أرشيف المقالات

نبوءة النبي: حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
2نبوءة النبي حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم   أصبح أهل الإسلام يلهثون وراء الغرب الكافرِ يُقلِّدونهم في كل شيء، لا يعبؤون إن كان هذا الشيء مُحرَّمًا ويصطدم بالشرع، أو مكروهًا والأَولى تركه، أو حتى تافهًا لا يستحق عناء كل هذا اللهث، وكأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم حيٌّ بيننا يصف ما تحياه الأمة وصفًا دقيقًا مُعبرًا.
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لتتبعُنَّ سَنَنَ من كان قبلَكم، شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ، حتى لو دخلوا جُحْرَضبٍّتبعتُمُوهم))، قلنا: يا رسولَ اللهِ، اليهودُ والنصارى؟ قال: ((فمَنْ؟)) [البخاري: 7320].
وهذا الاتباع واضحٌ تمامًا أن المقصود به الاتباعُ المذموم، وبلاغة النبي صلى الله عليه وسلم في اختيار جحر الضب أمر عجيب؛ فالضبُّ يصل عمره إلى ما بين الستين والسبعين، وهي غالب أعمار أمة الإسلام، وجحر الضبِّ مَعروفٌ عنه أنه شديد القذارة، وله فتحة واحدة، ليس كباقي الحيوانات التي تحفر جحورها في الأرض وتصنع لها عدة فتحات لتخدع أعداءها وتستطيع الهرب منها، فجُحر الضبِّ فيه مهلكة محققة إذا ما حوصِرَ جُحره من عدوٍّ يتربص به، فجمع جحر الضب القذارة المؤكَّدة، والمَهلَكةَ المحقَّقة، إلا أن المسلمين سيتبعون اليهود والنصارى في كل شيء، حتى لو كان ما يتَّبعونهم فيه قذرًا ومُهلكًا، وهذا والله مما عمَّت به البلوى.
فعلى مستوى الدول والجماعات، تتبع غالبُ الدول الإسلامية دولَ الغرب من اليهود والنصارى في التعاملات الاقتصادية المليئة بالربا وخلافه، وكذا تحاول غالب الدول الإسلامية جهدها في التعاملات الاجتماعية أن تصلَ إلى انفتاح أخرق، الهم فيه تقليدُ الغرب الكافر، وهكذا دواليك على كل الأصعدة والتعاملات السياسية والإدارية والإعلامية والثقافية وغيرها.
وحتى على المستوى الفردي ترى عندما يخرج ممثل يهودي أو نصراني ويُطلق لحيته إذا من شباب المسلمين من يفعلون هذا؛ فقط من أجل تقليده، وإذا ما قزع شعر رأسه بقصة جديدة، يسارعون إلى قص نفس قصته الجديدة، حتى إن مِن شباب المسلمين مَن يُقلِّدون اليهود والنصارى في لون الثياب، لا فقط في شكل تفصيلها؛ كأن الأمر اتباع مَرَضيٌّ، وكذلك النساء، وهنَّ أكثر هوسًا في اتباع جنسهن من اليهوديات والنصرانيات في استجلاب العطور، ومتابعة الأزياء، والتعري والرقص، وكل هذه الأمور المعلوم حُرْمتُها.
نسأل الله أن يهدينا ورجال ونساء وأبناء وبنات المسلمين، وأن يُجنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.



شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن