أرشيف المقالات

أهمية النية في حياة المسلم

مدة قراءة المادة : 15 دقائق .
أهمية النية في حياة المسلم

في عصرٍ انتشرتْ فيه الفِتن، وكثُرتْ فيه الشهوات، وطغتْ فيه المادة على كلِّ شيءٍ في حياتنا، وتحوَّل الناس فيه - إلا مَن رَحِم ربِّي - إلى مجرد آلات، همُّهم الأكبر هو جمع المال بشتَّى الطرق، والجري وراء ملذَّات الدنيا - غاب عن الكثير ولم يخطر ببالهم هذا السؤالُ المهم، ألا وهو: كم سيعيش كلٌّ منهم في هذه الدنيا؟
 
وإن كان السؤال قد يبدو غريبًا؛ لأن كل الناس يعلمون يقينًا أن إجابة هذا السؤال من الأمور الغيبية التي اختص الله - تعالى - بها؛ فهو القائل: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأنعام: 59]، وقال - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34].
 
ولكنِ افْترضْ معي أنكَ ستعيش في هذه الدنيا 70 عامًا؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أعمار أمَّتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلُّهم مَن يجوز ذلك))؛ "صحيح الجامع"، رقم (1073).
 
فلو سلَّمنا بذلك، هل فكَّرتَ مرةً كيف ينقضي هذا العمر بسرعة رهيبة، وتمرُّ الأيام والشهور والسنون منك كالبرق الخاطف دون أن تشعرَ؟!
 
فيتساءل بعضُنا: هل تَذكُر رمضان العام الماضي، وكأنه كان بالأمس القريب؟ وهل تذكر كيف مضتْ مراحل عُمرك المختلفة؟ وهكذا يمرُّ العمر منَّا ونحن لا ندري، وهذا من علامات الساعة؛ كما أخبر عن ذلك النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: ((لا تقوم الساعةُ حتى يتقاربَ الزمان، فتكون السَّنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار))؛ "صحيح الجامع"، رقم (7422).
 
• وفجأة تجد نفسَك أمام مَلَك الموت، ثم يوم القيامة ترى عمرك الذي قضيتَه في هذه الدنيا، ما هو إلا ساعة؛ فقد قال الله - تعالى -: ﴿ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ ﴾ [الأحقاف: 35]، ولعلَّ الذي يزيد الأمرَ صعوبةً ومشقة في ذلك اليوم، أنك ترى عُمرك الذي عشتَه في الدنيا - والذي كنَّا قد افترضناه 70 سنة - لم يكن كلُّه لله؛ بل ضاع منه ما يقرب من 13 عامًا قبل التكليف، وضاع منه الكثير في الطعام والشراب، والعمل والمواصلات، وفى الكثير من الأعمال، منها ما هو ضروري لا يُمكن الاستغناء عنه، ومنها ما ليس بضروري يمكن الاستغناء عنه.
 
وتخيَّل معي كمْ يقضي صاحب السبعين عامًا من عُمره في أمور ضرورية لا يُمكن الاستغناء عنها، وهذا ما سنوضِّحه بالجدول التالي:

العمل

ما يقضيه يوميًّا

ما يقضيه في 70 عامًا

النوم

6 ساعات

17 سنة ونصف

الطعام والشراب

ساعة

3 سنوات

العمل

8 ساعات

23 سنة ونصف

قضاء الحاجة والاستحمام

30 دقيقة

سنة ونصف

المجموع

15 ساعة ونصف من اليوم

45 سنة ونصف من العمر

 
• وسواء اتفقنا على هذا الجدول أم اختلفنا، فلكَ أن تتخيلَ أن أكثر من نصف العُمر ينقضي في أمور ضروريَّة لا يمكن الاستغناء عنها لأيِّ إنسانٍ، وهذا بخلاف أمور أُخرى لا يتسع المقام لذِكرها، لها ضرورة في الحياة، ولكنها أمور ثانويَّة، مثل: انتظار المواصلات، والوقوف في طابور الخبز، والذهاب للحلاَّق، والزيارات العائلية، وحل المشاكل، واستخراج البطاقة و...
و...، إذًا يتبقَّى من العُمر القليل جدًّا، وبرغم ذلك تجد مَن يسرف على نفسه في هذا العُمر المتبقِّي في مشاهدة المسلسلات والأغاني والأفلام وما حرَّم الله، ومَن يقضي وقته على الإنترنت لساعات طويلة، ومن يجلس أمام "البلاي ستيشن"، ومن يجلس للتحدُّث في الهاتف في الغِيبة والنميمة والكلام غير المفيد، ومن يذهب "للإستاد"؛ لكي يشاهد المباراة هناك، وينتظر صفارة الحكم معلنًا فوزَ فريقه بالمباراة، فهؤلاء نذكِّرهم بقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه، حتى يُسأل عن خمس: عن عُمره فيمَ أفناه؟ وعن شبابه فيمَ أبلاه؟ وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيمَ أنفقه؟ وماذا عمل فيما عَلِم؟))؛ حسن، "صحيح الجامع"، رقم (7299)، وأن يغيِّروا مسارهم، ويجعلوا عُمرهم كلَّه لله، وذلك بأن يتركوا ما هم عليه من المعاصي، ويتوبوا إلى الله، ويجعلوا أعمالهم كلَّها لله.
 
وقد قيل: "إن العبد المؤمن بين مخافتين: بين أَجَلٍ قد مضى، لا يدري ما الله قاضٍ فيه، وبين أجلٍ قد بقي، لا يدري ما الله صانع فيه، فليأخذِ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات؛ فوالله ما بعد الموت من مستعتَب، وما بعد الدنيا من دار، إلا الجنة أو النار، فليبكِ مَن ضاع عُمره، وليس له منها نصيب ولا سهم"؛ "تنوير الأذهان من تفسير البيان".
 
إذًا، ما السبيل إلى تغيير مسارنا؟ وأين نجد النجاة؟ وكيف تتحوَّل أعمارنا كلها لله؟
قبل التحدُّث عن الوصول للنجاة، وتغيير المسار، وتحويل أعمارنا كلها لله، لا بد أن نعلم هذه الحقيقةَ الغائبة عن كثيرٍ من أذهان الناس، إلا مَن رحم ربِّي، ألا وهي: الإجابة عن سؤال: لماذا خلقَنا اللهُ؟
 
• إن إجابة هذا السؤال غير واضحة لدى كثيرٍ من المسلمين، ولا يعلمونها جيدًا، وإن علموا بها، فهم يفهمونها فَهمًا خاطئًا، إذًا لماذا خلقنا اللهُ؟
إن الله خلقَنا في هذا الكون لغاية واحدة، ألا وهي: العبادة؛ فهو القائل - سبحانه -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، نعم لقد خلقنا الله؛ لكي نعبده، وسيبعث الله الخلقَ بعد الموت؛ ليحاسبهم بمقتضى تلك العبادة، وهذا مقتضى عدله - سبحانه - قال - تعالى -: ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ * وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾[الجاثية: 21 - 22]، وقال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ * أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ﴾ [ص: 27 - 28]، وذلك مقتضى حكمته - سبحانه وتعالى - فمُحالٌ أن يخلقَ هذا الخلقَ، ويزوِّده بالروح والعقل عبثًا دون عمل، ودون بعث وحساب على ذلك العمل؛ قال - تعالى -: ﴿أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ﴾ [المؤمنون: 115].
 
ولقد أوجز الشيخ حافظ بن أحمد آل حكمي هذه الغايةَ التي خُلقنا من أجلها، في بيتين من أبيات منظومته الشهيرة "متن سُلَّم الوصول"، فقال:

اعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلاَ
لَمْ يَتْرُكِ الْخَلْقَ سُدًى وَهَمَلاَ

بَلْ خَلَقَ الخَلْقَ لِيَعْبُدُوهُ
وَبِالإِلَهِيَّةِ يُفْرِدُوهُ[1]

 
وقد يَفهم كثيرٌ من الناس معنى العبادة فَهمًا خاطئًا، فيعتقدون أن معنى العبادة: أن نمكث في المسجد، نصلي، وندْعو، ونتذلَّل لله، ونبكي من خشيته، ونصوم له النهار، ونقيم له الليل فقط، لا، ليس هذا المعنى الكامل للعبادة؛ بل هذا جزء من معنى العبادة، ونحن لا ننكر، ولا نقلل من أهمية الجانب التعبُّدي؛ من صيام، وصلاة، وزكاة، وحج، وصدقة.
 
