Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، أمير المؤمنين في الحديث، أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري التميمي، ولد سنة 97 بالكوفة, وهو سيد أهل زمانه في العلم والدين، من كبار تابعي التابعين, وأحد الأئمة المجتهدين الذين كان لهم أتباع، مصنف كتاب (الجامع) ولد: سنة 98 اتفاقا، وطلب العلم وهو حدث باعتناء والده المحدث الصادق سعيد بن مسروق الثوري، وكان والده من أصحاب الشعبي، وخيثمة بن عبد الرحمن، ومن ثقات الكوفيين، وعداده في صغار التابعين, ولا يختلف في إمامة سفيان وأمانته وحفظه وعلمه وزهده.
قال يونس بن عبيد: "ما رأيت أفضل من سفيان الثوري، فقيل له: يا أبا عبد الله رأيت سعيد بن جبير، وإبراهيم، وعطاء، ومجاهدا وتقول هذا؟ قال: هو ما أقول، ما رأيت أفضل من سفيان" قال عبد الرحمن بن مهدي: "ما رأيت رجلا أحسن عقلا من مالك بن أنس، ولا رأيت رجلا أنصح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن مبارك، ولا أعلم بالحديث من سفيان، ولا أقشف من شعبة".
وقد ساق الذهبي جملة من اقوال الأئمة والعلماء في الثوري منها: قال ابن المبارك: "كتبت عن ألف ومائة شيخ، ما كتبت عن أفضل من سفيان, وما نعت لي أحد فرأيته، إلا وجدته دون نعته، إلا سفيان الثوري.
قال أبو حنيفة: لو كان سفيان الثوري في التابعين، لكان فيهم له شأن.
وقال أيضا: لو حضر علقمة والأسود، لاحتاجا إلى سفيان.
وقال المثنى بن الصباح: سفيان عالم الأمة، وعابدها.
وقال ابن أبي ذئب،: ما رأيت أشبه بالتابعين من سفيان الثوري.
وقال شعبة: ساد سفيان الناس بالورع والعلم, وهو أمير المؤمنين في الحديث.
وقال ابن عيينة،: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري.
وقال أحمد بن حنبل: قال لي ابن عيينة: لن ترى بعينيك مثل سفيان الثوري حتى تموت.
وعن حفص بن غياث، قال: ما أدركنا مثل سفيان، ولا أنفع من مجالسته.
وقال أبو معاوية: ما رأيت قط أحفظ لحديث الأعمش من الثوري، كان يأتي، فيذاكرني بحديث الأعمش، فما رأيت أحدا أعلم منه بها.
وقال يحيى بن سعيد: سفيان أعلم بحديث الأعمش من الأعمش.
وقال ابن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سفيان أثبت من شعبة، وأعلم بالرجال.
وقال محمد بن زنبور: سمعت الفضيل يقول: كان سفيان والله أعلم من أبي حنيفة.
وقال بشر الحافي: سفيان في زمانه، كأبي بكر وعمر في زمانهما.
".
يقال: إن عدد شيوخه ستمائة شيخ، وكبارهم الذين حدثوه عن: أبي هريرة، وجرير بن عبد الله، وابن عباس، وأمثالهم.
وقد قرأ الختمة عرضا على: حمزة الزيات أربع مرات.
وأما الرواة عنه فقد حدث عنه من القدماء من مشيخته وغيرهم خلق، منهم: الأعمش، وأبان بن تغلب، وابن عجلان، وخصيف، وابن جريج، وجعفر الصادق، وجعفر بن برقان، وأبو حنيفة، والأوزاعي، ومعاوية بن صالح، وابن أبي ذئب، ومسعر، وشعبة، ومعمر وكلهم ماتوا قبله, وغيرهم كثير.
قال يحيى بن أيوب العابد: حدثنا أبو المثنى، قال: "سمعتهم بمرو يقولون: قد جاء الثوري، قد جاء الثوري.
