أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : اشترى سيارة بها عيوب بعد أن صلى استخارة
أردت شراء سيارة مستعملة، فكنت أصلي صلاة الاستخارة في أي سيارة أراها ثم رأيت سيارة أعجبتني، ودفعت عربونها قبل أن أصلي استخارة فيها، ولكن حين رجعت وصليت بعدها أصبت بضيق شديد مستمر، ثم اكتشفت أن بها عيوبا جسيمة، ورفض البائع أن يرجع العربون (مع العلم أنه كذب علي بخصوص حالتها) فاضطررت إلى شرائها، فما تفسير ذلك؟ وهل أنا مخطئ؟ شكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ خالد حفظه الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فنسأل الله العظيم أن يجبرك في مصيبتك وأن يخلف لك بخير منها وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعاً على ذكره وشكره وحسن عبادته.
إن الإنسان إذا أقدم على أمر من الأمور بعد أن استخار الحكيم العليم الغفور لا يدركه ندم ولا تؤلمه شرور، وقد تعودت بحرصك على الاستخارة خيراً فلا تترك عادتك وشاور مع ذلك أصحاب الخبرة من إخوانك وجماعتك، واعلم بأنه لن يندم من يستخير ربه ويستشير إخوانه.
و(
وأرجو أن تعلم بأن كتمان الرجل للعيوب ليس في مصلحته، ولن يبارك الله في الأموال التي يجمعها، وليته تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (
جمع الحرام إلى الحلال يكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره
فتعوذ بالله من الشيطان واعلم بأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن مع العسر يسراً، وأرجو أن تردد في يقين اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيراً، وتذكر أنه ليس في الدنيا ما يستحق أن يحزن الإنسان عليه طويلاً، وكل الذي فوق التراب تراب.
ولا داعي للندم على ما حصل، واتعظ بما حصل في المستقبل واشترط على صاحب السلعة أن يسمح لك بتجربتها وعرضها على أهل الخبرة، واشترط لنفسك ما شئت من الشروط.
وأرجو أن يجد هذه الأخ من يذكره بالله، ويطلب منه أن ينصفك ويبتعد عن الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ومرتع مبتغيه وخيم (( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ))[الشعراء:227].
وإذا رغبت في التخلص من هذا السيارة فبين عيوبها واصدق في تعاملك مع الناس وأبشر بكل خير فإن الصدق تجارة رابحة في الدنيا والآخرة، وتذكر أن العبرة في الأموال ليس في كثرتها ولكن في عموم بركتها ومراعاة حكم الله في جمعها وصرفها، والله تبارك وتعالى يسأل صاحب المال عن مصدره ومصرفه ولا نجاة إلا لمن أخذ المال من حله ووضع المال في محله.
ولا شك أن من ثمار الاستخارة وبركاتها الرضا بالنتائج مهما كانت، وشعور المسلم بأنه أدى ما عليه وأن الخير في الذي قدره الله (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ))[البقرة:216].
ونسأل الله أن يقدر لك الخير دائماً ويرضيك به.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
استخرت في إكمال الدراسة في تخصصي فتوقفت عن إكمالها! | 1725 | الأحد 12-01-2020 01:30 صـ |
ماذا أفعل بعد حصول صعوبات في شيء استخرت فيه الله عز وجل؟ | 7161 | الخميس 21-11-2013 04:32 صـ |
ما السبب في أن أسعى للشيء ثم أرفضه إذا حصل؟ | 3742 | الخميس 24-10-2013 02:49 صـ |
هل أختار تخصصي بناء على رؤيا صديقتي وأمها؟ | 6734 | الخميس 10-10-2013 12:19 صـ |
هل كل قرار بعد الاستخارة لابد أن يكون صائبا؟ | 11711 | السبت 04-08-2012 02:53 مـ |