أرشيف المقالات

حياتنا ووسائل التواصل

مدة قراءة المادة : 3 دقائق .
حياتنا ووسائل التواصل
 


• ما أجملَ بيته يا أمي، إنه بيت كبير، وبهِ غُرف كثيرة وحديقة كبيرة، انظري يا أمي إلى صورِ صديقي في بيته الجديد، التي نشرها على صفحته في الفيسبوك، وأيضًا صوره في رحلته مع عائلته إلى ألمانيا، صوره جميلة جدًّا، فهو كل عام ينشر صوره في رحلاته حول العالم.



• نعم يا ولدي، إنها صور جميلة حقًّا، ولكن قد يكون من الأفضل عدم نشر صور بيوتنا وخصوصياتنا وما نمتلكه بهذه الصورة الدائمة.


• لماذا؟ وكيف يا أمي؟ لقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾.

نعم يا بني، علينا أن نشكر الله على نعمهِ التي لا تُعد ولا تحصى إذا ذكرناها، وألا نتشكى مما لم يرزقنا به الله لحكمةٍ قد لا نعلمها.


وشكر الله يكون بدوام تذكر نعمه، وحمده عليها، والحفاظ عليها، وحسن استخدامها فيما يرضي الله، وفي طاعته، وبأن ندعوه أن يبارك لنا فيها.



ومن معاني التحدث بنعم الله أن نشكره على نعمه عند ذكرها، وهذا الشكر يجب أن يكون أولًا باستشعار النعم في القلب، وبعدها يكون الشكر قولًا وعملًا:

• فيكون القلب على تذكرٍ دائم لنعم الله، وعلى تلفظٍ بحمده وشكره على ما وهبنا وأعطانا.



• وعملًا؛ بأن يهتم الإنسان بأن تظهر هذه النعم في ملبسه ومَأكله ومسكنه، ولكن دون تبذير أو إسراف أو مبالغة، وأن تكون نيته شكر النعمة وليس مدح الآخرين أو إطراءهم عليه، رغبة في أن يكون مميزًا عنهم، وألا يغفل أن هذه النعم كلها من فضل الله عليه.


أتعرف - يا ولدي - أن بعض هذه الصور والمقاطع هي حياة الانسان الخاصة به؟ ولكن اعتاد الناس على هذا السلوك، وهناك من هم مثلك، يعتقدون أن نشر هذه الصور يسلِّي المتابعين، ويزيد من شهرته، بينما قد يؤدي إلى عواقب لا تسره، وخاصة إذا اعتاد على نشر كل صوره وخصوصياته بشكل مبالغ فيه، وبشكل مستمر في كل مناسبة، فهناك – مثلًا - من لم يرزق بنعمة المال، وربما يتألم من هذه الصور والمقاطع إذا رآها باستمرار، وقد تتحرك لديه مشاعر الغيرة أو الحسد.


من الأمور الضرورية يا بني أن نفهم ونتعلم جوانب الخصوصية بالمعنى الصحيح، وأكثر الناس يقلدون دون وعي، ويتناقلون العادات والأفكار بسبب تقليد بعضهم في هذا العالم الافتراضي.


فاحتفظ بجوانب من حياتك الخاصة لنفسك، ولا تجعل كل شيء عامًّا للناس في كل وقت وحين.

شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن