أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كثرة انتقاد الزوجة ومعاملتها من الزوج بغير المعروف
أنا متزوجة منذ 11 عاماً، وعمري 37 عاماً، وزوجي عمره 40 عاماً، وعندي طفلان، حين تزوجت كان زوجي فقيراً وفي مستوى علمي واجتماعي أقل مني، وهذا كان يضايقني، ولكني وافقت لأنه كان طيباً وإن لم يكن متدينا، وأنا أيضاً لم أكن متدينة، وكنت أحتاج للزواج نفسياً وجنسيا، ولكني بعد الزواج لم أستطع الوصول للذروة إلا من خلال المداعبة الخارجية، واستمررت على هذا سنوات مع أنه كان يضايقني، ولم يحاول زوجي استشارة أي طبيب؛ لأنه يميل دائماً إلى تجاهل المشاكل والتظاهر بعدم وجودها.
أنا طبيعتي عصبية، وكنت أحياناً أفقد أعصابي في التعامل مع زوجي لانعدام خبرتي، كما أني لم أتلق تربية دينية، ولم تنصحني أمي عن طريقة معاملة الزوج، كما أن أبي وأمي منفصلان منذ طفولتي، سافر زوجي للعمل بالخارج منذ 3 أعوام وتركنا ببلدنا لدراسة الأولاد، ومررت بحالة نفسية شديدة بفعل العبء الملقى على عاتقي، واتجهت إلى الله وارتديت الحجاب مع حرصي التام على التزين داخل البيت، وهو ما لم أكن أفعله من قبل إلا وقت الجماع، وأحياناً أخرى نادرة، وبدأت أقرأ عن معاملة الزوج وأحسن معاملتي لزوجي، كما حسنت معاملتي لأهله بعد أن كنت أتحفظ معهم لفارق المستوى الثقافي، وأبذل جهدا للتقرب منهم، كما بدأت أحثه على بذل المال لهم والهدايا مع أن معظمهم غير محتاجين.
لم يتقبل زوجي حجابي! ولم يدخر جهداً في السخرية مني بشكل مبطن مع أنه ـ سامحه الله ـ لم يعترض حين كنت أتبرج وأرتدي الثياب غير المحتشمة، وبدأ يقنع أولادي أن الحجاب غير لازم، وقد تكون متبرجة أفضل من محجبة لأن العبرة بالسلوك، وغير ذلك من هذا الطرح المغلوط؛ مما أوقع ابنتي في حيرة من أمرها، وبدأ يتهمني بالتطرف وعزف عني جنسياً مع أننا نزوره كل شهرين في البلد الذي يعمل به أو يزورنا هو في بلدنا.
وحين يأتي هو يبدأ بنقد كل شيء بدءاً من الشقة الصغيرة التي نعيش فيها، وهي التي اشتراها لي أبي حين زواجي، لأن زوجي لم يكن يملك أي شيء سوى نصف بيت ريفي في بلدته، والآن حين تحسنت حالته المادية لا يطيق الشقة، وينتقد ترتيبها وأدائي المنزلي؛ لأن الشقة ضيقة جداً علينا، والأولاد كبروا وعندهم أشياء كثيرة ليس لها مكان توضع فيه؛ مما يعطي إحساسا بالازدحام والكركبة، أنا أحاول بذل جهدي لترتيب المنزل ولكنه حين يكون موجودا ينتقدني بقسوة وبألفاظ غير مهذبة؛ مما يجعلني لا أطيقه وأفقد رغبتي في أي ترتيب.
كما أنه فقد رغبته في جماعي مهما حاولت التزين له، وبدأ الانتصاب عنده يضعف في الأيام الأخيرة إلا عندما يداعب عضوه بيده، ويكون الانتصاب سيئاً جداً، وهذا يقتل شهوتي، وفي المرتين الأخيرتين كان يبلغني شهوتي بيده ولا يكمل هو حتى يأتي شهوته، وهذا يصيبني بحالة حرج بالغة وجرح نفسي!
كما أنه يتبع معي أسلوب الابتزاز العاطفي، ولا يطلب أي شيء بصراحة، بل يبدأ بالكلام أني غير قادرة على فعل هذا الشيء، حتى أفعله ولو لم أرد ذلك لإثبات قدرتي على فعله، وقد اعترف لي بذلك أنه أحياناً يفعل ذلك ليضايقني لأني عبيطة! هذا نص كلامه.
كما أنه بدأ يعيرني بأشياء فعلتها قديماً خطأ واعتذرت له عنها، وفعلت الكثير للتكفير عنها وإثبات أني تغيرت ولن أكررها، وغالباً ما يبدأ يعيرني ونحن في قمة الصفاء، وإذا اعترضت فأنا نكدية ولا أحب السعادة، كما أنه يعيرني بأشياء قديمة لم أخطئ فيها ولكني أخطأت من منظوره الشخصي، يعني مثلاً كنت أمزح معه على الأكل، فقلت: أنت تأكل كثيراً، وهو رأيه أني كنت أعيره، مع أني أقسمت عدة مرات حتى تعبت أني كنت أمزح، وهذا حدث من 11 عاماً ولا زال يذكره للآن!
