أرشيف المقالات

المجالس وآدابها

مدة قراءة المادة : 8 دقائق .
2المجالس وآدابها
 
من أهم الآداب التي على المسلم اتباعها في المجالس:
1 - إلقاء السلام قبل الجلوس:
روى الترمذي - وحسَّنه - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انتهى أحدكم إلى مجلس فليُسلم، فإن بدا له أن يجلس فليجلس، ثم إذا قام فليسلم؛ فليست الأولى بأحق من الآخرة))[1].
 
2 - الجلوس حيث ينتهي بك المجلس:
روى الترمذي - وقال: حسنٌ صحيح غريب - عن جابر بن سمرة رضي الله عنه، قال: كنا إذا أتينا النبي صلى الله عليه وسلم جلس أحدُنا حيث ينتهي[2].
 
3 - ألا يقيم رجلًا من مجلسه ويجلس فيه:
ففي الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يُقيم الرجلُ أخاه من مقعدِه ويجلس فيه[3].
 
4 - الإفساح للقادم:
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].
 
5 - لا يجلس بين اثنين إلا بإذنهما:
روى الترمذي وحسنه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلُّ للرجل أن يُفرق بين اثنين إلا بإذنهما))[4].
ورواه أبو داود بلفظ: ((لا يُجلَس بين رجلين إلا بإذنهما))[5].
 
6 - إذا قام من مجلسه ثم عاد إليه فهو أحق به:
روى مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قام أحدكم من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به))[6].
 
7 - لا يتناجى اثنان دون الآخر:
ففي الصحيحين عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الآخر، حتى تختلطوا بالناس؛ من أجل أن يُحزنه))[7].
 
8 - لا يقعد قعدة المغضوب عليهم:
روى أبو داود وغيره - بسند صحيح - عن الشريد بن سويد رضي الله عنه قال: مرَّ بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ هكذا: وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري، واتكأت على أَلْيَة يدي، فقال: ((أتقعد قِعدَة المغضوب عليهم؟!))[8].
 
9 - إذا شرِب أعطى مَن عن يمينه:
ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنها حُلبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاةٌ داجِن، وهي في دار أنس بن مالك، وشِيب لبنها بماء من البئر التي في دار أنس، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم القَدَح فشرب منه، حتى إذا نزع القدح من فيه، وعلى يساره أبو بكر، وعن يمينه أعرابيٌّ، فقال عمر، وخاف أن يعطيه الأعرابي: أعطِ أبا بكر يا رسول الله عندك، فأعطاه الأعرابي الذي على يمينه، ثم قال: ((الأيمنَ فالأيمنَ))[9].
 
10 - اختيار الجليس الصالح:
ففي الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إنما مَثَل الجليس الصالح والجليس السُّوء، كحاملِ المسك ونافخ الكِير، فحامل المسك؛ إما أن يُحذِيَك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير؛ إما أن يُحرِق ثيابَك، وإما أن تجد ريحًا خبيثة))[10].
 
11 - استحباب ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله في المجلس ولو مرة:
روى الترمذي وقال حسنٌ صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما جلس قومٌ مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يُصلوا على نبيِّهم، إلا كان عليهم تِرَةً[11]، فإن شاء عذَّبهم، وإن شاء غفَر لهم))[12].
 
12 - ذكر ختام المجلس:
روى الترمذي - وقال: حسن صحيح غريب - عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن جلس في مجلِس، فكثُر فيه لَغَطُه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك - إلا غُفِر له ما كان في مجلسه ذلك))[13].




[1] حسن: رواه أحمد (7142 - 7852/ رسالة)، وأبو داود (5208)، والترمذي (2706)، وحسنه، وهو كما قال؛ فإن ابن عجلان لا ينزل حديثه عن الحسن، إن شاء الله.



[2] حسن: رواه الترمذي (2725)، وقال: حسن صحيح غريب.



[3] متفق عليه: رواه البخاري (911)، ومسلم (2177).


[4] حسن: رواه الترمذي (2752)، وقال: حسن صحيح.



[5] حسن: رواه أبو داود (4844) بسند حسن.



[6] رواه مسلم (2179).



[7] متفق عليه: رواه البخاري (6288)، ومسلم (2183).



[8] صحيح: رواه أبو داود (4848) وأحمد (4/ 388) وعبدالرزاق (3057) بسند صحيح؛ فقد صرح ابن جريج بالتحديث عند عبدالرزاق؛ ولذلك صححه الحاكم والذهبي (4/ 269)، والألباني.



[9] متفق عليه: رواه البخاري (2352)، ومسلم (2029).



[10] متفق عليه: رواه البخاري (2101)، ومسلم (2628).


[11] تِرَة: حَسْرَة وندامة.



[12] صحيح: رواه الترمذي (3380)، وقال: حسن صحيح، فلعله يعني لطرقه؛ فإنه رواه من طريق سفيان الثوري عن صالح بن نبهان، وسفيان لم يسمع منه إلا بعد الاختلاط، ولكن تابعه ابن أبي ذئب عن صالح عند أحمد (9843)، وهو قد سمع منه قبل الاختلاط؛ فصحَّ الحديث، والحمد لله.



[13] حسن: رواه الترمذي (3433) وقال: حسن صحيح غريب.

شارك الخبر

المرئيات-١