أرشيف المقالات

تفسير سورة الفرقان للناشئين (الآيات 12 - 43)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة الفرقان للناشئين (الآيات 12 - 43)   معاني المفردات من (12) إلى (20) من سورة «الفرقان»: ﴿ تغيظًا ﴾: صوت غليان كصوت المتغيظ. ﴿ زفيرًا ﴾: المقصود صوت النار الشديد الذي يشبه صوت الزافر. ﴿ مقرنين ﴾: قد ربطت أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل. ﴿ ثبورا ﴾: هلاكا. ﴿ وادعوا ثبورًا كثيرًا ﴾: وتمنوا هلاكًا متتابعًا. ﴿ أذلك خير ﴾: هل ذلك السعير أفضل. ﴿ وعدًا مسؤولاً ﴾: موعودًا جديرًا بأن يسأل ويطلب؛ لعظم شأنه. ﴿ يحشرهم ﴾: يجمعهم للحساب. ﴿ ضلُّوا السبيل ﴾: زاغوا، وتاهوا عن الطريق الصحيح، فعبدوكم من تلقاء أنفسهم. ﴿ قالوا ﴾: قال المعبودون تعجبًا مما قيل لهم. ﴿ سبحانك ﴾: تنزهت يا رب عن الشركاء، وتقدَّست عن كل عيب ونقس. ﴿ أولياء ﴾: معبودين، نواليهم. ﴿ نسوا الذكر ﴾: غفلوا عن ذكرك والإيمان بك، وعن دلائل وحدانيتك. ﴿ قومًا بورًا ﴾: قومًا هالكين. ﴿ صرفًا ﴾: منعًا للعذاب. ﴿ فتنة ﴾: ابتلاءً، وامتحانًا.   مضمون الآيات الكريمة من (12) إلى (20) من سورة «الفرقان»: تصور الآيات تكذيب المشركين بالآخرة، والنار فيها تنتظرهم، وسوف يسمعون - في ذلك اليوم - من بعيد صوتًا مفزعًا ويلقون في مكان ضيِّق منها مقيدين في السلاسل، قد ربطت أيديهم إلى أعناقهم، فيصرخون من شدَّة ما أصابهم من العذاب، ويتبرَّأ منهم من اتخذوهم آلهة من دون الله، وهناك فرق كبير بين جهنَّم التي يحشرون فيها، وجنة الخلد التي ينعم فيها المتَّقون.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (12) إلى (20) من سورة «الفرقان»: 1 - أن القيمة الحقيقية للإنسان ليست فيما يملك من مال، وإنما هناك أشياء كثيرة أخرى تجعل الإنسان يحقق ذاته، ويثبت وجوده وقيمته في الحياة من أهمها: تمسكه بدينه، وسلامة عقله وحسن تفكيره، وتمسكه بالأخلاق الحميدة، والقيم الإسلامية الإنسانية الراقية، والفضائل العالية.   2 - في ثواب الآخرة تعويض كبير عمَّا يصيب الإنسان المؤمن في الدنيا من متاعب، وآلام، ومشقَّات، فالعاقل من يصبر على ما يصيبه، ويثبت على إيمانه؛ ليفوز بحسن الثواب في الآخرة.   معاني المفردات من (21) إلى (32) من سورة «الفرقان»: ﴿ لا يرجون لقاءنا ﴾: لا يحبُّون ولا يتوقعون لقاء الله. ﴿ عَتَوا عتُوًّا كبيرًا ﴾: تجاوزوا الحد في الطغيان والظلم. ﴿ حجرًا محجورًا ﴾: تقول الملائكة: حرامًا محرمًا عليكم الجنة. ﴿ هباء ﴾: مثل الهباء. ﴿ منثورًا ﴾: متفرقًا ذاهبًا. ﴿ أحسن مقيلا ﴾: أحسن منزلاً ومأوى. ﴿ تشقق السماء بالغمام ﴾: تشقق، وتتساقط الكواكب، وتتفتح السموات ويظهر غمام أبيض رقيق. ﴿ يعض الظالم على يديه ﴾: يندم ندمًا شديدًا، ويتحسَّر على ما فعل في الدنيا. ﴿ سبيلاً ﴾: طريقًا إلى الهدى. ﴿ يا ويلتنا ﴾: يا هلاكي من شدة العذاب. ﴿ لم أتخذ فلانًا خليلاً ﴾: لم أصاحب فلانًا وأجعله صديقًا لي. ﴿ الإنسان خذولا ﴾: كثير الخذلان لمن يواليه ويتبعه. ﴿ مهجورًا ﴾: متروكًا، فلم يؤمنوا به. ﴿ لنثبت به فؤادك ﴾: ليقوى به الله قلب محمد صلى الله عليه وسلم. ﴿ ورتلناه ترتيلا ﴾: وقد قرأه سبحانه وتعالى عليه بلسان جبريل عليه السلام شيئًا فشيئًا على مهل وفي تأنِّ، أو قد فرقه وفصَّله سبحانه وتعالى آية بعد آية، أو بيَّنه ووضَّحه.   