أرشيف المقالات

إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2إن الله يرزق من يشاء بغير حساب   قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.[1].   بقَدر يقينك بالله تعالى، وتوكلك عليه، وثقتك فيه وفيما عنده، يكون رزقك. فإنَّ اللَّهَ تَعَالَى ساق الرزق لمَرْيَمَ - عليها السلام - لقوةِ إيمانها بالله، وعظيمِ ثقتها به، وكمال توكلها عليه.   نعم، ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾.. أَلَمْ تَسْمَعْ قَولَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا، وَتَرُوحُ بِطَانًا»؟[2].   وآفةُ كثير مِنَ النَّاسِ التعلقُ الزائد بالأسبابِ، والركونُ إليها، مع الغفلة عن التوكل على الله. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ».[3].   وبقدر إقبالك على الله تعالى وطاعته يبارك لك في الرزق؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ ﴾.[4].   وهذه سنَّة كونية لا تتخلف أبدًا؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا﴾.[5].   وَعَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَرُدُّ الْقَدَرَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمُرِ إِلَّا الْبِرُّ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ، بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ».[6].


[1] سُورَةُ آلِ عِمْرَانَ: الآية/ 37. [2] رواه أحمد والترمذي. [3] رواه ابن ماجه بسند صحيح. [4] سُورَةُ الْأَعْرَافِ: الآية/ 96. [5] سُورَةُ الْجِنِّ: الآية/ 16. [6] رواه أحمد.



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