أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : النصائح الهامة لعدم عودة الرهاب والإرشاد في علاج المرأة الكبيرة من كثرة التفكير والشك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يا دكتور! أنا لي (5) سنوات أستعمل (سيروكسات 20) وذلك لعلاج الرهاب الاجتماعي، والآن -والحمد لله- تحسنت كثيراً، وأريد التوقف، فما هي الطريقة المناسبة للتوقف عن العلاج؟ مع العلم أنني منذ سنة وأنا أستعمل نصف حبة يومياً، وما هي النصائح الهامة لكي لا يعود المرض مرة ثانية، وجزاكم الله خيراً.

أيضاً -يا دكتور- والدتي تعبانة تحب أن تجلس وحدها كثيراً ولا تحب الضيوف، تفكر كثيراً وتشك كثيراً، سريعة الانفعال، ليس لديها اهتمام بالبيت، تخاف كثيراً ويبدو أن هناك مشاكل قديمة بينها وبين الوالد، وفي بعض الأحيان يتخاصمون، ولا تتكلم في الاجتماعات، عندها إحساس غريب، مع العلم أن لديها ضغطاً وسكراً، أرجو الرد علي سريعاً، فهي والدتي ولا أحب أن أراها بهذه الحالة وعمرها (47).

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فأنا سعيد أن أسمع أنك قد تحسنت، وأنك الآن تود التوقف عن العلاج، وأنت تتناول عشرة مليجرام فقط من الزيروكسات لمدة عام، وهذه تعتبر جرعة بسيطة جدّاً، حتى يمكن أن نقول: إنها أقل من الجرعة الوقائية.

إذن التوقف عن الدواء لا يكون صعباً أبداً، فابدأ في تخفيض الجرعة بأن تكون نصف حبة مرة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء، وبهذه الطريقة إن شاء الله لن تحس بأي أعراض أو آثار انسحابية، والنصائح الهامة لكي لا يعود لك المرض هي:

أولاً: أن تتذكر هذا التحسن، هذا التحسن الذي طرأ عليك حين تتذكره وحين تعرف أن حالتك هذه قابلة للعلاج وقد تم علاجها بالفعل، هذا إن شاء الله يدعم مشاعرك الإيجابية ويجعلك تعيش إن شاء الله في هناء واسترخاء.

ثانياً: ضرورة أن تواصل الآليات السلوكية التي كنت تطبقها، بالرغم من بساطتها إلا أنها مهمة، ومن أهمها بالطبع التواصل الاجتماعي، أن يكون لك حضور دائم في المناسبات، أن تكون لك ثقة في نفسك، أن تصلي دائماً في الصف الأول في صلاة الجماعة، أن تحضر حلقات التلاوة والدروس، يجب أن تحضرها متى ما وجدت إلى ذلك سبيلاً.

ثالثاً: الانخراط في الأنشطة الاجتماعية والأعمال التطوعية، فإن له قيمة علاجية كبيرة جدّاً لمقاومة الرهاب الاجتماعي والقلق بجميع أنواعه وكذلك الاكتئاب والوساوس.

رابعا: الرياضة يجب أن تكون جزءاً من حياتك؛ لأن الرياضة تمتص كل الطاقات النفسية السلبية، وتبني لدى الإنسان طاقات نفسية إيجابية جديدة، وبالفعل اتضح أن الرياضة تقوي النفوس قبل الأجسام.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وعليك بالدعاء يا أخي الكريم، فالدعاء هو سلاح المؤمن في جميع الأحوال.

بالنسبة للفاضلة والدتك حفظها الله تعالى؛ فأنا أشكر اهتمامك بها، وهذا إن شاء الله باب من أبواب البر، فنسأل الله تعالى أن يتقبل منك، والوضع المثالي هو أن تعرض والدتك على طبيب نفسي، وتقول لها: (يا والدتي، يا فاضلة! أنا أراك غير مرتاحة، فربما يكون لديك إجهاد نفسي أو عصبي، فلماذا لا نذهب ونقابل الطبيب النفسي؟ هذا ليس عيباً، والطبيب يستطيع أن يوجهنا ويستطيع أن يساعدك كثيراً)، أما إذا رفضت ذلك فأنا أرى أن الوالدة وفي مثل هذا العمر يظهر أن لديها أعراضاً اكتئابية، وبالرغم من وجود الشكوك الكثيرة إلا أن ذلك ليس دليلاً أبداً على إصابتها بمرض ذهاني، إنما أنا أكثر ميولاً للقول بأنها دخلت في مزاج اكتئابي، وشيء من الشعور بالكدر والملل وعدم الاستمتاع بالحياة، وحتى عدم محبتها للضيوف هذا دليل قاطع على الإجهاد النفسي الذي تعاني منه، والذي غالباً قد يأتي من الإجهاد، وسرعة الانفعال أيضاً هي من المؤشرات الرئيسة للقلق والاكتئاب النفسي، كما أن انعزالها وعدم فعاليتها الاجتماعية أعتقد أن هذه كلها أعراض واضحة جدّاً للاكتئاب النفسي.

أيها الفاضل الكريم! إذا كانت والدتك لن تذهب إلى الطبيب بعد محاولاتك فأعتقد أنه يمكنك أن تعطيها بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، وبفضل الله تعالى هذه الأدوية أدوية سليمة وفعالة جدّاً، ولا تتفاعل بصورة سلبية مع أدوية الضغط أو السكر.

إذا كانت الوالدة لا تعاني من مشكلة في النوم؛ فسوف يكون البروزاك - فلوكستين - هو الدواء الأمثل والأفضل، وأعتقد أن جرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر سوف تكون كافية بالنسبة لها، أما إذا كان لديها مشكلة في النوم فأعتقد أن الريمارون سيكون هو الدواء الأفضل، والريمارون تبدأ جرعته بنصف حبة (خمسة عشرة مليجراماً) ليلاً، وبعد شهرين ترفع إلى حبة كاملة، تستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفض إلى نصف حبة لمدة شهرين، ثم يمكنها التوقف عن تناوله.

إذا كان لديها مخاوف قلقية بجانب هذا الاكتئاب فسوف يكون السبرالكس هو الدواء الأمثل، والجرعة المطلوبة في حالتها أعتقد أنها أيضاً يجب أن تكون في حدود العشرة مليجرام فقط، وعليها أن تبدأ بتناول خمسة مليجرام ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم ترفع إلى عشرة مليجرام ليلاً وتستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

إذن هذه كلها خيارات واختيارات علاجية دوائية جيدة جدّاً، ولا شك أن مساندتكم لها والاهتمام بأوضاعها وتشجيعها هذا سوف يكون له إن شاء الله مردود إيجابي كبير جدّاً، وبالنسبة للنقاش الذي يدور بينها وبين الوالد من وقت لآخر عليكم أن تناشدوها بالصبر وأن تتجنب ذلك بقدر المستطاع، وأيضاً يمكن أن تشيروا للوالد بصورة مباشرة أو غير مباشرة أن الوالدة محتاجة لشيء من الرعاية والمعاملة برحمة ولطف.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك تواصلك معنا في (إسلام ويب).

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8747 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ 2363 الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3532 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3582 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ 1448 الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