أرشيف المقالات

‏(7) تعظيم - تكبير - محمد علي يوسف

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
ولقد كان حال المضحين دومًا مثار استعجاب ودهشة، وربما استنكار أولئك الذين لم يدركوا هذه القيمة، قيمة التعظيم والتكبير..! ولربما زالت بعض هذه الدهشة ووضح الأمر وبطل العجب حين يعرف السبب..

فما أقدم (إبراهيم عليه السلام) على تضحيته بولده إلا لأن مقام الله كان في قلبه أعظم.
وما ضحى (يوسف عليه السلام) بحريته ومكانته وأعلن أن السجن أحب إليه إلا لأن خشية الله في قلبه أكبر.

وما جاد (صهيب الرومي) بماله كله أثناء هجرته إلا لأنه حبه لله ورغبته في رضاه كانت أظهر.
وما كان (خبيب بن عدي) يبالي حين يُقتل مسلمًا على أي جنب كان في الله مصرعه إلا لأنه كان معظمًا لربه.

وما قال (سعد بن أبي وقاص) لأمه حين حاولت فتنته عن دين ربه بقتل نفسها: "لو أن لك مائة نفس خرجت كلها نفسًا نفسًا ما تركت ديني، فكلي إن شئتِ أو لا تأكلي"، إلا لأن حبه لله أكبر.

و(عبد الله بن عبد الله بن سلول) ما وقف لأبيه حين سب نبيه صلى الله عليه وسلم إلا لأن إرضاء الله كان في نفس الولد أهم من كل شيء حتى أبيه.

وما قام (حنظلة) غسيل الملائكة ملبيًا نداء المنادي يا خيل الله اركبي، ومضحيًا بليلة عرسه ثم بعد قليل مضحيًا بنفسه! إلا لأنه أحب الله أكثر وعظمه أكثر وكبره تكبيرًا.

وكذلك كان حال كل شهيد صادق، وكل منفق مخلص، وكل مضح محتسب، تعظيمًا خالصًا وتكبيرًا ظاهرًا لمولاهم الكبير المتعال. 

شارك الخبر

المرئيات-١