Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
أول من بناها المعتضد بالله في هذه السنة، وهو أول من سكنها من الخلفاء إلى آخر دولتهم، وكانت أولا دارا للحسن بن سهل تعرف بالقصر الحسني، ثم صارت بعد ذلك لابنته بوران زوجة المأمون، ثم أصلحت ما وهى منها ورممت ما كان قد تشعث فيها، وفرشتها بأنواع الفرش في كل موضع منها ما يليق به من المفارش، وأسكنته ما يليق به من الجواري والخدم، وأعدت بها المآكل الشهية وما يحسن ادخاره في ذلك الزمان، ثم أرسلت مفاتيحها إلى المعتضد، فلما دخلها هاله ما رأى من الخيرات، ثم وسعها وزاد فيها وجعل لها سورا حولها، وكانت قدر مدينة شيراز، فبنى المعتضد فيها الميدان، ثم بنى فيها قصرا مشرفا على دجلة، ثم بنى فيها المكتفي التاج، فلما كان أيام المقتدر زاد فيها زيادات أخرى كبيرة وكثيرة جدا، ثم بعد هذا كله خربت حتى كأن لم يكن موضعها عمارة، وتأخرت آثارها إلى أيام التتار الذين خربوها وخربوا بغداد، وقال الخطيب البغدادي: والذي يشبه أن بوران وهبت دارها للمعتمد لا للمعتضد؛ فإنها لم تعش إلى أيامه, وقد تقدمت وفاتها".
كان بنو شيبان قد أفسدوا في الأرض وأخذوا يغيرون على الموصل وينهبون ويسلبون، فتصدى لهم الخوارج وأهل الموصل إلا أنهم هزموهم, فسار إليهم المعتضد، وقصد الموضع الذي يجتمعون به من أرض الجزيرة، فلما بلغهم قصده جمعوا إليهم أموالهم، فأغار عليهم وأوقع بهم، فقتل منهم مقتلة عظيمة وغرق منهم خلق كثير في الزابين – فروع أنهار حول الفرات- وأخذ النساء والذراري وغنم أهل العسكر من أموالهم ما أعجزهم حمله، وأخذ من غنمهم وإبلهم ما كثر في أيدي الناس حتى بيعت الشاة بدرهم والجمل بخمسة دراهم، وأمر بالنساء والذراري أن يحفظوا حتى يحدروا إلى بغداد، ثم مضى المعتضد إلى الموصل، ثم إلى بلد، ثم رجع إلى بغداد فلقيه بنو شيبان يسألونه الصفح عنهم وبذلوا له الرهائن، فأخذ منهم خمسمائة رجل فيما قيل، ورجع المعتضد يريد مدينة السلام.
كان يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، يقيم بالمدينة المنورة، فجاءه وفد من اليمن يدعوه للمقام في بلادهم وأن يقوم لهم بأمرهم، فسافر إليهم في هذا العام، غير أنه لم يجد ما كان يتوقعه، فعاد للمدينة، فجاءه وفد آخر فاعتذر إليه مما كان ووعدوه بالنصر فرجع إليهم، وأقام في صعدة، ثم بدأت الدولة تتأسس وتقوى، وكانت بينهم وبين بني يعفر حروب على مدى السنوات.