Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
أخرج عبد الله من كان تغلب على الإسكندرية من أهل الربض الأندلسيين بأمان، وكانوا قد جاؤوا في مراكب من الأندلس في فتنة ابن السري وغيره، فأرسوا بالإسكندرية، ورئيسهم يدعى أبا حفص، فلم يزالوا بها حتى قدم ابن طاهر، فأرسل يؤذنهم بالحرب إن هم لم يدخلوا في الطاعة، فأجابوه، وسألوه الأمان على أن يرتحلوا عنها إلى بعض أطراف الروم التي ليست من بلاد الإسلام، فأعطاهم الأمان على ذلك، فرحلوا ونزلوا بجزيرة إقريطش، واستوطنوها وأقاموا بها فأعقبوا وتناسلوا.
قال يونس بن عبد الأعلى: "أقبل إلينا فتى حدث من المشرق، يعني ابن طاهر، والدنيا عندنا مفتونة قد غلب على كل ناحية من بلادنا غالب، والناس في بلاء، فأصلح الدنيا وأمن البريء، وأخاف السقيم، واستوسقت له الرعية بالطاعة".
خلع أهل قم المأمون، ومنعوا الخراج، وكان سببه أن المأمون لما سار من خراسان إلى العراق أقام بالري عدة أيام، وأسقط عنهم شيئا من خراجهم، فطمع أهل قم أن يصنع بهم كذلك، فكتبوا إليه يسألونه الحطيطة، وكان خراجهم ألفي ألف درهم، فلم يجبهم المأمون إلى ما سألوا، فامتنعوا من أدائه، فوجه المأمون إليهم علي بن هشام، وعجيف بن عنبسة، فحارباهم فظفرا بهم، وقتل يحيى بن عمران، وهدم سور المدينة، وجباها على سبعة آلاف ألف درهم، وكانوا يتظلمون من ألفي ألف.
سير عبدالرحمن بن الحكم سرية كبيرة إلى بلاد الفرنج، واستعمل عليها عبيد الله المعروف بابن البلنسي، فسار ودخل بلاد العدو، وتردد فيها بالغارات والسبي، والقتل والأسر، ولقي عبيد الله الأعداء، فاقتتلوا فانهزم المشركون، وكثر القتل فيهم، وكان فتحا عظيما.
كان إبراهيم المهدي قد خرج على المأمون وبايعه أهل بغداد إلا أن الأمر لم يدم في يده طويلا، حتى انفض عنه الناس وتركوه، فاختفى مدة ست سنين وشهور، ثم ظفر به المأمون, فاستعطفه إبراهيم فعفا عنه وتركه.
هو عبد الرحمن بن حسن بن إبراهيم الجبرتي، ولد في القاهرة عام 1753م والجبرتي نسبة إلى بلدة جبرت، وهي بلاد زيلع في الحبشة، كان والده من كبار العلماء الفلكيين، وحصل على ثروة كبيرة من عمله في التجارة، وقد رزق بنيف وأربعين ولدا ذكرا، فعاش الجبرتي وسط أسرة ثرية، وكان تلميذا لوالده في مختلف المعارف، كما درس الجبرتي في الأزهر وبرع في العلوم العصرية وفي التاريخ، عين الجبرتي كاتبا في الديوان لما دخل الفرنسيون إلى مصر، وانقطع بعدئذ للتأليف، وقد عاصر أحداثا هامة جدا، وكان الجبرتي ممن تأثروا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مصر، بل ويعد من أشد المتأثرين بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكان يرى أن الأتراك قد ارتكبوا خطأ كبيرا عندما حاربوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأنصارها؛ مما دفع محمد علي باشا إلى التضييق عليه، بل والسعي للتخلص منه, وقد اشتهر بتاريخه المعروف باسمه (تاريخ الجبرتي) الذي عنوانه: (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ابتدأه بحوادث سنة 1100هـ وانتهى سنة 1236هـ، وله (مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس)، وتوفي في مصر، وقيل: إنه مات متأثرا بقتل محمد علي باشا لابنه خليل بسبب موقفه المعارض من حكم محمد علي وثورته على الدولة العثمانية، وأن محمد علي أمره بكتابة كتاب لمدحه فرفض الجبرتي فهدده فرفض أيضا؛ مما جعله يقوم بقتل ابنه خليل، فظل الجبرتي يبكي ابنه حتى كف بصره.
ولزم بيته بعد تلك الفاجعة التي ألمت به، لا يقرأ ولا يكتب ولا يتابع الأخبار، حتى توفي بعد مقتل ولده بحوالي ثلاث سنوات.