مضمون الآيات الكريمة من (21) إلى (32) من سورة «الفرقان»: 1 - توضِّح الآيات استكبار المشركين وطلبهم أن ينزل عليهم الملائكة أو يروا ربهم بالعين المجرَّدة، حتى يأمرهم بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم وترد عليهم بأنهم سيرون الملائكة يوم القيامة، ولكن ليعذبوهم، وأنهم سيستعيذون منهم، فلا تغني عنهم الاستعاذة شيئًا، ولا ترفع عنهم عذابًا.   2 - أما المتقون فإنهم منعمون في الجنة، وهم ولاشك خير من أولئك الكافرين منزلاً ومأوى، واستراحة، يوم تتشقق السماء عن الغمام، وتتنزَّل الملائكة ويعرف الناس جميعًا أن الأمر لله وحده، ويشتد الهول على الكافرين، ويندم الظالمون، ويتمنون أن لو كانوا اتبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم.   3 - ثم تذكر شكوى الرسول صلى الله عليه وسلم لربه من ترك قومه للقرآن، وعدم إيمانهم به، وقولهم فيه أقوالاً ساقطة فاحشة، وتواسيه صلى الله عليه وسلم بأن هذه سنَّة الله مع رسله، والنصر دائمًا يكون لهم على أعدائهم.   4 - ثم تذكر اعتراض الكفَّار على نزول القرآن مفرقًا، وعدم نزوله دفعة واحدة، وتبيِّن أن تلك حكمة الله سبحانه وتعالى لتثبيت قلب الرسول صلى الله عليه وسلم وتسهيل حفظه وتبليغه، ولتربية المسلمين الأوائل تربية عملية خطوة بخطوة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (21) إلى (32) من سورة «الفرقان»: 1 - يجب على الإنسان العاقل أن يتبع الحق وأن يسلم له، ولا يدفعه العناد وكراهة الحق إلى القول بالباطل والزور من غير حجة أو برهان على صدق قوله.   2 - يجب علينا أن ندفع عن الدين كل ادعاء باطل يوجهه الأعداء كيدًا للدعوة، ومحاولة النيل منها.   معاني المفردات من (33) إلى (43) من سورة «الفرقان»: ﴿ أحسن تفسيرًا ﴾: أصدق بيانًا. ﴿ الكتاب ﴾: التوراة. ﴿ بآياتنا ﴾: بالمعجزات الدالة على صدق موسى، وهارون، وبآيات الله الدالة على قدرته في الكون وفي النفس. ﴿ آية ﴾: عبرة. ﴿ عادًا ﴾: قوم هود عليه السلام. ﴿ ثمود ﴾: قوم صالح عليه السلام. ﴿ أصحاب الرس ﴾: أصحاب البئر، وهم قوم شعيب بعثه الله فكذبوه فانهارت البئر بهم، فخسفت بهم وبديارهم. ﴿ وقرونًا بين ذلك كثيرًا ﴾: وأممًا وخلائق كثيرين بين أولئك المكذِّبين أهلكهم الله أيضًا. ﴿ تبَّرنا تتبيرًا ﴾: أهلكنا إهلاكًا عجيبًا فظيعًا. ﴿ القرية ﴾: سدوم، عاصمة قرى قوم لوط (بالأردن الآن). ﴿ مطر السوء ﴾: ما أنزل على قوم لوط من حجارة من السماء مهلكة مدمرة. ﴿ لا يرجون نشورا ﴾: لا يتوقعون بعثًا، بل ينكرونه. ﴿ هزوًا ﴾: موضع هزء وسخرية. ﴿ إن كاد ليضلنا ﴾: إنه أوشك أن يجعلنا نترك ديننا إلى دين الإسلام. ﴿ أرأيت ﴾: أخبرني. ﴿ اتخذ إلهه هواه ﴾: اتبع هواه وميوله الشخصية فيما يفعل وفيما يترك.   مضمون الآيات الكريمة من (33) إلى (43) من سورة «الفرقان»: 1 - تبيِّن الآيات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه الكفار باعتراض إلا جاءه الله بالحق، وفسَّره أحسن تفسير، ثم يذيق الكفار عذاب الخزي حينما يجرون على وجوههم إلى جهنَّم في ذُلٍّ وهوان.   2 - ثم تسلِّي الرسول صلى الله عليه وسلم وتخفِّف عنه ما يلاقيه في سبيل الدعوة من متاعب وإيذاء، وتهدد المشركين بالهلاك، كما هلك المكذبون من قبلهم من قوم موسى، وقوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم شعيب، والقرون الأخرى الكثيرة، فقد أهلك الله المكذبين من هذه الأمم لما كذبوا الرسل، ومن القرى التي يمر عليها كفار قريش في أسفارهم صباحًا ومساء - قرى قوم لوط التي جعل الله عاليها سافلها وأنزل عليها من السماء حجارة مهلكة - إنهم يرونها ولكنهم لا يتعظون، ولا يعتبرون؛ لأن تكذيبهم بالبعث أعماهم عن الحقيقة.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (33) إلى (43) من سورة «الفرقان»: 1 - أن نعتبر بحال من سبقونا، فنتمسَّك بما أسعدهم ونجتنب ما أشقاهم وأهلكهم، فالسعيد من اتعظ بغيره.   2 - أن القرآن الكريم جاء بمنهاج كامل شامل للحياة كلها، وبمنهاج للتربية يوافق الطبيعة البشرية عن علم بها من خالقها تبارك وتعالى وليس مجرَّد كتاب ثقافة يقرأ لمجرَّد اللذَّة أو لمجرَّد التمتع بالمعرفة.



شارك الخبر

روائع الشيخ عبدالكريم خضير