Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


طلب الشريف غالب بن مساعد شريف مكة من الإمام عبد العزيز بن محمد أن يبعث إليه عالما ليناظر علماء الحرم الشريف في شيء من أمور الدين، فبعث إليه الإمام عبد العزيز الشيخ حمد بن ناصر بن معمر على رأس ركب من العلماء، فلما وصلوا إلى الحرم الشريف أناخوا رواحلهم أمام قصر الشريف غالب فاستقبلهم بالحفاوة والإكرام، وأنزلهم منزلا محترما يليق بهم، فلما طافوا وسعوا للعمرة ونحروا الجزور التي أرسلها معهم الأمير سعود بن عبد العزيز هديا للحرم، واستراحوا أربعة أيام من عناء السفر- جمع الشريف غالب علماء الحرم الشريف من أرباب مذاهب الأئمة الأربعة ما عدا الحنابلة، فوقع بين علماء الحرم ومقدمهم يومئذ في الكلام الشيخ عبد الملك القلعي الحنفي، وبين الشيخ حمد بن ناصر بن معمر في مناظرة عظيمة في مجالس عديدة بحضرة والي مكة الشريف غالب، وبمشهد عظيم من أهل مكة، فظهر عليهم الشيخ حمد بن ناصر بن معمر بالحجة وقهرهم بالحق، فسلموا له وأذعنوا، وقد سألهم ثلاث مسائل: الأولى: ما قولكم فيمن دعا نبيا أو وليا، واستغاث به في تفريج الكربات كقوله: يا رسول الله، أو يا ابن عباس، أو يا محجوب، أو غيرهم من الأولياء الصالحين؟.

والثانية: من قال لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ولم يصل ولم يزك، هل يكون مؤمنا؟.

والثالثة: هل يجوز البناء على القبور؟  فعكس علماء الحرم هذه الأسئلة على الشيخ حمد، وطلبوا منه الإجابة عليها، فأجاب عنها بما يشفي الغليل، وأصل الإجابة وحررها لهم في رسالة سماها علماء الدرعية "الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب" وهي رسالة جليلة القدر عظيمة الفائدة.


أرسل حمود بن ربيعان ومن تبعه من عتيبة وعربان الحجاز إلى الإمام عبد العزيز وطلبوا منه البيعة على دين الله ورسوله والسمع والطاعة، وأداء الزكاة وألا يعترضوا سبل المسلمين، وبذلوا دراهم معلومة نكالا، فأجابهم عبد العزيز إلى ذلك، وأخذ على كل بيت عدة دراهم معلومة، فلما بلغ الشريف غالب ذلك الخبر، أفزعه وأهمه، فجهز العساكر من مكة وما حولها، فخرج بنفسه وقصد هادي بن قرملة أتباعه من قحطان وغيرهم، فنازلهم وحصل بينهم بعض القتال، فأخذ هادي جملة من أثقاله، ثم نزل الشريف على الماء المعروف بالقنصلية قرب بلد تربة، ونزل هادي بن قرملة بلد رنية، فسار الشريف إليه فيها، فنازلهم ووقع بينهم قتال شديد قتل بين الجميع عدة رجال.


أمرت الجمهورية الفرنسية بونابرت بالمسير إلى مصر لفتحها بغير إعلان حرب على الدولة العلية، وأوصته بكتمان الأمر حتى لا تعلم به إنكلترا فتسعى في إحباطه، وكان القصد من الحملة منع مرور تجارة الإنجليز من مصر إلى الهند, كانت تلك الحملة صدى للثورة الفرنسية المتأثرة بأفكارها الثورية الماسونية اليهودية، ورفع شعاراتها (الحرية, العدل, المساواة).

