أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية علاج القلق النفسي بالعلاج السلوكي ودواء الفلوكستين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من قلق وحزن ورغبة في البكاء أحياناً، ودائماً أشعر أن عقلي ممحو بالممحاة، فلا أجد ما أقوله! وعندما يحكي لي أحدهم شيئاً أو قصة لا أستطيع التركيز معه، وأسرح من بداية حديثه -لا أسرح في شيء محدد، إنما أسرح في الفراغ- ولا أستطيع التركيز! أعاني كذلك من الرهاب الاجتماعي، والوسواس في الطهارة والعبادة!

هل يوجد علاج لحالتي بدون أن يسمن الجسم؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هذه الأعراض التي تتمثل في الشعور بالقلق، وكذلك الحزن والرغبة في البكاء، وفقدان التركيز، والشعور بأن المعلومات غير متواجدة في الذاكرة، وكذلك وجود الخوف الاجتماعي والوساوس القهرية الخاصة بالطهارة والعبادة..هذا كله دليل على أنك تعانين من قلق نفسي، فالأعراض واضحة، وكل المؤشرات والمحددات والمعايير التشخيصية للقلق منطبقة على حالتك.

وكما تعرفين أيتها الفاضلة الكريمة! فإن القلق هو طاقة نفسية مطلوبة، وإذا وُجّه بصورةٍ إيجابية تفيد الإنسان في أن يكون منجزاً، في أن يكون صاحب همة عالية، ولكن قطعاً إذا ازداد القلق عن المعدل المطلوب، فهذا يؤدي إلى الكثير من الخلل، والكثير من الشعور بالضيق وعدم الارتياح.

الخوف الاجتماعي والوساوس القهرية دائماً تُعالج بتحقيرها، وعدم الاهتمام بها، ومواجهتها، والقيام بفعلٍ مضادٍ لها.

هذه هي الأسس الرئيسية لعلاج الخوف والوساوس، وهذه يمكن أن نجملها بالتعبير السلوكي -التعريض أو التعرض مع منع الاستجابة السلبية- أي: أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه أو وساوسه دون أن يهرب، أو يبتعد، أو يسحب نفسه من ذاك الموقف، وقطعاً الإنسان حين يُعرض نفسه لمصدر الخوف أو الوساوس سوف يحس بشيء من الرهبة والقلق، ولكن بالاستمرار في نفس الوقت والمثابرة والإصرار والمواجهة، سوف يجد أن الخوف والوسواس قد انتهى تماماً وتلاشى في نهاية الأمر.

وساوس الطهارة يجب على الإنسان أن يسعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا كان هنالك إسراف في استعمال الماء، فيجب أن تحددي كمية الماء، لا تغتسلي أو تتوضئي من ماء الصنبور، إنما ضعي الماء في إناء أو في إبريق، وبهذه الطريقة تستطيعين أن تتحكمي في كمية الماء، وكذلك الزمن الذي تستغرقين فيه الغسل أو الطهارة.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي، فهو الحمد لله متوفر وفعال وممتاز، وتوجد خيارات ممتازة جدّاً، ومن أفضل الخيارات التي لا تؤدي إلى زيادة في الوزن العقار المشهور الذي يسمى علمياً باسم (فلوكستين FLUOXETINE)، ويسمى تجارياً باسم (بروزاك PROZAC)، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم – وقوة الكبسولة هي عشرون مليجراماً – يفضل تناولها بعد الأكل، ولابد أن تستمري عليها لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم – أي: أربعين مليجراماً – ويمكن تناول هذه الجرعة كجرعة واحدة في اليوم، أو يمكن أن تقسم الجرعة إلى كبسولة في الصباح وكبسولة في المساء.

هذه الجرعة العلاجية – أعني: أربعين مليجراماً – يجب أن تستمري عليها لمدة تسعة أشهر على الأقل، وهذه ليست مدة طويلة أبداً؛ لأن الوساوس قد تستغرق وقتاً، ويجب أن نكون حريصين في المدة العلاجية.

بعد انقضاء التسعة أشهر خفضي الدواء إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

يتميز البروزاك بأنه دواء سليم وفعال وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤدي أبداً إلى أي تأثير على الهرمونات النسوية، كما أنه لا يزيد الوزن مقارنة مع الأدوية الأخرى.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي: منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: ( 272641 - 265121 - 267206 - 265003 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2987 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6594 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1953 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3156 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