دانت جميع بلدان نجد كلها بالسمع والطاعة للإمام تركي بن عبد الله سوى الأحساء وما يليه، فاطمأنت الرعية، وأمنت البلدان والقرى، وخافت سطوته أشرار البلدان، ولانت لهيبته رؤوس العربان، وزالت عنهم الفتن والحروب.
فسدت طبيعة الانكشاريين وتغيرت أخلاقهم، وتبدلت مهمتهم، وأصبحوا مصدرا للبلاء للدولة والشعوب التابعة لها، وصاروا يتدخلون في شؤون الدولة وتعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة وانغمسوا في الملذات والمحرمات، وشق عليهم أن ينفروا في برودة الشتاء، وفرضوا العطايا السلطانية، ومالوا إلى النهب والسلب حين غزوا البلاد، وتركوا الغاية التي من أجلها وجدوا، وغرقوا في شرب الخمور، وأصبحت الهزائم تأتي من قبلهم بسبب تركهم للشريعة والعقيدة والمبادئ، وبعدهم عن أسباب النصر الحقيقية، وقاموا بخلع وقتل السلاطين، فجمع السلطان مجموعة من أعيان الدولة وكبار ضباط الانكشارية في بيت المفتي، ثم أفتى المفتي بجواز العمل للقضاء على المتمردين.
وقد أعلن الموافقة كل من حضر من ضباط الانكشارية من حيث الظاهر، وأبطنوا خلاف ذلك، ولما شعروا بقرب ضياع امتيازاتهم وبوضع حد لتصرفاتهم، أخذوا يستعدون للثورة، واستجاب لهم بعض العوام.
وفي 8 ذي القعدة عام 1241هـ بدأ بعض الانكشاريين بالتحرش بالجنود أثناء أدائهم تدريباتهم، ثم بدؤوا في عصيانهم، فجمع السلطان العلماء وأخبرهم بنية المتمردين فشجعوه على استئصالهم، فأصدر الأوامر للمدفعية حتى تستعد لقتالهم ملوحا باللين والتساهل في الوقت نفسه؛ خوفا من تزايد لهيب شرورهم.
وفي صباح 9 ذي القعدة تقدم السلطان ووراءه جنود المدفعية وتبعهم العلماء والطلبة إلى ساحة (آت ميداني) حيث اجتمع العصاة هناك يثيرون الشغب، وقيل: إن السلطان سار معه شيخ الإسلام قاضي زادة طاهر أفندي والصدر الأعظم سليم باشا أمام الجموع التي كانت تزيد على 60.
000 نفس، ثم أحاطت المدفعية بالميدان واحتلت المرتفعات ووجهت قذائفها على الانكشارية، فحاولوا الهجوم على المدافع ولكنها صبت حممها فوق رؤوسهم، فاحتموا بثكناتهم هروبا من الموت، فأحرقت وهدمت فوقهم وكذلك تكايا البكتاشية، وبذلك انتصر عليهم.
وفي اليوم التالي صدر مرسوم سلطاني قضى بإلغاء فئتهم وملابسهم واصطلاحاتهم وأسمائهم من جميع بلاد الدولة، وقتل من بقي منهم هاربا إلى الولايات أو نفيه، ثم قلد حسين باشا الذي كانت له اليد الطولى في إبادتهم قائدا عاما (سرعسكر) وبدأ بعدها نظام الجيش الجديد، ثم أصبح السلطان محمود بعد ذلك حرا في تطوير جيشه، فترسم خطى الحضارة الغربية، فاستبدل الطربوش الرومي بالعمامة، وتزيا بالزي الأوروبي، وأمر أن يكون هو الزي الرسمي لكل موظفي الدولة؛ العسكريين منهم والمدنيين، وأسس وساما دعاه وسام الافتخار، فكان أول من فعل ذلك من سلاطين آل عثمان، وما قام به السلطان محمود من استبدال الطربوش بالعمامة وفرض اللباس الأوروبي على كافة المجموعات العسكرية: يدل على شعوره العميق بالهزيمة النفسية.
قدم الإمام الحافظ المتقن قاضي قضاة الإسلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب من مصر على الإمام تركي بن عبد الله بعد أن بقي في مصر 9 سنوات منذ أن نفاه إليها إبراهيم باشا عام 1233، وكان معه ابنه عبد اللطيف صغيرا, ففرح الإمام تركي به وأكرمه، واغتبط به المسلمون الخاص والعام، وبذل الشيخ من نفسه للطالبين، فانتفع بعلمه كثير من المستفيدين.