فجهز جيشا من 36 ألف مقاتل وعشرة آلاف بحري، وأضاف إلى جيشه 122 عالما على اختلاف العلوم والمعارف لدراسة القطر المصري والبحث عما يلزم لإصلاحه واستغلاله, وكان هذا العدد من العلماء يزيد عن أضعاف العدد الذي اعتاد بونابرت أن يصحبه في حملاته الأوروبية، وقد تأثر فكر هؤلاء العلماء في الغالب بالدور الفرنسي الذي يسعى لإصلاح الكنيسة الكاثوليكية، ويعادي حركات الإصلاح البروتستانتية، كما أنهم قد تأثروا بأفكار روسو وفولتير ومونتسكيو: أبرز مفكري الثورة الفرنسية والمعروفين بانتمائهم للمحافل الماسونية اليهودية، من خلال ما رفعوه من شعارات (الحرية، الإخاء، المساواة)، وكانت أهداف الحملة خليطا من أهداف اقتصادية وتوسعية وسياسية ودينية، أو بالأحرى غزو عسكري فكري.

في 19 مايو سنة 1798 رحل بونابرت بهذا الجيش بدون أن يعلم أحدا بوجهته، فوصل جزيرة مالطة واحتلها بعد أن دافع عنها رهبان القديس يوحنا، وفي 17 محرم سنة 1213.

وصل بونابرت مدينة الإسكندرية فدخلها عنوة، ثم ترك بها القائد كليبر وسار هو للقاهرة، فقابله مراد بيك بشرذمة من المماليك عند مدينة شبراخيت بالبحيرة في 29 محرم، فهزمه بونابرت وواصل السير حتى وصل إلى مدينة إنبابة مقابل القاهرة، وحصلت بينه وبين إبراهيم بيك ومراد بيك من أمراء المماليك واقعة الأهرام الشهيرة في 7 صفر التي أظهر فيها المماليك من الشجاعة ما أدهش الفرنسيين، لكنهم تقهقروا أمام المدافع الفرنسية، فدخل بونابرت وجيوشه مدينة القاهرة، وأصدرت الحملة نداء إلى الشعب بالاستكانة والتعاون، زاعمة أن نابليون قد اعتنق الإسلام وأصبح صديقا وحاميا للإسلام، وأنه لم يأت لفتح مصر، بل إنه حليف للباب العالي، أتى لتوطيد سلطته ومحاربة المماليك العاصين لأوامر الخليفة العثماني, ووجه نابليون بونابرت رسالة إلى الشعب المصري يحثهم فيها على الطاعة وعدم المعصية، وأنه إنما جاء ليخلصهم من ظلم المماليك, ثم وجه بونابرت فرقة احتلت مدينة القصير على البحر الأحمر، فصارت مصر في قبضة نابليون، لكن لم يلبث أن وصله خبر واقعة أبي قير البحرية التي دمر فيها نلسن أمير البحر الإنجليزي جميع المراكب والسفن الحربية الفرنسية, وقطع الإنجليز في البحر المتوسط المواصلات بينه وبين فرنسا, ولما علمت الدولة العلية باحتلال الفرنسيين لمصر، أخذت في الاستعداد لمحاربتهم، لا سيما وأنها كانت مطمئنة من جهة النمسا وروسيا اللتين كانتا مشتغلتين بمحاربة فرنسا خوفا من امتداد مبادئها الحرة إلى بلادهما، ومن جهة أخرى عرض الإنجليز على الدولة العثمانية مساعدتها على إخراج فرنسا من مصر، لا رغبة في حفظ أملاك الدولة بل خوفا على طريق الهند من أن يكون في قبضة دولة قوية كفرنسا, فقبلت الدولة العلية مساعدتها، وكذلك عرضت عليها روسيا إمدادها بمراكبها الحربية.

