أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله تعالى لي ولكم العافية في الدنيا والآخرة، كما أسأله أن يهدينا سواء السبيل.

قرأت رسالتك بتمعن وتدبر، وأُعجبت بتدينك، وأسأل الله أن يزيدك من فضله، وعلمت أن حياتكما والحمد لله امتدت لمدة سبع عشرة سنة، ورزقكم الله أربعة من البنيين والبنات، وهذه نعمة تتطلب الحمد والشكر.

طلبتِ منا أن نعينك على طريق الخلاص بالطلاق، ولكن وأنت بهذا التدين كنت أرجو أن تكون استشارتك لنا هي كيفية خلاص زوجك المسكين مما هو فيه، هل الطلاق أختي هو العلاج لمثل هذه المشكلة؟ وهل تحل المشكلة بالطلاق؟ ولماذا فكرتِ في نفسك ولم تفكري في الأولاد الذين سينشئون ويجدون والدهم هكذا.

أختي! لو عرفت مشاكل الآخرين لهانت عليك مشكلتك، فأنت والحمد لله من أسرةٍ متدينة، ويستوجب هذا التدين أن نطبق الدين في حياتنا، وما يتطلبه ديننا هو الصبر وهداية الآخرين، لا سيما مثل أبي أولادك هذا، وكنت أرى أن تبذلي كل ما في وسعك وجهدك ومالك لعلاجه، فهو مريضٌ قلبياً، وليس هناك أمر مستحيل مع العزيمة الصادقة والإيمان القوي، وأرى أن هذا متوفر فيك، فلنبدأ بعزم وصدق، وعليك باتباع هذه الخطوات:

1- الاستعانة بالصبر والصلاة، كما أمرنا الله بذلك، فأكثري من الصلاة عند السحر، ومن الذكر، ثم كثرة الدعاء، فأنت صاحبة حاجة، ويجب أن تجتهدي، لا سيما ونحن مقبلون على شهر العبادة.

2- أن التعصب في الرأي لا يصلح في الحياة الزوجية؛ لأنها ليس فيها غالب ومغلوب، إنما فيها من هو الأفضل والأحسن، وأريد منك أن تكوني أنت الأفضل والأحسن، فتكسري الحاجز النفسي، وتذهبي إليه في الساعة التي يكون فيها صاحياً، وتقابليه بوجه حسن، بل وتطلبي منه العفو، وتفاتحيه بأن تبدأا صفحةً جديدة في حياتكما، ثم تناقشيه في حياتكما ومستقبل أولادكما، ويجب أن يكون هناك تعاون لتربيتهما، ولا تشعريه بامتعاضك من سلوكه في الخمر وعدم الصلاة، وهيئي نفسك له، وهذا مدخل.

3- إن وفقك الله في كسر الحاجز النفسي وأفلحت في هذه الخطوة فهيا تقدمي إلى الخطوة التالية، وحاولي أن تملئي فراغه بأن تشغليه بمشاوير كزيارة أهله وأهلك وأصدقائكم، والخروج بالأولاد للفسحة، وشراء أغراضكم، وأيضاً لا تتحدثي معه في الخمر.

4- سلطي عليه من تثقين فيه من الأهل أو الأصدقاء، ويكون رجلاً فاهماً، وعلى درجةٍ من التفقه في الدين، واطلبي منه أن يعينك في علاجه، بأن يصطحبه إن أمكن معه، ويلازمه إن أمكن إلى المسجد، لا سيما ورمضان قادم، فهو فرصة روحية لا تعوض، يصطحبه لصلاة الجمعة لسماع الخطبة، وإلى الدروس الليلية، ويكون قريباً منه، ويناقشه قليلاً قليلاً في هذا الطريق، ويضرب له الأمثال بمصير من سار على هذا الطريق حيث دمر حياته.

5- أنت تعرفين أن صاحب الخمر ذو مزاجٍ متقلب، فاحذري من نقاشه عند السكر، كما أن شخصيته ضعيفة، فاستغلي هذا الضعف، وادخلي عليه بمداخل مناسبة، واصبري عليه، وعامليه معاملةً خاصة، فأنتِ صاحبة حاجة، وعليك بالصبر حتى تنجحي، وأنا إن شاء الله على أملٍ بنجاحك، لا سيما بعد قدوم رمضان، وأذكرك بما بدأت به، وهو كثرة الابتهال إلى الله أن يصلحه الله تعالى.

والله ولي الهداية والتوفيق.