أرشيف المقالات

أعمال تجلب لك محبة الله تعالى

مدة قراءة المادة : 5 دقائق .
2أعمال تجلب لك محبة الله تعالى

 
إن من أعظم أسباب السعادة وطيب العيش وراحة الصدر، أن يسلك المرء ما يحبه الله تعالى ويرضاه، حتى يُحبه الله عز وجل ويقربه ويدنيه، ويكون بذلك وليًّا لله عز وجل، مؤمنًا بالله عز وجل، متقيًا محارم الله عز وجل.
 
‏فإذا أحبك الله عز وجل، جعلك من أهل ولايته، وإذا أحبك الله عز وجل سدَّدك في أقوالك وأفعالك، وجعلك مستجاب الدعوة، وجعلك في حفظه ورعايته.
 
‏وما أعظم أن يوصف المرء ويُكتب عند الله عز وجل أنه حبيب الله تعالى، وأنه ولي الله عز وجل! فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله إذا أحبَّ عبدًا دعا جبريل فقال: إني أُحِبُّ فلانًا فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيُحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانًا فأبغضه، قال: فيُبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه، قال: فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء في الأرض)).
 
ومن هذه الأعمال التي تجلب لك محبة الكبير المتعال سبحانه وتعالى:
1- المحافظة على النوافل بعد أداء الفرائض:
في الحديث الصحيح: ((...
وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وما تَرَدَّدْتُ عن شَيءٍ أنا فاعِلُهُ تَرَدُّدِي عن نَفْسِ المُؤْمِنِ؛ يَكْرَهُ المَوْتَ، وأنا أكْرَهُ مَساءَتَهُ)
)
.
 
2- قراءة القرآن وحبه:
في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا على سرية، فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ((سلوه، لأي شيء يصنع ذلك؟))، فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، فأنا أُحِبُّ أن أقرأ بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أخبروه أن الله تعالى يحبه)).
 
3- حُسْن الخُلُق:
فِي الْحَدِيثِ: ((أَحَبُّ عِبَادِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا))؛ [رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الألباني في صحيح الترغيب].
 
‏ولذلك في آيات كثيرة نقرأُ قولَ الله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134] ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146] ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [المائدة: 42].
 
4- أن تجالس من تحب في الله وتزورهم:
عن معاذ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابِّين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ)).
 
وفي الحديث الصحيح: ((قال الملك للرجل الذي زار أخًا له في الله: إني رسول الله إليك بأنَّ الله قد أحبَّك كما أحببته فيه)).
 
5- متابعة النبي صلى الله عليه وسلم:
فهو الأسوة والقدوة الحسنة، والنموذج الكامل الجدير بالمتابعة صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
 
‏ومتابعته سبب لمحبة الله تعالى ورحمته؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [آل عمران: 31].
 
‏ومتابعته شرط لصحة وقبول العمل؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ)).
 
6- أن تكون نافعًا للناس:
بكلمة طيبة، بصدقة، بنصيحة؛ فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أحَبُّ الناس إلى الله أنفعُهم للناس، وأحَبُّ الأعمال إلى الله عز وجل سرورٌ تُدخِله على مسلم، تكشف عنه كربةً، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا))؛ [أخرجه الطبراني، وقال الألباني: حسن لغيره].
 
نسأل الله العظيم أن يرزقنا حُبَّه، وحُبَّ كُلِّ عملٍ يُقرِّبنا من حبِّه.

شارك الخبر

مشكاة أسفل ٢