فخرجت أنظر إليه، فإذا هو غلام قد بقل وجهه - خرج شعر وجهه-.
قلت (الذهبي): "كان ينوه بذكره في صغره، من أجل فرط ذكائه، وحفظه، وحدث وهو شاب قال أبو بكر بن عياش: إني لأرى الرجل يصحب سفيان، فيعظم في عيني.
وقال ورقاء، وجماعة: لم ير سفيان الثوري مثل نفسه.
" كان سفيان رأسا في الزهد، والتأله، والخوف، رأسا في الحفظ، رأسا في معرفة الآثار، رأسا في الفقه، لا يخاف في الله لومة لائم, وهو من أئمة الدين، وكان يكثر من ذكر الآخرة, واغتفر له غير مسألة اجتهد فيها، وفيه تشيع يسير، كان يثلث بعلي، وهو على مذهب بلده أيضا في النبيذ.
ويقال: رجع عن كل ذلك، وكان ينكر على الملوك، ولا يرى الخروج أصلا ومن أقوله رحمه الله: ما أودعت قلبي شيئا فخانني.
قال وكيع، سمعت سفيان يقول: ليس الزهد بأكل الغليظ، ولبس الخشن، ولكنه قصر الأمل، وارتقاب الموت.
وقال يحيى بن يمان: سمعت سفيان يقول: المال داء هذه الأمة، والعالم طبيب هذه الأمة، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه، فمتى يبرئ الناس وقال عبد الرزاق: دعا الثوري بطعام ولحم، فأكله، ثم دعا بتمر وزبد، فأكله، ثم قام، وقال: أحسن إلى الزنجي، وكده.
أبو هشام الرفاعي: سمعت يحيى بن يمان، عن سفيان، قال: إني لأرى الشيء يجب علي أن أتكلم فيه، فلا أفعل، فأبول دما.
وقال سفيان: ما وضع رجل يده في قصعة رجل، إلا ذل له.
قيل: إن عبد الصمد عم المنصور دخل على سفيان يعوده، فحول وجهه إلى الحائط، ولم يرد السلام.
فقال عبد الصمد: يا سيف! أظن أبا عبد الله نائما.
قال: أحسب ذاك أصلحك الله.
فقال سفيان: لا تكذب، لست بنائم.
فقال عبد الصمد: يا أبا عبد الله! لك حاجة؟ قال: نعم، ثلاث حوائج: لا تعود إلي ثانية، ولا تشهد جنازتي، ولا تترحم علي.
فخجل عبد الصمد، وقام، فلما خرج، قال: والله لقد هممت أن لا أخرج، إلا ورأسه معي.
دعاه المنصور لتولي القضاء فأبى، ثم طلبه المهدي لذلك, فأبى ثم أتي به للمهدي، فلما دخل عليه سلم تسليم العامة ولم يسلم بالخلافة، والربيع قائم على رأس المهدي متكئا على سيفه يرقب أمر الثوري، فأقبل عليه المهدي بوجه طلق، وقال له: يا سفيان، تفر منا ها هنا وها هنا وتظن أنا لو أردناك بسوء لم نقدر عليك، فقد قدرنا عليك الآن، أفما تخشى أن نحكم فيك بهوانا قال سفيان: إن تحكم في يحكم فيك ملك قادر يفرق بين الحق والباطل، فقال له الربيع: يا أمير المؤمنين، ألهذا الجاهل أن يستقبلك بمثل هذا إيذن لي أن أضرب عنقه، فقال له المهدي: اسكت ويلك، وهل يريد هذا وأمثاله إلا أن نقتلهم فنشقى بسعادتهم اكتبوا عهده على قضاء الكوفة على أن لا يعترض عليه في حكم، فكتب عهده ودفع إليه، فأخذه وخرج فرمى به في دجلة وهرب، فطلب في كل بلد فلم يوجد.
