أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : فضل الصبر والوسائل المعينة عليه
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا بالفعل تعب من الحياة، وقد أثقلت علي المصائب من كل حدب وصوب، فهل هناك من شيء يعينني على الصبر؟ فهلا نصحتموني بآية قرآنية أو حديث أو تميمة لكي أنام قرير العين التي اعتادت السهر لأشهر أو موعظة قد تشفي الغليل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Kaffelito حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!
فعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فعليه السخط.
وما أعطي المؤمن عطاء أوسع ولا أفضل من الصبر فهو نصف الإيمان، وقد وعد الله الصابرين أجراً بغير حساب فقال سبحانه: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))[الزمر:10]، والصبر هو حبس النفس على ما تكره، وبالصبر ينال الإنسان السعادة ويبلغ ما يريد وأحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
ولا تنال الإمامة في الدين إلا بالصبر واليقين، قال تعالى: ((وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ))[السجدة:24]، ومما يعين الإنسان على الصبر ما يلي:
1- الإيمان بالله والرضا بقضائه وقدره.
2- معرفة عاقبة الصبر وثواب الصابرين.
3- النظر إلى حال أهل البلاء، والنظر إلى من هم أسفل منا في أمور الدنيا، فإن الإنسان يعزي نفسه بالتفكر في أحوال المصابين وما أكثرهم!.
4- تذكر مصاب الأمة بفقد النبي صلى الله عليه وسلم.
5- شكر الله من خلال المصائب، وذلك بالنظر إلى اعتبارات أربعة:
أولاً : أن المصائب لم تكن أكبر مما كانت، ولابد لمن قطعت يده أن يحمد الذي سلم له رقبته.
ثانياً : أنها لم تكن في الدين، فكل مصيبة لا تصيب دين الإنسان فهي هينة.
ثالثاً : أن الله يكتب لك أجرها، وإذا تذكر المؤمن لذة الثواب نسي ما يجد من آلام.
رابعاً : أن الله صبرك عليها.
هكذا كان السلف يشكرون الله حتى من خلال المصائب التي تنزل عليهم.
6- أن يشعر المسلم أنه عبد لله، وأن سعادته في الرضا بقضاء الله وقدره.
7- أن يشعر ويوقن أن كل شيء بقضاء وقدر وأنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده سبحانه.
8- التفكر في أحوال أهل البلاء، وقراءة سير الأنبياء.
9- معرفة حقيقة الدنيا التي جبلت على الكدر والنقص وأنه لا راحة لمؤمن حتى يلقى الله، فالدنيا هي سجن المؤمن، وقد قيل للإمام أحمد رحمة الله عليه متى الراحة؟ فقال: عند أول قدم يضعها الإنسان في الجنة.
10- معرفة قصر مدة الإقامة في الدنيا، وتذكر أن الغمسة الواحدة في الجنة تنسي الأتعاب والشقاء.
11- تكلف الصبر وتكرار المحاولة (
والله ولي التوفيق والسداد!
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
معاناتي مع المرض، وكيف أتكيف معه؟ | 1411 | الاثنين 15-06-2020 01:08 صـ |
لماذا يبتلى الصالحون أكثر من غيرهم؟ | 2714 | الثلاثاء 16-06-2020 09:03 مـ |
أخشى البقاء دون زواج للأبد. | 4757 | الاثنين 11-05-2020 03:45 صـ |
بعد أن خلعته تزوج.. والآن أنا نادمة! | 2057 | الأربعاء 06-05-2020 06:18 صـ |
أشعر بالظلم والقلق والخوف، فهل من أمل؟ | 1805 | الخميس 09-04-2020 02:47 صـ |