أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج الخوف الشديد من الناس وتوقع الأذى منهم

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا طالب جامعي عمري 20 عاماً، مشكلتي هي أني أشعر بخوف شديد من الناس وتوقع الأذى منهم، فعندما أسير في الشارع أو أجلس في مكان عام أشعر بأن الناس قد ركزوا أنظارهم تجاهي، وهذا يسبب لي ارتباكاً واضطراباً في حركتي، وأشعر بتسارع في ضربات القلب، ويحمر وجهي ويسقط بعض العرق مع رعشة خفيفة في الأطراف.

وأما الأشخاص الذين أتحدث معهم كسائق سيارة الأجرة أو البائع في المتجر أو غيرهم فيكون صوتي منخفضاً عند حديثي معهم وكلامي متلعثماً، وأنهي كلامي معهم بسرعة حتى لا يحدث خلاف معهم، ولا أستطيع مجادلتهم حتى إن كنت على صواب.

ولدي خجل حتى من أقاربي، فلا أختلط بهم، وإذا جاء إلى البيت ضيوف وطلب مني أبي أن أجلس معهم فإني أشعر بقلق وتوتر شديدين، وأجلس دون أن أفتح فمي بكلمة واحدة، وهذا سبّب لي عزلة اجتماعية، ولا أخرج من البيت إلا قليلاً، وليس لي أصدقاء، وكل من تعرفت بهم كانت علاقتي بهم علاقة عابرة.

وقد قرأت الكثير من الاستشارات فوجدت أن حالتي هي رهاب اجتماعي، وقرأت عن دواء سيروكسات وأنه فعّال لعلاج الرهاب الاجتماعي، لكن المشكلة أن هذا الدواء مرتفع الثمن، فهل التفرانيل والأندرال فعالان لعلاج الرهاب؟!

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الأعراض التي وردت في رسالتك واضحة أنك بالفعل تعاني من درجة بسيطة إلى متوسطة مما يمكن أن نسميه بالقلق أو الخوف أو الرهاب الاجتماعي، والقلق أو الرهاب الاجتماعي هو سلوك مكتسب أفضل وسيلة لعلاجه هي مواجهته وعدم تجنب المواقف الاجتماعية التي يحس فيها الإنسان بالخوف أو الرهبة، فإذن مبدأ التعريض أو التعرض لمصدر الخوف هو المبدأ السلوكي الذهبي إذا جاز التعبير وأنصحك بأن تنتهج هذا المنهج.

عليك أن تفكر أنك لديك مقدرات وأنك لا تقل عن الآخرين بأي حال من الأحوال، والمقصود بذلك هو أن تحقر فكرة الخوف في الأصل وهذه تتم إن شاء الله من خلال تواصل مع الذات ومحاولة إقناع نفسك بأنك إنسان فعال مثل الآخرين ولا ينقصك أي شيء فلمَ الارتباك والاضطراب.

وعليك أن تبتعد عن التجنب؛ لأن التجنب يقوي ويدعم سلوك المخاوف.
أنصحك أيضاً بأن تتدرب في المنزل على المواجهة، وهذه نسميها بالتمارين السلوكية بالخيال، اجلس بهدوء وتصور أنك تخاطب عدداً كبيراً من الناس تقدم لهم عرضاً دراسياً أو تناقش معهم أي موضوع ما، وحبذا لو عشت هذا الموقف كأنها حقيقة. حاول وأنت في الوضع التخيلي بأن تتكلم بصوت عال ومرتفع وتنظر إلى الناس في وجوههم كأنهم جلوس أمامك، هذه التمارين إذا أخذت بجدية وتركيز واقتناع بفعاليتها هي من الوسائل العلاجية التي وجد أنها مفيدة.

