أرشيف المقالات

فقه ابن تيمية ونصائحه (4)

مدة قراءة المادة : 9 دقائق .
2فقه ابن تيمية ونصائحه (٤) من سماعات ابن القيم من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله تعالى   ♦ استدلال من قوله عز وجل: ﴿ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 79]؛ قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام يقرر الاستدلال بالآية على أن المصحف لا يمسه المحدث بوجه آخر، فقال: هذا من باب التنبيه والإشارة إذا كانت الصحف التي في السماء لا يمسها إلا المطهرون؛ فكذلك الصحف التي بأيدينا من القرآن لا ينبغي أن يمسها إلا طاهر"؛ التبيان (ص: ٢٢٩).   ♦ دخول لام العاقبة في فعل الله عز وجل: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخنا أبا العباس بن تيمية يقول: يستحيل دخول لام العاقبة في فعل الله، فإنها حيث وردت في الكلام فهي لجهل الفاعل لعاقبة فعله؛ كالتقاط آل فرعون لموسى فإنهم لم يعلموا عاقبته، أو لعجز الفاعل عن دفع العاقبة نحو: لِدوا للموت وابنوا للخراب، فأما في فعل من لا يعزب عنه مثقال ذرة ومن هو على كل شيء قدير"؛ بدائع الفوائد (١/ ١٠٠).   ♦ قوله عز وجل: ﴿ قُلُوبُنَا غُلْفٌ ﴾ [البقرة: 88]: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يضعف قول من قال: (أوعية) جدًّا وقال: إنما هي جمع أغلف، ويقال: للقلب الذي في الغشا أغلف، وجمعه غلف، كما يقال للرجل غير المختون: أقلف، وجمعه قلف"؛ بدائع الفوائد (٣/ ١١٦).   ♦ قوله تعالى حاكيًا عن كليمه موسى صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84]؛ قال ابن القيم رحمه الله: "...
ولهذا احتج السلف بهذه الآية على أن الصلاة في أول الوقت أفضل؛ سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يذكر ذلك، قال: إن رضا الرب في العجلة إلى أوامره"؛ مدارج السالكين (٣/ ٦٠).   ♦ تفسير: ﴿ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ ﴾ [التوبة: 40]: قال ابن القيم رحمه الله: "قلت: وكان شيخنا أبو العباس بن تيمية قدَّس الله روحه يذهب إلى خلاف هذا ويقول: الضمير عائد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى صاحبه تبعًا له، فهو الذي أنزلت عليه السكينة، وهو الذي أيَّده الله بالجنود وسرى ذلك إلى صاحبه؛ انتهى"؛ بدائع الفوائد (٣/ ١١٢).   آيات السكينة: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا اشتدت عليه الأمور: قرأ آيات السكينة، وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له في مرضه، تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضَعف القوة، قال: فلما اشتد عليَّ الأمر، قلت لأقاربي ومن حولي: اقرؤوا آيات السكينة، قال: ثم أقلع عني ذلك الحال، وجلست وما بي قلبة"؛ مدارج السالكين (٢/ ٤٧١).   ♦ الاستثناء في قوله: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ [البقرة: 150]: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: "ليس الاستثناء بمنقطع بل هو متصل على بابه، وإنما أوجب لهم أن حكموا بانقطاعه؛ حيث ظنوا أن الحجة ها هنا المراد بها الحجة الصحيحة الحق.."؛ بدائع الفوائد (٤/ ١٧٣).   القول بأن إسحاق هو الذبيح: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب، مع أنه باطل بنص كتابهم..."؛ زاد المعاد (١/ ٧١).   ♦ تفسير: ﴿ نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ ﴾ [السجدة: 27]: قال ابن القيم رحمه الله: "..
قلت: وكان شيخنا أبو العباس أحمد بن تيمية يقول: هي أرض مصر، وهي أرض إيليز لا ينفعها المطر، فلو أمطرت مطر العادة لم ينفعها ولم يروها، ولو داوم عليها المطر، لهدم البيوت وقطع المعايش، فأمطر الله بلاد الحبشة والنوبة، ثم ساق الماء إليها"؛ بدائع الفوائد (٣/ ١١٠).   ♦ قال تعالى في حق المنافقين: ﴿ وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ﴾ [محمد: 30]: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: علق معرفته إياهم بالنظر على المشيئة، ولم يعلق تعريفهم بلحن خطابهم على شرط، بل أخبر به خبرًا مؤكدًا بالقسم، فقال: ﴿ ولتعرفنهم في لحن القول ﴾، وهو تعريض الخطاب، وفحوى الكلام ومغزاه"؛ مدارج السالكين (٢/ ٤٥٢).   ليس أحد يزيل لفظ كتاب من كتب الله تعالى، ولكنهم يتأولونه على غير تأويله: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخنا يقول: وقع النزاع في هذه المسألة بين بعض الفضلاء، فاختار هذا المذهب ووهن غيره، فأنكر عليه، فأحضر لهم خمسة عشر نقلًا به"؛ إغاثة اللهفان (٢/ ٣٥٣).   ♦ ﴿ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ﴾ [الأعراف: 31]: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: أمر الله بقدر زائد على ستر العورة في الصلاة، وهو أخذ الزينة، فقال تعالى: ﴿ خذوا زينتكم عند كل مسجد ﴾، فعلق الأمر بأخذ الزينة، لا بستر العورة؛ إيذانًا بأن العبد ينبغي له أن يلبس أزين ثيابه وأجملها في الصلاة"؛ مدارج السالكين (٢/ ٣٦٣).   ♦ ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ﴾ [الأنعام: 53]: قال ابن القيم رحمه الله: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هم الذين يعرفون قدر نعمة الإيمان، ويشكرون الله عليها، فهو سبحانه ما أعطى إلا بحكمته، ولا منع إلا بحكمته، ولا أضل إلا بحكمته"؛ مدارج السالكين (٢/ ٤٥٠).   ♦ ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45]: قال ابن القيم رحمه الله: "وكان شيخ الإسلام أبو العباس قدس الله روحه يقول: الصحيح أن معنى الآية أن الصلاة فيها مقصودان عظيمان، وأحدهما أعظم من الآخر، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهي مشتملة على ذكر الله تعالى، ولما فيها من ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر"؛ الوابل الصيب (ص: ٧٥).   ♦ ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ﴾ [العنكبوت: 45]: قال ابن القيم رحمه الله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول: معنى الآية: أن في الصلاة فائدتين عظيمتين إحداهما: نهيها عن الفحشاء والمنكر، والثانية: اشتمالها على ذكر الله، وتضمُّنها له، ولما تضمنته من ذكر الله أعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر"؛ مدارج السالكين (٢/ ٣٩٨).   ♦ تفسير: ﴿ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165]: قال ابن القيم رحمه الله: "قوله تعالى: ﴿ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾، فإن فيها قولين. أحدهما: يحبونهم كما يحبون الله، فيكون قد أثبت لهم محبة الله، ولكنها محبة يشركون فيها مع الله أندادًا.   والثاني: أن المعنى يحبون أندادهم كما يحب المؤمنون الله، ثم بيَّن أن محبة المؤمنين لله أشد من محبة أصحاب الأنداد لأندادهم، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرجح القول الأول، ويقول: إنما ذموا بأن أشركوا بين الله وبين أندادهم في المحبة، ولم يخلصوها لله كمحبة المؤمنين له"؛ مدارج السالكين (٣/ ٢١).



شارك الخبر

المرئيات-١