أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،
نسأل الله أن يكتب لكما التوفيق، وأن يبارك لكما وعليكما وأن يجمع بينكما على خير.
إذا كان هذا الشاب على خلق ودين، وقد قبلت به عن قناعة ولله الحمد، فأرجو تجاوز مثل هذه السلبيات، والبيت السعيد يبنى على البساطة واليسر، وليس من الحكمة المصارحة في كل صغيرة وكبيرة، والخير في عدم السؤال عن أشياء إن تظهر لنا تسؤنا.
وأرجو أن يجتهد هذا الشاب في إعداد الحد الأدنى الذي لا يقوم البيت إلا به، وعليه كذلك أن يصدق إذا سألتيه شريطة أن تتقبلي ما يترتب على إخباره بالحقائق؛ لأنه مما يعكر على الزوج أن تحرص الزوجة على تكليفه فوق طاقته، وقد سألت زوجات النبي صلى الله عليه وسلم التوسعة فنزل القرآن مربياً وموجهاً قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا))[الأحزاب:28-29]، وقام عمر لابنته حفصة وقال لها: لم تسألين رسول الله ما ليس عنده؟ وقال الصديق لعائشة رضي الله عنهما معاتباً: لم تسألين رسول الله ما ليس عنده؟
وخيّر عليه الصلاة والسلام نسائه بين الدنيا بمتاعها ومفارقة النبي صلى الله عليه وسلم فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة.
ولا مانع من الصبر على المتبقي لك من المهر وصرف المبلغ الذي بيده الآن لإكمال الأشياء المستعجلة لإتمام مراسيم الزواج، والمسلم يلتمس الغنى في النكاح، وهذا قبس من فهم السلف لقوله تعالى: ((إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ))[النور:32].
ولا شك أن الوضوح مهم جداً ولكن بعد معرفة نفسيات كل منكما، والأيام الأولى للزواج لابد فيها من صبر ومصابرة واحتمال؛ لأن كل إنسان له طريقة تربى عليها قد لا تعجب الآخر، ولكن بطول العشرة تزول معظم تلك المشاكل، وكل إنسان فيه عيوب وله محاسن، والعاقل يغفر ويسامح في العيوب الصغيرة لأنه سيسعد بالجوانب الإيجابية، وما أكثرها، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث وكفي بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.
فحافظي على زوجك صاحب الدين، وساعديه على الصدق والنجاح في الحياة، وسوف تختفي الصفات السلبية بإذن الله مع كل خصلة من خصال الخير يكسبها.
وكل عيب فإن صلاح الدين يجبره *** وليس لكسر قناة الدين جبران
وأسأل الله أن يكتب لكما التوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.