أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : فتاة مسلمة طلقت في بلد أوروبي مترددة بين العودة إلى بلدها أو البقاء في بلاد الغربة من أجل الجنسية والإقامة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا سيدة مطلقة رغم صغر سني، ولكن الحمد لله، عمري اثنان وعشرون سنة، خطبت وأنا في بلدي وانتظرت خطيبي 3 سنوات لحين صدور أوراقي لسفري.
كانت علاقتي معه طبيعية جداً، وكان يتصل بي في الأسبوع أكثر من مرة، المهم جاءت أوراقي وسافرت معه إلى بلده، تزوجنا وبعد الزواج بدأ يظهر عليه شيء من البعد وعدم الاهتمام، وبدأت المشاكل.
بدأ يطردني من البيت، وطلقني خلال السنة 3 مرات، وأجبرني على توقيع أوراق الطلاق الرسمي، وطول هذه الفترة كنت أسكن في بيت أهله، وبعدها أراد أن يتزوج وكانت هي إحدى أسباب طلاقي؛ لأنه كان يعرفها قبل زواجنا ومجيئي عنده، وأثناء فترة طلاقي الأول عقد عليها عرفياً وتزوجها، وعندما تم طلاقي الكامل الذي كنت أعتبره ظلماً كبيراً، وحتى أهله أرادوا الزواج بها أمام الناس، فمن غير الطبيعي البقاء عند بيت أهله، انتقلت للعيش عند ابنت عمتي وزوجها وأولادها.
ومشكلتي أن أهلي يطلبون نزولي عندهم، وكل الناس تنصحني بالبقاء وأخذ الإقامة والجنسية للمستقبل، ووضع بلدي حرج جداً، ولكن أنا أفكر بالشرع والخوف من الله، فما هو رأيكم في الحل الأمثل، مع العلم أني تعرفت على شخص من بلد عربي وطلبني للزواج وهو ملتزم، ولكنه مطلق وعنده أربعة أولاد، ولكن أهلي مقتنعون فيه كثيراً، ومع العلم يوجد عرسان ملتزمين في هذا البلد.
ونسيت شيئاً مهماً ففي بداية السنة وعن طريق شيخ قرأ علي اكتشفت أنه كان بيننا سحر قوي مربوط بجن، وكان هذا سبب طلاقي! والآن الحمد لله تخلصت من السحر، وصرت أكثر التزاماً، انصحوني رحمكم الله، وجزاكم الله خيراً، وسأنتظر ردكم بأسرع وقت.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن الطلاق ليس نهاية المطاف، بل إن الطلاق الناجح من جوانب الإعجاز في هذه الشريعة، وليس كل مطلقة سيئة، بل في المطلقات صالحات رافضات لحياة المعاصي والموبقات، وفيهن من ابتعدت عن زوجها العاصي طاعة لرب الأرض والسموات، والله بتارك وتعالى يقول: ((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا))[النساء:130].
وإذا خرجت المطلقة من عدتها كانت مقصداً للخطاب، خاصة إذا كانت ممن يهتم بالحجاب وتتمسك بالسنة والكتاب.
وإذا وجدت الفتاة المسلمة رجلاً صالحاً فهو سكنها ورحمها فللرجال خلق النساء، ولهن خلق الرجال، ومن هنا فنحن ننصحك بأن تستخيري في كل أمورك وتستشيري الصالحات والصالحين من أرحامك.
ولا مانع من البقاء هناك إذا كانت الضوابط الشرعية متوفرة حتى تتحسن الأوضاع في عراقنا العزيز بإذن الله القريب المجيب، وإذا كان الخاطب الجديد ملتزم وأسرتك راضية به فلا تترددي القبول بصاحب الدين، وكوني وفية لأبنائه حريصة على رعايتهم وحسن توجيههم فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، واحرصي على التمسك بحجابك ودينك، وحافظي على حيائك، واجعلي علاقتك بكل خاطب وفق الضوابط الشرعية، فإنه من التوفيق أن يؤسس الإنسان أسرته على الطاعات، واحرصي على أن تستخيري وتستشيري ثم توكلي على الله ولا تترددي، وقدمي نية الخير، واحرصي على عمل الخير، واعلمي إن الله مع المتقين، وأنه سبحانه يحب المحسنين.
واعلمي أن الإنسان إذا واظب على الأذكار، وقرأ المعوذتين في الغدو والإبكار، وواظب على السجود للقهار لن تصيبه العين ولا الأسحار، ولن يتمكن من أذيته الأشرار، واحرصي على أن تشغلي نفسك بالطاعات، واحشري نفسك مع الصالحات، وراقبي ربك في الخلوات تنالي الخير في الدنيا، وتفوزي بإذن الله في الجنات.
وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ضيق اليد والحال جعلا أسرتي تعيسة، أرشدوني. | 1051 | الأحد 07-06-2020 03:59 صـ |
صرت مضطراً للسفر بأهلي إلى بلاد غربية، ما الحل؟ | 610 | الاثنين 11-05-2020 06:44 صـ |
حائر في مستقبلي بين الوطن والغربة | 1088 | الخميس 16-04-2020 02:49 صـ |
حائر بين البقاء أعاني وبين العودة والاستقرار في بلدي! | 2640 | الأربعاء 25-09-2019 03:41 صـ |
انتقالنا من بلدنا أثر على نفسية ابني ومستواه الدراسي، فانصحونا! | 720 | الاثنين 16-09-2019 02:50 صـ |