أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : وصايا لامرأة في التعامل مع أمها المتسلطة الطامعة في مالها
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا أرملة منذ (13) سنة، لي ابنٌ عمره كذلك (13) سنة، حيث مات زوجي وأنا حامل، وكنت شابة في بداية الحياة الزوجية، رجعت لبيت أهلي واشتغلت وأصبحت أساعد أهلي بما أستطيع، مشكلتي أمي التي تحب المال، بل تعبده، وجعلت إخوتي يعتمدون على راتبي في كل شيء، بحيث أخذت قروضاً حتى أستطيع أن ألبي رغباتهم، لو اشتكيت وقلت: إنه ليس عندي نقود تغضب أمي وتبكي، لا تصلي وعلاقتها سيئة بالجيران، أبي مسكين يعاني من تسلطها ويخاف منها، ومهما حاولت إصلاحها لا أصل لنتيجة، دائماً أكلمها عن الموت وأذكرها بمن ماتوا من إخوتها حتى تخاف من الله لكن دون جدوى، أصبحت لا أستطيع أن أوفر لابني متطلباته المادية، لا أحس بأي حنان تجاهها، ولا أحب أن أجالسها، ولا أستطيع إلا البكاء أو الدعاء في صلاتي حتى يهديها الله وألا يؤاخذني بذنوبها، أفكر في الرحيل والسكن بعيداً عنها، فهل أفعل؟ شكراً جزيلاً.
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يهدي والدتك، وأن يبارك لك في رزقك وولدك.
وبخصوص ما ورد برسالتك وما تعانين منه بخصوص والدتك: فهذا أمرٌ يعاني منه الكثير من الأخوات مثلك، فلست وحدك في هذا الابتلاء، ويرجع ذلك إلى بعض الصفات التي اكتسبتها الأمهات وصعب عليهن التخلص منها، فنشأت وكبرت معها حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من شخصيتها، وقد لا تشعر بأنها غير طبيعية، أو أن تصرفاتها غير مقبولة، بل ترى أنها أماً مثالية، وأنها من أفضل الأمهات، ولذلك ليس أمامك في هذه الحالة إلا ما يلي:
1- الصبر عليها قدر استطاعتك، واعلمي أن النصر مع الصبر.
2- عليك بالدعاء لها بالهداية والصلاح، ومعرفة الصواب والسير عليه، وأن يعافيها الله من هذه السلبيات.
3- عليك بإحسان عشرتها، ومعاملتها باللطف والعطف، وعدم الضجر أو التأفف أمامها.
4- يمكنك نصحها بأدبٍ ورفق وتواضع، وبيان بعض العيوب لها، وأنك حريصة على أن تكون من أفضل الأمهات، وأن تتمتع بأعظم وأحسن الصفات.
5- لا تساهمي في الإنفاق إلا بما يتناسب مع ظروفك، ولا تحملي نفسك فوق طاقتها، ولا تستجيبي لرغبات أمك أو إخوانك إلا بما يتناسب مع ظروفك، وحاولي ردهم بالحسنى، مع عدم إلزام نفسك بأي قروض أو ديون.
6- أنصحك بعدم ترك المنزل، وأرى ضرورة البقاء مع الأم، مع الصبر عليها، فإن من يُخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل عند الله ممن لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، خاصةً الوالدين، فاصبري ولا تتركي المنزل حتى ينفد صبرك، وعليك بالدعاء لنفسك بالثبات والاستطاعة وقوة التحمل، وأن يبارك لك في ولدك، وأن يجعله من الصالحين، وثقي وتأكدي بأن الله معك، ولن يتخلى عنك ما دمت حريصة على إكرام أمك طمعاً في رضوان الله.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والصبر الجميل.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ | 1157 | الخميس 02-07-2020 09:31 صـ |
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ | 1075 | الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ |
لا أجد حباً لي من أمي، كيف أتعامل مع جفائها لي؟ | 1386 | الأحد 10-05-2020 03:29 صـ |
كيف أنسى إساءة الوالدين لي وأتعايش معهم من جديد؟ | 2140 | الأحد 26-04-2020 03:56 صـ |
أشعر بتشتت وعدم اتزان، وأخشى الانتكاس. | 1946 | الاثنين 20-04-2020 01:49 صـ |