أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبالطبع يجب أن تذهب إلى أي وظيفة مناسبة تجدها في أي بلد، واشتراط أن تكون الوظيفة بالقرب من الأهل، فهذا ليس أمراً جيداً وليس أمراً حميداً.

الإنسان حتى وإن ابتعد عن بلده أو تقرب قليلاً فهذا شيء جيد؛ لأنه يكتسب خبرات جديدة ومهارات جديدة ومعارف جديدة، ويكون أيضاً أكثر اعتماداً على نفسه، وفي ذات الوقت فقد أصبح التواصل مع الأهل أمراً سهلاً وميسوراً.

فيا أخي لا تتردد أبداً في أن تقبل الوظيفة المناسبة، حتى وإن كانت بعيدة عن أهلك، وحين تجد هذه الوظيفة - إن شاء الله - وتبدأ فيها، يجب أن لا تحس بأي نوع من القلق أو عدم الارتياح في أنك ابتعدت عن أهلك، وإنما فكر في وظيفتك وفي إيجابياتها، واعرف أن السفر أيضاً فيه منافع كثيرة، ويمكنك التواصل مع أهلك بالسبل المتاحة، وهذا أصبح أمراً ميسوراً كما ذكرت لك.

العمل في القطاع الحكومي أم في القطاع الخاص أفضل؟ هذا ربما يكون سؤالاً ليس بالسهل، ولكن أقول لك إنه يعتمد على نوعية الوظيفة التي سوف تجدها، ففي بعض الدول يكون العمل في القطاع الخاص أفضل من القطاع الحكومي، وفي بلدان أخرى يكون العمل في القطاع الحكومي أكثر أماناً، وهذا يفضله البعض، بمعنى أن تفضيل العمل في القطاع الحكومي يكون من ناحية أن فيه استمرارية وفيه ضمانات، حتى وإن كانت منافعه المالية قليلة.

فالذي أراه هو أن تبحث عن الوظيفة التي تستطيع من خلالها أن تتطور علمياً، فأنت رجل متخصص في الكيمياء، وهذا علم متطور، وحتى يستفيد الإنسان منه ويطور من إمكانياته العلمية والعملية، يفضل أن يعمل في مكان معد إعدادا جيداً، وذو إمكانيات عالية.

فيا أخي الكريم: بجانب المنفعة المالية، يجب أن يكون أحد شروطك هو مدى تجهيز المكان الذي سوف تعمل فيه، وهذه التجهيزات أعني بها المعدات والآليات، وكل ما يتعلق بالأبحاث العلمية مثلاً، والمكان الذي يتيح لك أيضاً أو من خلاله تستطيع تقدم دراسات عليا مستقبلية، لا شك أنه أفضل كثيراً.

إذن: قم بهذه الموازنة، وحين تقوم بهذه الموازنة بين العمل الحكومي والعمل في القطاع الخاص، وحين تتاح لك فرصة، فلا شك أن الاستخارة سوف تكون حاسمة جدّاً في مثل هذه الأمور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع استشارات إسلام ويب.