أعلنت الدولة العثمانية الحرب رسميا على فرنسا في 21 ربيع الأول سنة 1213هـ / 2 سبتمبر 1798م  واجتمعت الجيوش بمدينة دمشق وجزيرة رودس لإرسالها إلى مصر, وفي 22 أغسطس غادر نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية الإسكندرية قاصدا فرنسا خفية مع بعض قواده حتى لا يضبطه الإنجليز بعد أن بلغه خبر تغلب النمسا على فرنسا ووقوع الفوضى في داخل فرنسا، فأراد بونابرت الرجوع إليها لاستمالة الخواطر إليه وتأليف حزب يعضده في الوصول إلى غرضه، وهو أن يعين رئيسا للجمهورية الفرنسية, فغادر مصر تاركا القائد كليبر وكيلا عنه، ويقال: إنه أذن له بإخلاء مصر لو رأى تغلب القوى الخارجية عليه؛ لعدم إمكان مساعدته بالمال أو الرجال نظرا لوجود السفن الإنجليزية في البحر الأبيض طولا وعرضا.

بقي الجيش الفرنسي بمصر بدون مراكب تحميه من الإنجليز والعثمانيين؛ ولذلك اتفق كليبر مع الباب العالي والأميرال سدني سميث على أن تنسحب العساكر الفرنسية بسلاحها ومدافعها وترجع فرنسا على مراكب إنجليزية، لكن الإنجليز لم يقبلوا بهذا الاتفاق إلا إذا ألقى الفرنسيون سلاحهم بين أيادي الإنجليز، فاغتاظ كليبر لذلك وسار لمحاربة الجيش التركي الذي أتى إلى مصر تحت قيادة الوزير يوسف باشا لتسلمها من الفرنسيين، فتقابل الجيشان عند المطرية في 23 شوال 1214هـ وبعد قتال عنيف انتصر كليبر وعاد إلى القاهرة فوجدها في قبضة إبراهيم بيك أحد الأمراء المصريين، وكان دخلها حال اشتغال الفرنسيين بالحرب، فأطلق كليبر القنابل على القاهرة وخرب منها جزءا عظيما، واستمرت الحرب في شوارعها نحو عشرة أيام، وبعد ذلك ساد الأمن بالقاهرة, وفي 21 محرم سنة 1215هـ / 14 يونيه سنة 1800م قتل شخص اسمه سليمان الحلبي القائد كليبر, وبعد كليبر عين مكانه الجنرال مينو، وكان قد أظهر أنه اعتنق الدين الاسلامي وتسمى عبد الله مينو.

لما علم الإنجليز والعثمانيون بموت كليبر وخروج بونابرت من مصر، أنزلوا بأبي قير 30 ألف مقاتل, وتمكنوا من هزيمة القائد الفرنسي مينو الذي عاد إلى الإسكندرية وتحصن بها, ثم سار الإنجليز والأتراك إلى القاهرة، وحصروا من بقي فيها من الفرنسيين حتى أخلوا القاهرة في 28 صفر سنة 1216هـ, وخرجو منها بجميع أسلحتهم ومدافعهم.

أما القائد مينو فبقي محصورا في الإسكندرية ولم يقبل بالتسليم إلا في 22 ربيع الآخر سنة 1216هـ / 1 سبتمبر سنة 1801م فخرج منها إلى بلاده على مراكب الإنجليز، وبذلك انتهت الحملة الفرنسية، ورجعت البلاد إلى حكم الدولة العثمانية بعد أن وطئ هامتها الأجنبي, وارتكب الفرنسيون فيها فظائع شنيعة، فكم من القرى أحرقت، وكم من الدور والأموال قد سرقت، وكم من أعراض النساء الحرائر انتهكت, وكم من الأسر قد شردت على يد فرنسا زعيمة الحرية والإخاء والمساواة والإنسانية؟! 


غزا حجيلان بن حمد أمير ناحية القصيم وغيرهم، وقصدوا أرض الشام وأغاروا على عربان الشرارات فانهزموا فقتل منهم نحو مائة وعشرين رجلا, وأخذوا جميع محلتهم وأمتاعهم وأزوادهم, وأخذوا من الإبل خمسة آلاف بعير وأغناما كثيرة, وعزلت الأخماس فأخذها عمال عبد العزيز, وقسم حجيلان باقيها في ذلك الجيش، غنيمة الراجل سهم والفارس سهمان.


