أرشيف المقالات

تدبر - [162] سورة النحل (6)

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
1 والبعض يتعامل مع الحياة بمنطقٍ معوج، وتفكير أحمق! وكأنما ينبغي إذا لم يدرك كل الشيء أن يترك جُلّه أو حتى ما تبقى له وقد سيطرت عليهم قاعدة إما الكمال وإلا فلا..يتعاملون بهذا المنطق على مختلف الأصعدة..فإذا عصوا الله معصية تمادوا فى عصيانه ولسان حالهم: "ما عادتش فارقة"..!وإذا قصَّروا في طاعة تركوها وباقي الطاعات وكأنما قد سُدَّ باب الإصلاح بنفس حجة: "ما عادتش فارقة"..!

وإذا فشلوا في تحقيق هدف قعدوا وأُحبِطوا وكأن الحياة قد انتهت ولم يعد لوجودهم معنى أو غاية لأنها "مِش فارقة خلاص"..!وهكذا دواليك..إنه نموذج واقعي لذلك المثال القرآني البديع عن تلك المرأة الحمقاء التي كلما غزلت ثوبًا نقضته كأن لم يكن {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا} [النحل من الآية:92]..

نموذج صارخ لحماقة مدهشة لا تختلف كثيرًا عن حماقة أولئك الذين اختاروا التمرّغ فى الوحل بدلًا من أن يُنظِّفوا ما اتسخ من ثيابهم أو يُرتِّقوا ما تمزُّق منها..فما أشد حماقتهم وما أقل حيلتهم وما أهونهم على أنفسهم وهم يُدمِّرون ما تبقى لهم ويُبدِّدون رأس مالهم، ويضيعون تعبهم دون سبب مفهوم إلا سوء فهم جعلهم يفقدون أمل الإصلاح والتغيير فاختاروا تدمير أنفسهم وإحباط أعمالهم بأيديهم لا بأيدي غيرهم..! 


شارك الخبر

فهرس موضوعات القرآن