أرشيف المقالات

تفسير سورة سبأ للناشئين (الآيات 23 - 54)

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2 تفسير سورة سبأ للناشئين ( الآيات 23 - 54 )   معاني مفردات الآيات الكريمة من (23) إلى (31) من سورة «سبأ»: ﴿ فزع عن قلوبهم ﴾: كشف الفزع والخوف عنهم. ﴿ يفتح بيننا ﴾: يحكم بيننا. ﴿ الفتاح ﴾: الحكم العدل. ﴿ أروني الذين ألحقتم به شركاء ﴾: دلوني على الذين جعلتموهم شركاء لله (وهو يتحداهم وينكر عليهم ذلك). ﴿ كافة ﴾: جميعًا. ﴿ ولا بالذي بين يديه ﴾: ولا بما سبق القرآن من الكتب السماوية. ﴿ موقوفون ﴾: محبوسون للحساب.   مضمون الآيات الكريمة من (23) إلى (31) من سورة «سبأ»: 1 - تبيِّن الآيات أن المعبودين من دون الله لا يملكون شفاعة عند الله - ولو كانوا من الملائكة المقربين - لأن الملائكة أنفسهم يتلقون أمر الله بالخشوع والخضوع، ويبلغونه من غير زيادة ولا نقصان، ولا يأذن الله لمن يشاء بالشفاعة لمن يعلم استحقاقه ذلك من المؤمنين.   2 - ثم تبيِّن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم بين أنبياء الله ورسله، فهو رسول الله إلى الناس جميعًا، يبشر المؤمنين بالجنة، وينذر الكافرين عذاب جهنم، وإن كان أكثر الناس لا يصدقون هذا الوعد من التبشير والإنذار.   3 - ثم توضِّح عناد كفار مكة واستكبارهم على الحق، وعدم إيمانهم بالقرآن ولا بما سبقه من الكتب السماوية، وتبيِّن موقفهم في الآخرة، حيث يقفون في ذلة ومهانة يتبادلون التهم، ويرد بعضهم على بعض فيلقى الأتباع المستضعفون المسؤولية على رؤسائهم المستكبرين.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (23) إلى (31) من سورة «سبأ»: 1 - الأساس في الثواب والجزاء هو الإيمان والعمل الصالح وليس المال ولا الأولاد ولا غيرهما من متاع الدنيا.   2 - القرآن الكريم يكرِّم العقل الإنساني، ويدعو إلى الحوار الهادف الموصل للإقناع بالحق.   3 - الشفاعة مرهونة بإذن الله، والله لا يأذن في الشفاعة في غير المؤمنين به المستحقِّين لرحمته، فأما الذين يشركون به فإنهم لا يستحقون الشفاعة فيهم.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (32) إلى (39) من سورة «سبأ»: ﴿ صددناكم ﴾: منعناكم. ﴿ مجرمين ﴾: مصرِّين على الكفر. ﴿ مكر الليل والنهار ﴾: مكركم بنا الدائم في الليل والنهار. ﴿ أندادًا ﴾: شركاء. ﴿ الأغلال ﴾: القيود. ﴿ مترفوها ﴾: رؤساؤها المنعمون، وأغنياؤها. ﴿ يبسط الرزق ﴾: يوسعه. ﴿ يقدر ﴾: يضيِّق. ﴿ زلفى ﴾: قربى - تقربًا. ﴿ الغرفات ﴾: الجنات. ﴿ يسعون في آياتنا معاجزين ﴾: يسعون في إبطال أدلتنا مقدرين عجزنا (وحاشا لله أن يعجزه شيء).   مضمون الآيات الكريمة من (32) إلى (39) من سورة «سبأ»: 1 - تواصل الآيات عرض موقف المتكبرين المتبوعين ممن تبعهم في ضلالهم، وقد ألقوا عليهم اللوم والمسؤولية، فيحاول هؤلاء المستكبرون التخلُّص منها، وحين يرون العذاب يندمون أشد الندم على تفريطهم في حق الله، ويساقون إلى جهنم وقد شدَّت أيديهم إلى أعناقهم بالقيود.   2 - ثم توضِّح الآيات موقف الرسل السابقين من قومهم، وفي ذلك تثبيت لقلب النبي صلى الله عليه وسلم وكيف أن قومهم كانوا يتعالون ويستكبرون بكثرة الأموال والأولاد وينكرون الآخرة، ويستبعدون العذاب تمامًا كأهل مكة، وترد الآيات على هذه المزاعم الباطلة بأن سعة الأرزاق في الدنيا وكثرة الأولاد لا علاقة له بالثواب أو العقاب في الآخرة، ولكن القيمة الحقيقية هي قيمة الإيمان والعمل الصالح.   3 - ثم تبيِّن أن الرزق من عند الله وتطالب بالإنفاق في سبيل الله.