أرشيف المقالات

تفسير سورة القلم

مدة قراءة المادة : 10 دقائق .
2تفسير سورة القلم
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (16) من سورة "القلم": ﴿ ن ﴾: حرف من الحروف التي بدأت بها بعض سور القرآن؛ للتنبيه على أنه مكون من الحروف العربية التي يكوّن منها العرب كلامهم، ومع ذلك يعجزون عن أن يأتوا بمثله؛ لأنه كلام الله وليس من كلام البشر. ﴿ والقلم ﴾: أقسم الله بالقلم الذي يكتب به. ﴿ وما يسطرون ﴾: والذي يكتبونه بالقلم. ﴿ ما أنت بنعمة ربك بمجنون ﴾: لست يا محمد - بحفظ الله لك - مجنونًا. ﴿ أجرًا غير ممنون ﴾: ثوابًا غير مقطوع ولا منقوص. ﴿ بأيكم المفتون ﴾: أيكم المصاب بالجنون. ﴿ ضل عن سبيله ﴾: انحرف عن دين الله. ﴿ ودُّوا ﴾: تمنّوا. ﴿ لو تدهن فيدهنون ﴾: لو تلين لهم وتوافقهم - يا محمد - فيما يدعونك إليه من عبادة آلهتهم، فيلينون لك ويعبدون إلهك. ﴿ حلاف ﴾: كثير الحلف في الحق والباطل. ﴿ مهين ﴾: حقير. ﴿ همَّاز ﴾: يذكر الناس بالعيب. ﴿ مشاءً بنميم ﴾: يمشي بالفتنة ليفسد العلاقات الطيبة بين الناس. ﴿ أثيم ﴾: كثير الذنوب. ﴿ عتل ﴾: لئيم قاسي القلب. ﴿ زنيم ﴾: ابن زنا، أو شرير فاسد. ﴿ أن كان ذا مال وبنين ﴾: لأنه كان صاحب مال كثير وأبناء، فقابل النعمة بالجحود والتكذيب. ﴿ قال أساطير الأولين ﴾: قال مستهزئًا: إنها خرافات السابقين.   مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (16) من سورة "القلم": 1- تبيِّن هذه الآيات قدر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرفه، وتبرئه مما اتهمه به المشركون، وتبيِّن عظمة أخلاقه وصفاته - صلى الله عليه وسلم -. 2- ثم تبيِّن موقف المجرمين من دعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وما أعد الله لهم من العذاب.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (16) من سورة "القلم": 1- قيمة العلم ومكانته السامية في الإسلام، وأهمية الكتابة في نهضة البشرية وتقدمها.   2- شرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفضله، وشهادة القرآن له من أعظم الشهادات بما كان عليه من خلق عظيم.   3- من الصفات السيئة التي يذمها الإسلام: كثرة الحلف بالحق والباطل، والفجور، واغتياب الناس، والفتنة بينهم، ومنع الخير، والعدوان والظلم، والزنا، والغرور بكثرة المال والأولاد، وجحود النعمة؛ فعلى المسلم أن يتجنَّب هذه الصفات الذميمة.   معاني مفردات الآيات الكريمة من (17) إلى (52) من سورة "القلم": ﴿ سنسمه على الخرطوم ﴾: سنجعل له علامة على أنفه يعرف بها مدى حياته. ﴿ بلوناهم ﴾: اختبرناهم. ﴿ أصحاب الجنة ﴾: أصحاب البستان. ﴿ ليصرمنها ﴾: ليقطعن ثمرها. ﴿ مصبحين ﴾: وقت الصباح. ﴿ ولا يستثنون ﴾: ولا يتركون حق المساكين. ﴿ فطاف عليها طائف من ربك ﴾: فجاءها بلاء من عند الله نار حارقة. ﴿ فأصبحت كالصريم ﴾: فصارت مثل الرماد الأسود. ﴿ اغدوا ﴾: اذهبوا مبكرين. ﴿ على حرثكم ﴾: إلى ثماركم وزروعكم. ﴿ إن كنتم صارمين ﴾: إن كنتم تريدون جني الثمار وحصد الزرع. ﴿ يتخافتون ﴾: يخفون كلامهم. ﴿ على حردٍ قادرين ﴾: قادرين على الانفراد عن المساكين. ﴿ إنا لضالون ﴾: لم نعرف الطريق إلى حديقتا. ﴿ أوسطهم ﴾: أفضلهم رأيًا. ﴿ لولا تسبحون ﴾: يوبخهم على أنهم تركوا ذكر الله وتسبيحه. ﴿ طاغين ﴾: عاصين لله. ﴿ راغبون ﴾: نرجو عفو الله. ﴿ ما لكم كيف تحكمون ﴾: عجبًا لكم كيف لا تفرقون بين المؤمن والكافر. ﴿ أيهم بذلك زعيم ﴾: أيهم ضامن بهذا الذي يزعمونه. ﴿ يوم يكشف عن ساق ﴾: اليوم الذي يكشف فيه عن أمر فظيع شديد (وهو يوم القيامة). ﴿ خاشعة أبصارهم ﴾: ذليلة منكسرة. ﴿ ترهقهم ذلة ﴾: يلحق بهم الذل والهوان. ﴿ ذرني ومن يكذِّب بهذا الحديث ﴾: اترك لي من يكذب بهذا القرآن فسوف أنتقم منه. ﴿ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ﴾: سنأخذهم إلى الهلاك من حيث لا يشعرون. ﴿ أملي لهم ﴾: أمهلهم؛ ليزدادوا إثمًا. ﴿ إن كيدي متين ﴾: إن انتقامي شديد. ﴿ فهم من مغرمٍ مثقلون ﴾: فهم لا يؤمنون بسبب ذلك التكليف الثقيل. ﴿ أم عندهم الغيب فهم يكتبون ﴾: هل عندهم علم بالغيب حتى يزعموا أنهم من أهل الإيمان؟!. ﴿ كصاحب الحوت ﴾: ولا تكن مثل "يونس" - عليه السلام -. ﴿ وهو مكظوم ﴾: وهو مملوء غيظًا. ﴿ تداركه نعمة من ربه ﴾: أدركته رحمة من الله. ﴿ لنبذ بالعراء ﴾: لطرح في الأرض الفضاء من بطن الحوت وتعرض للهلاك. ﴿ فاجتباه ربه ﴾: فاختاره الله. ﴿ ليزلقوك بأبصارهم ﴾: ليهلكونك بأعينهم؛ لشدة غيظهم منك. ﴿ الذكر ﴾: القرآن.   مضمون الآيات الكريمة من (17) إلى (52) من سورة "القلم": 1- تتناول هذه الآيات قصة أصحاب البستان من أهل "صنعاء"؛ لتوضح نتيجة كفرهم بنعمة الله - سبحانه وتعالى - وهي بذلك تسوق مثلاً لكفار مكة الذين جحدوا نعمة الله وكذبوا الرسول - صلى الله عليه وسلم -. وخلاصة تلك القصة: أن رجلاً من أهل "صنعاء" كانت له حديقة واسعة، مليئة بالثمار والزرع، وكان يعطي الفقراء منها كل عام نصيبهم وافرًا، ولم يطق أبناء الشيخ أن يروا مال أبيهم موزعًا بين الفقراء، فقال قائلهم: لم يعد بعد اليوم في البستان حق لسائل أو فقير، وقال أوسطهم - وكان أحبهم للخير: افعلوا كما كان يفعل أبوكم، ولكنهم لم يستمعوا له، فنصحهم بالصلاة لأنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، فلم يجيبوا، ودبروا أمرهم بأن يقوموا مبكرين ليقطفوا ثمارها، دون أن يعطوا للفقراء شيئًا منها.
وعلم الله سوء نيتهم، فأرسل إلى بستانهم بلا دمّره تدميرًا، وطلع عليه النهار وهم على أسوار البستان يتساءلون: أهذا بستاننا أم أننا ضللنا الطريق؟ قال أوسطهم: بل هو بستانكم، حرمتم منه، وعاقبكم الله على بخلكم، فندموا وأخذ بعضهم يلوم بعضًا، واعترفوا بطغيانهم، ورغبوا إلى الله أن يبدلهم خيرًا من هذا البستان، ولكن مضى قدر الله، وبقي الأسف والندم، ليذوقوا عاقبة كيدهم في الدنيا، وسوف يذوقون العذاب الأكبر في الآخرة.   2- تحدثت الآيات عن المؤمنين وثوابهم، ليتضح الفرق بينهم وبين المجرمين المكذبين.   3- ثم ذكرت يوم القيامة وما فيه من أهوال وشدائد، وبينت موقف المجرمين منهم.   4- ثم تختم السورة بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأن يصبر على أذى المشركين، وتبين له مكانة القرآن العظيم الذي انصرفوا عنه.   دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (17) إلى (52) من سورة "القلم": 1- في قصص القرآن عظات وعبر، ومن هذه القصص قصة أصحاب الحديقة من أهل "صنعاء". 2- ذكر الله - سبحانه وتعالى - مطلوب في جميع الأحوال، حتى لا يخرج الإنسان عن طاعة ربه. 3- لا يجوز أن ننخدع بإمهال الله للظالمين، أو إعطائهم النعم استدراجًا لهم؛ ليقعوا في العذاب الأليم. 4- يجب أن نتعلم الصبر من الرسول - صلى الله عليه وسلم - على إيذاء قومه له وهو خاتم الأنبياء ورسول الله.



شارك الخبر

ساهم - قرآن ١