أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة الربيع حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن مفهوم الثقة بالنفس يختلف من إنسان لآخر، وبعض الناس تسيطر عليهم فكرة سلبية جدّاً عن أنفسهم دون أي مبررات، ويكون ذلك ناتجاً من مشاعر سلبية نحو أنفسهم.
من أهم الأشياء التي يستطيع أن يحسن بها الإنسان ثقته في نفسه هو أولاً أن يزيل مفهوم أن شخصيته ضعيفة، هذا هو الأمر الأساسي والضروري جدّاً.
والأمر الثاني هو أن نفصل بين المشاعر وبين الأفعال، فبعض الناس يقوم بأفعال إيجابية جدّاً وممتازة جدّاً، ولكن المشاعر السلبية تسيطر عليه مما تجعله لا يستشعر ولا يقيم ولا يقدر الأفعال الجميلة والكبيرة التي يقوم بها.
فأنا أيتها الفاضلة الكريمة أدعوك من هذا المنطلق أن تقدري أفعالك وتقيمي أفعالك وأعمالك وواجباتك التي تقومين بها بغض النظر عن مشاعرك، وركزي على هذه الأفعال وسوف تجدين أنك تقومين بأشياء إيجابية كثيرة جدّاً، وهذا هو الثقة بالنفس، أو هذا هو الذي يدفع الإنسان إلى الثقة بالنفس.
بالنسبة للاستشارة، فلا بأس بها أبداً، وإذا كنت تستشيرين في أبسط الأمور فمن الآن قولي لنفسك (أنا لن أستشير أحداً في الأمور البسيطة)، وأعني بالأمور البسيطة هي الأمور الخاصة بالحياة اليومية، ولكن إذا كان الأمر يتطلب اتخاذ قرار أساسي في أمر معين فالعكس؛ الاستشارة ومعها الاستخارة هي المبدأ الرئيسي الذي يجب انتهاجه، وهذا يطمئن الإنسان كثيراً.

يمكن أن تقومي ببعض التمارين النفسية البسيطة، مثلاً: تقومي بكتابة عشرة مهام تودين القيام بها في يوم من الأيام، هذه المهام فيها ما هو بسيط وفيها ما هو غير بسيط، مثلاً: تودين زيارة أسرة قريبة لك من أرحامك، هذه مهمة. ثانياً سوف تتصلين بالتليفون مع صديقة، المهمة الثالثة تريدين شراء كتاب في التاريخ مثلاً، رابعاً: تودين مشاهدة برنامج معين، خامساً: تودين أن تتخذي قراراً حيال اختيارك مثلاً لدراسة معين أو تخصص معين، وهكذا.

إذا رجعت إلى هذه المهام سوف تجدي أن معظمها لا تتطلب أي استشارة، فقط ربما يكون اختيارك لدراسة معينة هو الذي يحتاج للمزيد من التمحيص وبعض الاستشارة مع من تثقفي فيهم من الأهل أو من أهل الاختصاص، وهكذا ضعي لنفسك برامج يومية، اتبعيها، ومن خلال ذلك سوف تتأكدي وتجدي أن إنجازاتك كثيرة جدّاً وأفعالك إيجابية أكثر بكثير من الأفعال السلبية، وهذا يجب أن يجعلك تكوني أكثر تفاؤلاً وثقة في نفسك.

الأمر الآخر: حاولي أن تكون لك مشاركات اجتماعية، الانخراط في الجمعيات الثقافية والأدبية والخيرية والتطوعية، وُجد أنه يجعل الإنسان يحس بالرضا ويطور من مهاراته الاجتماعية مما يزيد من ثقته.

حاولي أيضاً أن تمارسي شيئاً من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، فذلك قطعاً يمتص طاقات القلق والخوف والتوتر.

بجانب ذلك سوف أصف لك دواءً بسيطاً جدّاً يزيل القلق والخوف والتوتر، الدواء يسمى علمياً باسم (باروكستين PAROXETINE) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات SEROXAT) أو (ديروكسات DEROXAT)، فعليك أن تبدئي بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) يومياً بعد الأكل، استمري على هذه الجرعة لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة، واستمري عليها لمدة خمسة أشهر، ثم إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة مرة واحدة كل يومين لمدة أسبوعين أيضاً، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الممتازة لعلاج القلق والخوف، ولا شك أنه سوف يحسن التركيز لديك كثيراً.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: ( 265851 - 259418 - 269678 - 254892 ).
والله الموفق.