أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ الشوق حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يهدي هذا الزوج وأن يرزقنا الصواب والسداد، وأن يجعلنا سبباً لمن اهتدى، وبعد:

فجزاك الله خيراً على هذا الحرص وزادك الله حرصاً وخيراً، ونسأل الله أن يتوب على هذا الزوج وأن يرده إلى الهدى والصواب، وأبشري فإن باب التوبة مفتوح وأمرها ميسر، والله سمى نفسه الغفور ليغفر ذنوبنا والتواب لأنه يتوب علينا، (ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار وبالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)، وقد تاب الرحيم سبحانه على كثير من العصاة المذنبين، والتوبة تحتاج بعد توفيق الله إلى نية صادقة وعزيمة قوية، وبيئة طاهرة ورفقة صالحة، كما جاء في الأثر (.... ولكنك بأرض سوء أنطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أقواماً يعبدون الله تعالى فاعبد الله تعالى معهم...)؛ لأن بيئة المعصية تذكر بالذنوب ورفقة الشر تورد الإنسان موارد الهلاك وتحول بينهم وبين مجرد التفكير في الرجوع إلى الله.
ومن واجبنا مساعدة العصاة على التوبة والدعاء لهم بالليل وفي السجود وفي أوقات الإجابة ثم ندعوهم إلى الله ونشجعهم ونأخذ بأيديهم وإذا كانت هذه المجهودات من الزوجة فأرجو أن يكون النجاح حليفها، خاصة والمرأة تملك كثير من وسائل التأثير على وزجها وأولادها، واحرصي على اختيار الأوقات الفاضلة لنصحه، واجعلي بيتك جاذبة له واجتهدي في عزله من أصدقاء السوء ورفاق المعصية ولا تنسى ضرورة الاهتمام بمظهرك وبيتك، وعلينا أن نملأ فراغه بالخير وزيارة الأرحام فإننا إذا لم نشغله بالخير شغله الرفاق بالشر.

وهذا الرجل سوف يتوب بإذن الله لأن رغبته في التوبة بل وتوبته من قبل دليل على جوانب الخير التي أرجو أن نجتهد في تنميتها والإشادة بها، ولا مانع من اتخاذ أساليب مؤثرة لردعة عن هذه المعصية، والمرأة عندها وسائل عديدة للتأثير وتجنبي نصحه وإحراجه أمام زملاء الشر وتفنني في اختيار الأوقات وانتقاء الكلمات اللطيفة المؤثرة، ومما يساعدك

على كل هذا بعد توفيق الله معرفتك لمفتاح شخصية هذا الرجل، فإذا كان من الشخصيات السمعية فيمكن أن تسمعيه ما يقوله الناس في تصرفاته وكيف أنك وأطفالك يلحقكم الأذى لأجل تصرفاته، وهل ترضى أن يحرج أطفالك وزوجتك، وإذا كان من الشخصيات التي تتأثر بالأشياء المقصودة فذكريه بمظهره في سكره والناس يذهبون للمساجد ويقرءون القرآن.

وركزي على إبراز جوانب التميز في شخصيته والبناء عليها وتدرجي في استخدام وسائل التأثير ويمكن أن تقولي له: مع حبي لك فأرجو أن تعرف أنني أفكر في ترك المنزل وأخذ الأطفال إذا لم تترك هذه المعصية، وراقبي آثار هذا الكلام عليه وهذا مجرد مثال فأنت أعرف بزوجك وبالأشياء التي يمكن أن تؤثر عليه، مثل ترك الكلام معه أو عدم مشاركته في الطعام.

ويساعده على التوبة أن تسلطي عليه من يحترمهم من الأهل إذا كان يتأثر بكلامهم واحرصي على استخدام الأموال التي في يده في الخير والإصلاح.

وترك الخمرة والتوبة عنها أمرها ميسور وهناك وسائل طبية في المستشفيات، وأهم من ذلك التوجه إلى الله في السجود وفي لحظات الإجابة، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء سبحانه.
وبالله التوفيق.