أرشيف المقالات

حديث: من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2حديث: من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة   عن أم حبيبةَ أمِّ المؤمنين رضي الله عنها قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن صلَّى اثنتَي عشرةَ ركعةً في يومٍ وليلةٍ؛ بُنِي له بهن بيتٌ في الجنة))؛ رواه مسلم.   وفي رواية: ((تطوعًا)).   وللترمذي نحوه، وزاد: ((أربعًا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر)).   وللخمسة عنها: ((مَن حافظ على أربعٍ قبل الظهر وأربع بعدَها حرَّمه الله على النار)).   المفردات: بهن؛ أي: بسبب صلاتهن. وفي رواية؛ أي: لمسلمٍ من حديث أم حبيبة رضي الله عنها. تطوعًا؛ أي: نافلة غير المكتوبة. وللترمذي؛ أي: من حديث أم حبيبة رضي الله عنها. نحوه؛ أي: نحو حديث مسلم. وزاد؛ أي: الترمذي؛ تفصيلًا لِما أجملته رواية مسلم. أربعًا قبل الظهر: هي المذكورة في حديث عائشة رضي الله عنها السابق. وركعتينِ بعدها: هي المذكورة في حديث ابن عمر رضي الله عنهما. وركعتينِ بعد المغرب: هي التي قيَّدها حديث ابن عمر بأنها في البيت. وركعتين بعد العشاء: هي التي قيَّدها حديث ابن عمر بكونها في بيته. وركعتين قبل صلاة الفجر: هي المذكورة في حديثَي ابن عمر وعائشة رضي الله عنهم. وللخمسة عنها؛ أي: عن أم حبيبة رضي الله عنها. حافَظ: داوَم. وأربع بعدها؛ أي: بعد الظهر. حرَّمه الله على النار؛ أي: منَع النار مِن إحراقه وصانه منها.   البحث: ورد في بعض نسخ بلوغ المرام المطبوعة مع شرح سبل السلام، بمراجعة وتعليق محمد عبدالعزيز الخولي: ((في يومه وليلته)) ولا شك أنه تحريفٌ؛ لعدم وجود هذه الرواية في صحيح مسلم.
والرواية في صحيح مسلم: ((في يوم وليلة)).   وقد جاء في بعض ألفاظ مسلم من حديث أم حبيبة رضي الله عنها: ((كل يوم))، وبدون ذكر ليلة، ولفظها: قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبدٍ مسلمٍ يُصلِّي للهِ كلَّ يوم اثنتَي عشرة ركعة تطوعًا بغير فريضة...))، إلخ الحديث، وهذه الرواية هي التي أشار إليها المصنف رحمه الله بقوله: وفي رواية ((تطوعًا))، وهو يفيد أن هذا الوعد لمن حافظ عليها سائر أيام صحته وحضره.   أما رواية الترمذي عنها التي فصَّل فيها هذه الركعات الاثنتَي عشرة، فقد قال الترمذي بعد سياقها: حديث حسن صحيح، وهو متَّسِق مع ما تقدَّم مِن حديث ابن عمر رضي الله عنهما سوى الركعتين قبل الظهر, لكن الأربع الركعات قبل الظهر جاءت في حديث عائشة رضي الله عنها، وهذا كله يدل على صحة رواية الترمذي هذه، وتأكيد صلاة هذه الاثنتَي عشرة ركعة، وهي السنن الرواتب التابعة للفرائض.   أما قوله: "وللخمسة عنها: ((مَن حافظ...)) إلخ"؛ فهو غير دقيق؛ لأن أبا داود وابن ماجه روَيَاه بلفظ: ((مَن صلَّى أربع ركعات...)) إلخ، وقد وصفه الترمذي بأنه حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، عندما ساقه بلفظ: ((حافظ))، وقد أشار الشوكاني في نيل الأوطار إلى أن ابن القطان أعلَّ هذا الحديث، وأنكره أبو داود الطيالسي، قال الشوكاني: وأما الترمذي، فصحَّحه، لكن من طريق أبي عبدالرحمن القاسم بن عبدالرحمن صاحب أبي أمامة، قال المنذري: والقاسم هذا اختلف فيه؛ فمنهم من يضعف روايته، ومنه مَن يوثقه؛ اهـ.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