أريدك أيضاً أن تغير مفهومك حول ما يبدر منك من تصرفات؛ أنت ذكرت أنك تحس بتسارع في ضربات القلب وأنك مرتبك وأن العرق يتساقط منك مع رعشة في الأطراف. أنا لا أنكر أن بعض هذه الأعراض قد يكون موجوداً ولكنه ليس بالشدة وليس بالدرجة التي تتصورها. هذا أثبت عن طريق التجارب العلمية؛ قام أحد العلماء بتصوير بعض الناس الذين يعانون من الخوف الاجتماعي تم تصويرهم عن طريق الفيديو وهم في مواقف اجتماعية تتطلب المواجهة، هذا التصوير بالطبع تم دون علمهم وبعد ذلك عرضت عليهم صورهم وكان واضحاً أن درجة ارتباكهم التي ظهرت في الفيلم المصور كانت أقل بكثير مما كانوا يعتقدون وبعد مناقشتهم في هذا الأمر تحسنت قناعاتهم جداً بأن مشاعرهم كان مبالغاً فيها.

أريدك أن تلجأ للتمارين السلوكية الجماعية مثل الاشتراك في الرياضة الجماعية وممارسة كرة القدم أو السلة أو ما شابه ذلك، هذا وجد أيضاً أنها تساعد كثيراً.
مشاركة في حلقات التلاوة لها فائدة عظيمة في علاج الرهاب الاجتماعي، أنا أيضاً أريدك أن تجعل لحياتك هدفاً، أنت طالب وفي فلسطين المحتلة - نسأل الله أن يفك أسرها - لا شك أنه عليك واجبات كثيرة، فضع لنفسك هدفاً واستثمر وقتك بصورة صحيحة، يجب أن تحفز نفسك بأن أهدافك في الحياة هي أهداف إيجابية جداً، ويجب أن تسلح نفسك بالعلم ولا شك أن الالتزام الديني سوف يساعدك كثيراً إن شاء الله في أن تكون مسيرتك في الحياة مسيرة إيجابية.

بالنسبة للعلاج الدوائي أبشرك بأن التفرانيل علاج جيد ولكنه ليس هو الدواء المثالي ولكنه دواء مفيد، ويمكنك الحصول عليه وهو بالفعل ليس مكلفاً من الناحية المادية، الطريقة الجيدة لتناول التفرانيل هي أن تبدأ بجرعة 25 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم ارفعها إلى 25 مليجرام صباحاً و50 مليجرام ليلاً لمدة شهرين آخرين ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى 50 مليجرام في الصباح و50 مليجرام مساء، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد خفض الجرعة إلى 75 مليجرام يومياً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر ثم إلى 25 مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر ثم يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

بالنسبة للأندرال يمكنك أن تتناوله بجرعة 10 مليجرام صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم 10 مليجرام في الصباح لمدة شهر ثم يمكنك أن تتوقف عن تناوله، هذه هي الطريقة الأفضل لتناولك لهذه الأدوية، وهي إن شاء الله سوف تفيدك كثيراً.

وعليك بتطبيق الإرشاد النفسي السابق، وهناك أيضاً علاج سلوكي يسمى بعلاج الاسترخاء، ولابد أنك قد سمعت عنه فأرجو أيضاً أن تطبقه وتمارسه بصورة صحيحة.
والاسترخاء في أبسط صوره يتكون من أن تجلس في مكان هادئ تفكر في أمر سعيد وجميل أغمض عينيك ثم بعد ذلك خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف.
اجعل صدرك يمتلئ بالهواء، أمسك الهواء قليلاً في صدرك ثم أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه بكل قوة وبطء، كرر هذا التمرين خمس مرات في كل جلسة بمعدل جلسة في الصباح وجلسة أخرى في المساء لمدة أسبوعين ثم جلسة واحدة في الصباح لمدة أسبوعين أيضاً، ثم يمكنك ممارسته عند اللزوم فقط.

ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للمخاوف: (262026-262698-263579-265121) وعلاج الخجل سلوكياً : (267019-1193-226256-259955)، وحول العلاج السلوكي للرهاب: (259576- 261344 - 263699 - 264538)، نسال الله لك التوفيق والسداد والصحة والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ 2421 الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3591 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3648 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ 1496 الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2799 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