أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خجل كبير جداً وبدون أي سبب

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سوف أبدأ مباشرة:
القصة أني أخجل خجلاً عظيماً حتى إنني لا أذهب إلى مناسبات أقاربي ولا أخرج لهم حينما يأتوننا في المنزل بحجة الخجل! أخجل حينما يكلمني أحد في الشارع وأنا لا أعرفه أو أعرفه معرفة بسيطة، أتكلم معه وأبادله الحديث لكن بخجل ملحوظ، وبعض الأحيان لا أضع عيني بعينه! أخجل حينما أقود سيارة قديمة.

أخجل من الذهاب للمناسبات الكبيرة، ولعل تفسير عقلي الباطن يقول أنهم يرونك ويدققون النظر إليك! لا أعلم ما بي، ولكني دائماً أتعذر بعذر عدم وجود الوظيفة لي فأقول: ربما سيسألونني عن الوظيفة؛ فتجدني أتجنب مواجهتهم، تطور معي هذا الأمر حتى حصل ما حصل برغم أني قبل فترة طويلة كنت أظهر لهم، لكن عدم خروجي لهم طوال هذه السنوات ـ دعنا نقل 10 سنوات ـ جعلت مني إنساناً خجولاً جداً حتى بعض الناس قالوا: اذهب وعالج نفسك.

ملاحظة: أنا أدرس الآن لتحسين وضعي الاجتماعي، حتى في دراسة البكالريوس تجدني في القاعة أخجل قليلاً، لا أسأل الأستاذ إلا قليلاً، مع أن غيري يسأله باستمرار عن كل الإشكالات في المادة المقررة، خطوتي هذه التي هي الدراسة جعلتني أقوى قليلاً، مع العلم أنني لي شهران منذ بدأت الدراسة إلى الآن.

طبعاً أسمع أشرطة نفسية وعلاجية اجتماعية، ولكني لا أطبق إلا القليل، باختصار أشعر أنني ينقصني القليل وأعود إلى وضعي الطبيعي، أخرج للناس أتكلم معهم بثقة تامة وبمرونة، وأكون أكثر رجولة من الآن في التعامل مع الناس.

طبعاً أنا لا أستطيع أن أذهب إلى طبيب نفسي؛ فأرشدوني جزاكم الله خيراً، ولكم مني كل الدعاء. مستشارينا، قد لا أكون وضحت المطلوب بشكل كاف، ولكن إذا أشكل شيء فيمكنكم مراسلتي لتوضيح أكثر عن وضعي أو إذا أردتم سؤالي عن شيء معين، فأنا على استعداد.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

العلة الأساسية لديك تتمثل فيما يعرف بالرهاب أو الخوف الاجتماعي، ومعظمه سلوك مكتسب وليس فطري، أي بمعنى أنه ربما يكون حصل لك شيء في مواجهة بعض المواقف الاجتماعية البسيطة، حتى تتطور الأمر.

أجمع علماء النفس وكل السلوكيين أن أفضل وأنجح وسيلة لعلاج الرهاب الاجتماعي هي المواجهة، والمواجهة تقسم إلى قسمين: مواجهة في الخيال، ومواجهةٌ في الحقيقة.

المواجهة في الخيال، هي أن تجلس في مكان مسترخياً، وتتخيل بعمق أنك في مواجهةٍ لموقف اجتماعي معيّن يسبب لك رهاب وقلق، وتستمر في هذا الخيال لمدةٍ لا تقل عن نصف ساعة، بمعدل مرتين في اليوم، وصدقني إذا استمريت في مثل هذه التمارين البسيطة سوف تجد منها نفعاً كثيراً بإذن الله.

وبعد ذلك تنتقل إلى مصدر خوفك الذي يسبب لك درجة أقل من الخجل، ثم تتطور قليلاً أو تتقدم قليلاً لتواجه المواقف الأكثر صعوبة.

يُشير علماء ما يعرف بالمهارات الاجتماعية إلى أن من أفضل السبل أيضاً هي أن تحاول جهدك في أن تنظر للشخص الذي تخاطبه في وجهه مهما كان، ويلجأ البعض إلى استعمال النظارات السوداء في المراحل الأولى، فلا بأس أن تجرب هذه الطريقة، بشرط أن لا تستعمل هذه النظارات بصفةٍ دائمة، كما أنه يا أخي وُجد أن ممارسة الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، حيث يتفاعل الإنسان بصورةٍ شعورية ولا شعورية في نفس الوقت مع الآخرين، تُساعد بصورةٍ فعالة في إزالة الخجل والرهاب الاجتماعي.

هنالك أيضاً وسيلة هامة وفعالة جداً، وهي حضور حلقات التلاوة، حيث تتميز حلقات التلاوة بالأمان، كما أن أخطاء الإنسان فيها مقبولةٌ جداً، حيث أنها حلقات تعليمية، ويجد الإنسان فيها المساندة من بقية الإخوة الحاضرين، ومن شيخ الحلقة.

أرجو أن تحاول في تطبيق هذه السبل، وإن شاء الله سوف تتحسن حالتك.

الشيء الآخر، هو أن الأدوية أيضاً فعّالة للمساعدة في إزالة الخجل والخوف الاجتماعي، ومن الأدوية التي نُوصي باستعمالها عقار يعرف باسم زيروكسات، وجرعته هي نصف حبة يومياً ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم ترفعها بواقع نصف حبة كل أسبوعين، حتى تصل إلى 40 في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم تبدأ في تخفيضها بمعدل نصف حبة كل شهر، بعدها تتوقف عن العلاج.

أنا على ثقةٍ كاملة في الله تعالى أنك إذا اتبعت هذه الإرشادات السلوكية والدوائية سوف يزيل عنك الخجل والرهاب تماماً.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
كيف أمارس حياتي بشكل طبيعي وأتخلص من الأمراض؟ 1531 الخميس 16-07-2020 06:08 صـ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1839 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