أرشيف المقالات

(9) الوقفة السادسة: وهي موضع دفن النبي صلى الله عليه وسلم - وقفات منهجية تربوية - عبد العزيز بن محمد السدحان

مدة قراءة المادة : دقيقتان .
كذلك وقع خلاف بين الصحابة في موضع دفن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال بعض المهاجرة: يُدفن في مكة موطن آبائه وأجداده، وقال بعض الأنصار: يُدفن في المدينة موضع إقامته ونصرة دينه صلى الله عليه وسلم.
ولا شك أن هذه قضية شائكة إذ إن تأخر دفن الجثمان النبوي يترتب عليه أمور كثيرة.
فما الشأن وما العمل؟
فجاء الصّديق رضي الله عنه بالعلم الشرعي وليس بالعاطفة، وانظر إلى الفقه في الاستدلال واستحضار النصوص في مواضع النوازل يكون بعد فضل الله تعالى كاشفًا للغمة ومزيلا للبس.
قال الصّديق رضي الله عنه: سمعته صلى الله عليه وسلم يقول: «يُدفن النبي حيث قُبِض» فأذعنوا لقوله فأزاحوا فراشه صلى الله عليه وسلم ثم حفروا له تحت فراشه الذي مات عليه فدُفن صلى الله عليه وسلم.
فائدة استطرادية:
من باب العلم ذكر العلماء في مبحث النبوات أن للأنبياء عليهم السلام خصائص دون الناس وعدوا منها: الوحي، وأنهم يُخيرون عند الموت ، ويُدفنون حيث ماتوا عليهم الصلاة والسلام، وأن الأرض لا تأكل أجسادهم، ...
إلى غير ذلك.
وشاهد القول:
أن الأدلة الشرعية إذا كان المستدل بها عارفًا لمنهج التلقي من حيث الدراية، ومن حيث الرواية، وهي: منهج الاستدلال في تلك الساعة يحصل الخير ويتضح الحق، ويرتفع اللبس والباطل.
وإن من الجريمة والشناعة أن يخوض الإنسان في النصوص الشرعية، وبخاصة عند النوازل الكبيرة، دون علم وبصيرة والله المستعان.
 
ملخص من كتاب: وقفات منهجية تربوية دعوية من سير الصحابة.

شارك الخبر

ساهم - قرآن ٣