أرشيف المقالات

سلوك المسلم في ألفاظه

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2سلوك المسلم في ألفاظه   الإسلام جوهر ومظهر، ولا بد للجوهر أن يدل عليه المظهر، وكل إناء بما فيه ينضح؛ فكيف يكون القلب عامرًا بالإيمان وفي الوقت ذاته هو فاحش بذيء ولعَّان؟! كيف يجتمع ذكر الله وتلاوة القرآن مع اللعن والسب واللمز والفحش في الأقوال؟
عن عبدالله بن مسعودٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سِباب المسلم فسوقٌ، وقتاله كفرٌ" متفق عليه. ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة" رواه مسلم.
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس المؤمن بالطعّان، ولا باللعّان، ولا الفاحش، ولا البذيء" رواه الترمذي؛ فدل هذا الحديث على أن المؤمن المتصف بكمال الإيمان بعيدٌ عن هذه الصفات المذكورة في الحديث من الطعن في الأعراض واللعن والفحش في القول وبذاءة اللسان؛ فقوة إيمانه تمنعه من هذه الأخلاق السيئة – وإن كان مازحًا - فكيف إذا كان سبَّا للدين أو تهاونًا بالحلف في الطلاق؟! إنها الحسرة والندامة، يقول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد لَيتَكَلَّم بالكلمة ما يتبينُ فيها يَزِلُّ بها في النار أبعد مما بين المشرق) رواه البخاري ومسلم.   والمسلم بعيد عن اللغو والغيبة والنميمة، قال صلى الله عليه وسلم: " الغيبة ذكرك أخاك بما يكره.
قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته" رواه مسلم، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة نمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.
وهو لا يكذب أبدًا حتى لو كان على صبي صغير؛ فعن عبد الله بن عامر رضي الله عنه أنه قال: "دعتني أمي يوما ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعدٌ فى بيتنا، فقالت: ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وما أردت أن تعطيه؟)، قالت: أعطيه تمراً! فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنك لو لم تعطه شيئاً كُتبت عليك كذبة) رواه أبو داود.   فالمسلم لا ينطق إلا بالطيب من القول، يصطفي من الكلام أطيبه كما ينتقي أطيب الثمر، يختار من الألفاظ ما يدل على صلته بربه، يبحث بين كنوز الأحاديث على سنن النبي صلى الله عليه وسلم وهديه في الأقوال فيتبعها؛ فإذا رأى ما يعجبه من أخيه بارك له، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق".
رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة.

وإذا عطس حمد الله كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمدلله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم" متفق عليه.

تحيته هي تحية الإسلام "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فشتان بينها وبين صباح الخير أو مساء الخير، عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال‏:‏ جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال‏:‏ السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ "عشر" ثم جاء آخر، فقال‏:‏ السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال‏:‏ ‏"‏عشرون‏"‏ ثم جاء آخر، فقال‏:‏ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال‏:‏ "ثلاثون" ‏‏رواه أبو داود والترمذي، أي ثلاثون حسنة.
إذا تعجب قال: سبحان الله، وإذا أسدى له شخص معروفًا استبدل الشكر بقول: جزاك الله خيرًا،قال صلى الله عليه وسلم: "ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادْعُوا له حتى تَرَوْا أنكم قد كافأتموه " رواه أبو داود والنسائي.
وإذا أكل طعامًا فقال الناس: "سفرة دائمة"، دعا هو لصاحب البيت بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلّت عليكم الملائكة" رواه ابو داود.
وهكذا في كل كلامه لا يكون حريصًا فقط على القول الطيب بل يكون أحرص على اختيار القول الذي يعطيه الثواب الأكبر، بجعل جميع ألفاظه منضبطة ومرتبطة بتعاليم الإسلام.  



شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