فإن الشعائر التعبُّديَّة لها أهميتها ومكانتها، ولكنها ليست العبادة كلها؛ بل هي جزءٌ من العبادة التي يريدها الله - تعالى - لأن العبادة مفهوم شاملٌ، لا يقتصر على الفرائض فقط؛ لأن الحياة بما فيها كلها لله، والإسلام لا يفرِّق بين طريق الدنيا والآخرة، ولا بين العبادات والأخلاق؛ بل يجعل كلَّ حركة في حياة المسلم وثيقةَ الصلة بعقيدته؛ من أجل أن يتوجَّه إلى ربِّه وينفذ أوامره، ويبتعد عن نواهيه، مُحققًا بذلك رسالتَه؛ فقد قال - تعالى -: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأنعام: 162][2].
 
وبذلك عرَّفها ابن تيميِّة - رحمه الله - بقوله:
"العبادة: هي اسم جامعٌ لكلِّ مَا يُحِبُّه الله ويَرْضَاه، مِنَ الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة؛ وذلك أنَّ العبادةَ لله هي الغايةُ المحبوبةُ له، والمرضيَّةُ له، التي خَلَقَ الخَلْقَ لها؛ كما قال - تعالى -: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وبها أَرْسَلَ جميعَ الرُّسُلِ"[3].
 
• لذلك يجب على المسلم الفَطِن أن يعلم جيدًا أنه يعيش في حياة، هي ممرٌّ سوف يُوَصِّله في النهاية إلى جنة - نسأل الله أن يجعلنا من أهلها - أو إلى نار - نسأل الله أن يصرفنا عنها - وفي ظل تلك الحياة يقوم بكثير من الأعمال في حياته، قد تكون سببًا لقُربه من الجنة أو من النار.
 
أولاً: ما هي المشكلة؟
إن معرفة سبب أية مشكلة يُسهم بالطبع في حلِّ تلك المشكلة فيما بعدُ؛ فمعرفة الداء هي البداية للوصول للدواء.
 
لكن: هل هناك بالفعل مشكلة، ولو كان ثَمَّة مشكلة، ما هي تلك المشكلة؟
هناك بالفعل مشكلة تواجه كثيرًا من الناس، الذين تحولتْ حياتُهم إلى مجرد نمطٍ واحدٍ، فيما يقومون به من أعمال كل يوم بشكلٍ روتيني، دون أيِّ تغييرٍ أو تجديدٍ، في شتى مجالاتهم، فأصبحتْ حياتهم بلا طعمٍ، والقيام بأعمالهم أصبح ثقيلاً على أنفسهم، فهم بلا هِمَّة ولا نشاط؛ بل قُل: مجرَّد آلات لها موعد لبداية العمل، وموعد لنهايته.
 
• والمصيبة الكبرى أن هذا الروتين قد استشرى أثرُه حتى إلى الجانب الديني؛ فتحوَّل الناس، حتى الملتزمون - إلا من رحِم ربِّي - لمجرِّد مؤدِّين لعبادتهم على وتيرة واحدة، دون أن تُحْدِثَ تلك العباداتُ التي يُؤَدُّونها يوميًّا أيَّ تغيير فيهم.
 
فتجد من المسلمين المحافِظَ على الصلاة في جماعة، والحافظَ لكتاب الله كاملاً، والمُنفقَ في سبيل الله، والحاجَّ والمعتمر لبيت الله، كل هؤلاء تجدهم بكثرة في المسلمين - نسأل الله أن يثبِّتنا ويثبِّتهم على الحق - لكنَّ الصدمةَ الكبرى عند النظرِ إلى حالهم، من جانب الأخلاق أو التعاملات، فعندما تنظرُ إليهم تجد فجوة رهيبة بين الجانب الديني والجانب الدنيوي، وهذا الفصلُ الرهيب بين الجانبين خطأ، وليس سمةً من سمات الإسلام؛ بل هو من أحدِ الأسباب التي تؤدِّي إلى الصد عن دينِ الله.
 