هرب إلى مكة أولا، ثم خرج إلى البصرة وبقي فيها متواريا حتى مات فيها", وأخرجت جنازته على أهل البصرة فجأة، فشهده الخلق، وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، ونزل في حفرته هو وخالد بن الحارث.
مات وله ثلاث وستون سنة.
هو الإمام العارف، سيد الزهاد، أبو إسحاق إبراهيم بن أدهم بن منصور التميمي البلخي ويقال له العجلي.
أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد.
كانت له همة عالية في ذلك.
أصله من بلخ، ولد سنة 99،كان من الأشراف وكان أبوه كثير المال والخدم, ثم ترك ابن أدهم الدنيا وأقبل على آخرته، سكن الشام وروى الحديث، قال النسائي: "إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد".
اشتهر بالزهد والورع، فلا يذكر الزهد إلا ويذكر إبراهيم، كان لا يأكل إلا من عمل يديه، وقصصه في الزهد مشهورة جدا.
عن سفيان الثوري قال: لو كان إبراهيم بن أدهم في الصحابة لكان رجلا فاضلا له سرائر وما رأيته يظهر تسبيحا ولا شيئا ولا أكل مع أحد طعاما إلا كان آخر من يرفع يديه, وقال عبد الله بن المبارك: كان إبراهيم رجلا فاضلا له سرائر ومعاملات بينه وبين الله عز وجل.
قال ابن أدهم: الزهد ثلاثة، واجب، ومستحب، وزهد سلامة، فأما الواجب فالزهد في الحرام، والزهد عن الشهوات الحلال مستحب، والزهد عن الشبهات سلامة.
وقال: قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تورث الغم والجزع.
خرج عبد السلام بن هاشم اليشكري، وهو من الخوارج الصفرية في الجزيرة، وقوي أمره، وأحرز النصر على عدد من قواد المهدي وجيوشه، ثم سار إليه شبيب بن واج المروذي، فانهزم أولا، ثم طلب الدعم من المهدي فأمده وأعطى كل جندي ألف درهم معونة له، فنفر إليه وقاتله مرة أخرى، فهزمه وفر عبد السلام إلى قنسرين فتبعه إليها وتمكن منه وقتله.
ظهر المقنع بخراسان سنة 161 وقيل سنة 159 وكان رجلا أعور قصيرا، من أهل مرو، ويسمى حكيما، وكان اتخذ وجها من ذهب فجعله على وجهه لئلا يرى، فسمي المقنع، وادعى الألوهية، ولم يظهر ذلك إلى جميع أصحابه، وكان يقول: إن الله خلق آدم، فتحول في صورته، ثم في صورة نوح، وهكذا هلم جرا إلى أن تحول في صورة أبي مسلم الخراساني، ثم تحول إلى هاشم، وهاشم- في دعواه- هو المقنع، ويقول بالتناسخ، وتابعه خلق من ضلال الناس، وكانوا يسجدون له من أي النواحي كانوا، وكانوا يقولون في الحرب: يا هاشم أعنا، واجتمع إليه خلق كثير، وتحصنوا في قلعة بسنام، وسنجردة، وهي من رساتيق كش، وظهرت المبيضة ببخارى والصغد معاونين له، وأعانه كفار الأتراك، وأغاروا على أموال المسلمين.
وكان يعتقد أن أبا مسلم أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ينكر قتل يحيى بن زيد، وادعى أنه يقتل قاتليه.
