقة أنا أود أن أضيف أن الآلام في منطقة الكلى قد يُقصد بها الأعضاء الأخرى التي توجد بالقرب من الكلى، ويعرف أن القولون له مسار محاذ لموقع الكلى، والذي أعتقد أنك تعانين منه هو القولون العصبي؛ لأن الاستجابة للنعناع من الملاحظات الدقيقة جدّاً أن من يعانون من القولون العصبي حين يتناولون شراب النعناع المركز، يؤدي إلى ارتياح كبير لديهم، وإلى اختفاء الآلام عنهم.

فأعتقد أيتها الفاضلة الكريمة أن الذي تعانين منه هو في الأصل التهاب في القولون العصبي، وكما ذكرت لك فإن القولون له مسار بالقرب من الكلى، ولا شك أن إجراء الفحوصات التي ذكرها الأخ الدكتور أحمد عبد الباري سوف تكون مكمّلة أيضاً لما ذكرته لك، وأنا حين أربط بين أعراضك الأولى من آلام وتنميل وآلام القولون العصبي، أرجع وأقول لك مرة أخرى: هذا يؤكد لنا وجود قلق نفسي لديك، وإن شاء الله باتباعك لما ذكرناه لك سوف يتم شفاؤك بإذن الله تعالى.

وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.