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة: من (32) إلى (39) من سورة «سبأ»: 1 - دعوى المترفين من الكفار بأن الله لن يعذبهم دعوى باطلة لا دليل عليها؛ لأن الله سبحانه وتعالى سيعذِّب المنافقين والكافرين والعاصين يوم القيامة حتى وإن أمهلهم في الدنيا؛ لأن الدنيا ليست دار حساب وجزاء. 2 - سعة الأرزاق أو ضيقها مقدَّر بحكمة، وليس دليلاً على رضوان الله أو غضبه على عباده، وإنما هو ابتلاء للعباد وامتحان لهم؛ ليتبين الشاكرين والصابرين من الجاحدين واليائسين من رحمة الله.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (40) إلى (54) من سورة «سبأ»: ﴿ يحشرهم ﴾: يجمعهم للحساب يوم القيامة. ﴿ سبحانك ﴾: ننزهك عن كل نقص وعيب. ﴿ أنت ولينا من دونهم ﴾: أنت الذي نواليه ونعبده من دونهم. ﴿ بينات ﴾: واضحات. ﴿ إفك مفترى ﴾: كذب مختلق. ﴿ إن هذا إلا سحر مبين ﴾: ما هذا إلا سحر واضح. ﴿ وما بلغوا معشار ما آتيناهم ﴾: وما بلغ كفَّار مكة عشر ما آتينا من قبلهم من القوة والنعم. ﴿ نكير ﴾: عاقبة إنكاري عليهم وذلك بالتدمير والإهلاك. ﴿ أعظكم بواحدة ﴾: أنصح لكم بخصلة واحدة. ﴿ مثنى وفرادى ﴾: اثنين اثنين، وواحدًا واحدًا. ﴿ من جنة ﴾: من جنون. ﴿ إن أجري إلا على الله ﴾: ما جزائي على تبليغي رسالة ربي إلا على الله ربي، فهو وحده الذي يكافئني. ﴿ يقذف بالحق ﴾: يلقى الحق في قلوب من يختارهم، ويرمي به الباطل فيزيله ويبطله. ﴿ جاء الحق ﴾: جاء بالإسلام. ﴿ وما يبدئ الباطل وما يعيد ﴾: الباطل الهالك لا يقدر أن ينشئ خلقًا أو يعيدهم بعد فنائهم. ﴿ فزعوا ﴾: خافوا عند الموت أو البعث. ﴿ فلا فوت ﴾: فلا نجاة من العذاب. ﴿ مكانٍ قريب ﴾: موقف الحساب. ﴿ أنَّى لهم التناوش ﴾: من أين لهم أن يتناولوا الإيمان تناولاً سهلاً أو يتوبوا (وفي الاستفهام استبعاد ونفي). ﴿ من مكان بعيد ﴾: هو الآخرة. ﴿ يقذفون بالغيب ﴾: بغير علم يدعون أنه لا حساب ولا عقاب. ﴿ أشياعهم ﴾: أشباههم وأمثالهم من الكفار. ﴿ مريب ﴾: موقع في الشك والقلق.   مضمون الآيات الكريمة من (40) إلى (54) من سورة «سبأ»: 1 - تبيِّن الآيات موقفًا آخر من مواقف المشركين يوم القيامة حيث يسأل الملائكة في مواجهة الكفار: أهؤلاء الكفار كانوا يعبدونكم؟ فيجيب الملائكة بتنزيه الله عن الشريك وتعلن طاعتها له سبحانه وتعالى وأن الكفار كانوا يطيعون الشياطين وحينئذ يلاقي الكافرون عذاب النار الذي ينتظرهم.   2 - ثم تتحدث عن موقف المشركين في الدنيا من آيات الله عندما يتلوها الرسول عليهم، فيزعمون أنها كذب أو سحر من غير دليل.   3 - ثم توجِّه الآيات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن ينصح قومه أن يتفرقوا اثنين اثنين وواحدًا واحدًا، ثم يتفكروا في أمره وفيما جاء به بعيدًا عن التعصب والعناد؛ حتى يتأكدوا أنه ليس مجنونًا وإنما هو نذير لهم من عذاب شديد ينتظرهم، ويبين لهم أنه لم يطلب أجرًا منهم على تبليغ الرسالة، وإن كان قد طلب أجرًا فهو لهم ولن يأخذ منهم شيئًا؛ لأن أجره على الله سبحانه وتعالى وأن يخبرهم بأن الله يلقى بالحق على من يختاره من عباده؛ ليزهق به الباطل.   4 - ثم توجه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرد على هؤلاء المشركين الذين يتهمونه بالضلال؛ لأنه ترك دين الآباء والأجداد، فجزاء الضلال عائد على صاحبه وأما الهداية فإنها بوحي من الله سبحانه وتعالى وبتوفيقه.   5 - ثم تختم السورة ببيان المصير المشؤوم الذي ينتهي إليه المشركون، فقد أخذوا إلى النار من مكان قريب من الموقف، وقالوا: آمنَّا بمحمد، ولكن هيهات أن يقبل منهم إيمان في الآخرة، فقد فات الأوان ولا يمكن أن يحققوا ما يريدون من قبول الإيمان والنجاة من العذاب. Add to Anti-Banner



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١