وانظر لحالهم بعد أن مَنَّ الله عليهم بكلِّ ذلك، لا جديد، فهم كما هم، لا تغيير، والأمَّة - بالطبع - كما هي لا تغيير، وهؤلاء يصدق عليهم قول الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].
 
فحفظة القرآن - بفضل الله - في هذه الأمَّة كثيرون، ولكن أين هم من الأخلاق والمعاملات؟! ماذا فعل القرآن فيهم؟ فهل هذا الحافظ بعد أن كان سيِّئ الخُلق، تحسَّنتْ أخلاقه؟ وإن كان مسيئًا للجار، فهل أحسن لجاره؟
 
إذا لم يحدث تغييرٌ له، فيصبح الحفظ لكتاب الله بذلك حُجةً عليه، لا له.
 
وكم مليون مسلم يذهبون إلى الحَرَم كلَّ عام؛ من أجل الحج والعُمْرَة! هل أثَّر الحج والعمرة فيهم تأثيرًا إيجابيًّا بعد أن عادوا إلى بلادهم؟
 
وقد كان من المفترض أن يتغيَّر حالهم لأحسن حال، وكيف لا؟! وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عن جزاء ذلك، فقال: ((مَنْ حَجَّ لله فلم يَرْفُثْ، ولم يَفْسُقْ، رجعَ كيوْمَ ولدتْه أُمُّه))؛ "صحيح البخاري" (1449) من حديث أبي هريرة، كتاب: الجمعة، باب: فضل الحج المبرور.
 
إذا أردتَ التأكُّد من ذلك، انظر إلى حالهم بعد النزول من "عَرَفات"، فهذا يدخِّن، وهذه تغتاب، ولا مانع من مشاهدة الأفلام والمسلسلات عند العودة إلى المنزل، لا جديد سوى لقَب "الحاج والحاجة" فقط.
 
• وقِسْ على هذا كلَّ الأعمال التعبُّدية، مثل: الصلاة، فكم من مصلٍّ محافظ على الصلاة في المسجد، ويأكل أموالَ الناس بالباطل، وينظر إلى الحرامِ، ويأكل الرِّبا، ويسيء المعاملة لزوجته ويضربها، ويقسو على أولادِه.
 
هل تعلمون لماذا لم تُؤثِّر تلك الأعمالُ بالإيجاب فيهم؟
إن فتَّشتَ عن السبب الحقيقي، ستجد أنهم لم يكن لهم من الأصل نيَّاتٌ في أعمالهم؛ بل مجرَّد أنهم فعلوا مثلما يفعل كلُّ الناس، أو كان لديهم نيَّات فاسدة، فكانت النتيجة عدم جَنْي أيَّة ثمارٍ من تلك الأعمال، تَعُود عليهم بالنفع أو التغيير، ومن ثَمَّ انعكس ذلك الوضع على الأُمَّة، فوصلت إلى حالة يُرثى لها، واضحة كوضوح الشمس.
 
لكن أين الحل؟
بإذن الله سنتعرَّف عليه من خلال موعدنا في العدد القادم.

[1] سدى وهملاً؛ أي: لا يأمرهم ولا ينهاهم في الدنيا، ولا يبعثهم فيجازيهم في الآخرة؛ لأنه - تعالى - ما خلقهم إلا بالحقِّ، لا عبثًا ولا باطلاً؛ بل لحكمة بالغةٍ يستحق عليها الحمد؛ كتاب "معارج القبول"؛ للشَّيخ: حافظ آل حكمي.

[2] النُّسك: يُطلق على الذبح تقرُّبًا، وهو مراد هنا، ويُطلق على سائر العبادات من الفرائض والنوافل؛ لأن النسك هو "التعبُّد"؛ كتاب "أيسر التفاسير"؛ أبو بكر الجزائري، ط: مكتبة العلوم والحِكَم، المدينة المنورة.

[3] "كتاب العبودية"؛ لابن تيميَّة، ص (38)، واعلم أن جماع العبادة أن تكون طاعة مقرونة بكمال الحبِّ، وكمال الذُّلِّ.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٢