كما أنه يعيرني بالأشياء التي اتفقنا عليها سابقاً ثم غير هو رأيه، ويقسم أنه لم يكن موافقا، وإذا واجهته بكذبه اتهمني بسوء الأدب، يعني أيام فقره اتفقنا على إنجاب طفلين، والآن يريد الثالث، وأنا كبرت وعندي مشاكل صحية وأعيش وحدي مع أطفالي وليس لي إخوة، قلت له ذلك، وقلت إني رغبت بالإنجاب منذ عدة سنوات مرة ثالثة وهو رفض وقتها؛ فأقسم كاذباً أن ذلك لم يحدث! وهكذا في كل شيء حتى أسماء أولادي، أنا التي اخترتها وحدي، وهذا غير صحيح، بل هو وافق عليها ولم يطرح أي بدل!
آسفة للإطالة، والصراحة: هل أنا مريضة نفسيا؟ هل هو مريض نفسيا؟ كيف أتعامل معه وأحمي سلامتي وسلامة أولادي النفسية؟ علماً أن هذا أسلوبه مع أمه وأخيه مع حبه الشديد لهما، ويقول لهما كلاماً قاسياً، وهما لا يغضبان لأن الظاهر هذا عادي عندهم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يوفقكم في حياتكم، ويهدينا وإياكم سواء السبيل، اللهم آمين.
اطلعت على رسالتك، وما يتعلق بها من سلوك زوجك معك، وأحمد الله لك أن هداك للحجاب والرجوع إليه بالطاعة بعد المعصية.
الأخت الكريمة: إن تعامل زوجك في الواقع فيه جانبٌ نفسي، فلعله كان يشعر بالفارق الاجتماعي والتعلمي بينكما، وانعكس هذا في سلوكه، وهذا لا يد لك فيه، لكن هناك جانب صغير أنبه إليه قبل الدخول في الرسالة، وهو ما ذكرته من أنك عصبية، أي تثورين بسرعة، وتصرين على رأيك، وهذا أختي فيه عيبٌ كبير، بل وأساس المشاكل الزوجية؛ لأن الزوج أحياناً لا طاقة له على النقاش، ويرغب في تنفيذ طلباته، لكنك تتعصبين لرأيك، فتحصل الثورة والشقاق، فحاولي علاج هذا الجانب فيك.
أما أسلوبه وتعامله معك، فهذا علاجه أن تعكسي له عكس السلوك، فأنت والحمد لله قد رجعت إلى الله، وقد قال الله تعالى: (( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ))[الأعراف:199]، بمعنى أن نعفو عمن ظلمنا، ونعطي من حرمنا، ونصل من قطعنا، وهذا منهج رباني، فأريدك أن تتعاملي هكذا مع زوجك، وتتجاهلي تعامله، فأحسني إليه، واخدميه، وقومي بكامل واجباتك تجاهه، ولا تهتمي بتصرفاته، وهذا يتطلب منك درجة كبيرة من الصبر ولو إلى حين، فإن أفلحت فإن شاء الله ستجدي تحولاً كاملاً في سلوكه ذلك؛ لأنه بشر له إحساسه وضميره، يشعر ويحس، فعندما يجدك تحسنين إليه فلا شك أنه سيرجع، ودائماً نحن نقول: إن النساء طبيبات الرجال، فالمرأة هي التي تُصلح زوجها، وهي التي تُفسده بسلوكها، هذا أولاً.
ثانياً: شاركيه في همومه، وعليك أن تكتشفي ما يهمه ويشغله مهما كان صغيراً، فهذا يُشعره بقيمتك ومكانتك.
ولا بأس من التحدث سوياً عند ساعة الصفا، فذكريه بأولادكم ومستقبلكم، وما يتطلبه منكم من حسن رعايتهم وتأمين مستقبلهم.
ثالثاً: لعله اكتشف سرعة غضبك، وسرعة انفعالك، وبدأ يثيرك، ولهذا أرجو أن تُعالجي هذا الجانب فيك، أي: ألا تغضبي بسرعة، وبالتالي أي كلام يثيرك حاولي ألا تُلقي له بالاً، وتجاهليه، وهو سيرجع بلا شك وسيغير من أسلوبه.
فابدئي أختي بهذا المنهج الذي يقوم على الصبر وعدم الانفعال، وجربيه لحين، وإن شاء الله ستجدين نتائج ملموسة، ولا تنسي أن تبتهلي إلى الله عند ساعة السحر، فالدعاء سلاح فتّاك، ولن يرد الله دعاء أمته إن شاء سبحانه.
وفقك الله لكل خير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ | 3283 | الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ |
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ | 2766 | السبت 11-07-2020 08:59 مـ |
أعاني من الوحدة والاحتياج العاطفي لانشغال زوجي الدائم، أفيدوني. | 8233 | الاثنين 06-07-2020 02:24 صـ |
أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني | 1915 | الخميس 02-07-2020 04:30 صـ |
زوجي يخاصمني لفترات طويلة بلا سبب، فماذا أفعل؟ | 2640 | الأربعاء 01-07-2020 05:40 صـ |