واجتمعوا بكش، وغلبوا على بعض قصورها، وعلى قلعة نواكث، وحاربهم أبو النعمان، والجنيد، مرة بعد مرة، وقتلوا حسان بن تميم بن نصر بن سيار، ومحمد بن نصر وغيرهما، وأنفذ إليهم جبرائيل بن يحيى وأخاه يزيد، فاشتغلوا بالمبيضة الذين كانوا ببخارى، فقاتلوهم أربعة أشهر في مدينة بومجكث، ونقبها عليهم، فقتل منهم سبعمائة، ولحق منهزموهم بالمقنع، وتبعهم جبرائيل، وحاربهم؛ ثم سير المهدي أبا عون لمحاربة المقنع، فلم يبالغ في قتاله، واستعمل معاذ بن مسلم، ثم إن المقنع بعد أن طال حصاره بالقلعة وشعر بالغلبة احتسى السم وانتحر هو وأهله، وذلك في سنة 163 وكان قد حاصره سعيد الحريثي وبالغ في حصاره.
هو الفقيه الكبير، قاضي العراق، أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم - وهو بدري من السابقين المهاجرين- بن عبد العزى القرشي، ثم العامري.
كان أبو بكر من علماء قريش، ولاه المنصور القضاء، وكان خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن صاحب النفس الزكية، وكان على صدقات أسد وطيء، فقدم على محمد بأربعة وعشرين ألف دينار، فلما قتل محمد، أسر ابن أبي سبرة وسجن، ثم استعمل المنصور جعفر بن سليمان على المدينة، وقال له: إن بيننا وبين ابن أبي سبرة رحما، وقد أساء وأحسن، فأطلقه وأحسن جواره.
وكان الإحسان أن عبد الله بن الربيع الحارثي قدم المدينة ومعه العسكر، فعاثوا بالمدينة، وأفسدوا.
فوثب على الحارثي سودان المدينة والرعاع، فقتلوا جنده، وطردوهم، ونهبوا متاع الحارثي، ثم كسر السودان السجن، وأخرجوا ابن أبي سبرة حتى أجلسوه على المنبر، وأرادوا كسر قيده، فقال: ليس على هذا فوت، دعوني حتى أتكلم.
فتكلم في أسفل المنبر، وحذرهم الفتنة، وذكرهم ما كانوا فيه، ووصف عفو المنصور عنهم، وأمرهم بالطاعة.
فأقبل الناس على كلامه، وتجمع القرشيون، فخرجوا إلى عبد الله بن الربيع، فضمنوا له ما ذهب له ولجنده، ثم رجع ابن أبي سبرة إلى الحبس، حتى قدم جعفر بن سليمان، فأطلقه وأكرمه، ثم صار إلى المنصور، فولاه القضاء.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه أبو بكر غير محفوظ، وهو في جملة من يضع الحديث.
قال ابن سعد: ولي القضاء لموسى الهادي، وهو ولي عهد، ثم ولي قضاء مكة لزياد بن عبيد الله.
توفي ابن ابي سبرة ببغداد, وقد عاش ستين سنة، فلما مات، استقضي بعده القاضي أبو يوسف.
هو الشيخ الإمام أبو العباس أحمد بن عبد المنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري، شيخ جامع الأزهر، وأحد علماء مصر المكثرين من التصنيف، ولد بدمنهور سنة 1101هـ - 1589م.
تعلم في الأزهر حتى تولى مشيخته.
فقد اشتغل بالعلم، وجد في تحصيله، واجتهد في تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وسمحوا له بتدريس الفقه على المذاهب الأربعة, حتى سمي بالمذهبي.
كانت له حافظة وذاكرة عجيبة, قيل عنه إنه: "أعلم أهل عصره بالديار المصرية في جميع الفنون النقلية والعقلية, وإنه بحر لا ساحل له" كان مهابا لدى الأمراء؛ لكونه قوالا للحق، أمارا بالمعروف، سمحا بما عنده من الدنيا، وقصده الملوك والولاة من كل حدب من طرف الدولة, وله مصنفات كثيرة، منها: النفع العزيز في صلاح السلطان والوزير، ونهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، والفيض العميم في معنى القرآن العظيم، ومنهج السلوك في نصيحة الملوك، ومشاركات في الطب والكيمياء.
توفي في القاهرة.