وفد رؤساء البقوم وأهل تربة على الإمام عبد العزيز وبايعوه على دين لله ورسوله، وعلى السمع والطاعة.


لما بلغ الإمام عبد العزيز غزو الشريف غالب رنية وبيشة، وعدوانه على قحطان ونزوله بلد الخرمة القريبة من تربة.

أرسل إلى هادي بن قرملة ومن لديه من قبائل قحطان، وربيع بن زيد أمير الوادي ومن معه من الدواسر، وإلى قبائل من أخلاط القبائل البوادي، وجيش من الحضر، وأمرهم أن يجتمعوا ويكونوا في وجه الشريف غالب، فدهموه في منزله على الخرمة فانهزم عسكره لا يلوي أحد على أحد، وتركوا خيامهم ومحلهم وجميع أموالهم، وتبعهم العربان في ساقتهم يقتلون ويغنمون، ومن نجا من القتل هلك ظمأ وضياعا، فكانت وقعة عظيمة ومقتلة كبيرة في عسكر الشريف من العربان والقبائل والمصريين والمغاربة, وقيل بلغ عدد القتلى منهم 2400 قتيل, وأخذ جميع ما معهم من الخيام والذخائر والمتاع, والأثاث والأمتعة التي أخذوها من قحطان قبل هذه الوقعة, وغنموا من خزائن الشريف غالب 18 ألف مشخص (عملة ذهبية تستخدم في حينها) وانصرف الشريف غالب وشريد قومه مكسورين، ولم تقم له بعد هذه الوقعة العظيمة قائمة.


لما عين سليمان باشا صاحب العراق ثويني بن عبد الله رئيسا للمنتفق وقدم ثويني البصرة، فرح به أهل البصرة وما حولها من الأوطان فرحا شديدا, وقالوا: هذا الذي سيأخذ الثأر ويخرب تلك الديار- التابعة لدولة الدرعية- وأتته منهم القصائد يحضونه ويحرضونه ويعجلونه بالمسير, وعمل محمد بن فيروز قصيدة في التحريض على أتباع الدرعية.

استنفر ثويني رعاياه وحشد عربان المنتفق وأهل الزبير والبصرة وجميع عربان الظفير وبني خالد، بقيادة براك بن عبد المحسن، ونزل مع جموعه الجهراء 3 أشهر يحشد مزيدا من البوادي والعساكر والمدافع وآلات الحرب والرصاص والبارود والطعام، فاجتمع له ما يعجز عنه الحصر، وأركب عساكره في السفن من البصرة، وقصد الأحساء في قوة هائلة, فلما بلغ الإمام عبد العزيز ذلك أمر على أهل الخرج والفرع ووادي الدواسر والأفلاج والوشم وسدير وجبل شمر، فاجتمعوا واستعمل عليهم أميرا هو محمد بن معيقل، فساروا ونزلوا قرية الماء المعروف في الطف من ديار بني خالد، وأمر الإمام عبد العزيز عربان مطير وسبيع والعجمان وقحطان والسهول وعربان نجد أن يحتشدوا بأموالهم وأهليهم ويقصدون ديار بني خالد، ثم أمر على ابنه الأمير سعود أن يسير بقوة من أهل الدرعية وبلاد العارض، ونزل سعود بالتنهات الروضة المعروفة عند الدهناء، ثم نزل حفر العتك فأقام عليه شهرا.

أما ثويني فنزل بالطف ثم رحل منه إلى الشباك الماء المعروف في ديرة بني خالد، وبينما ثويني ينصب خيمته عدا عليه عبد اسمه طعيس فطعنه طعنة أدت إلى قتله في ساعتها، فلما قتل ثويني وقع التخاذل والفشل في جنوده والعساكر التي جمعها، فارتحلوا منهزمين لا يلوي أحد على أحد، فتبعهم حسن بن مشاري بمن معه يقتلون ويغنمون إلى قرب الكويت وحازوا منهم أموالا عظيمة من الإبل والغنم والأزواد والأمتاع وجميع المدافع والقنابر،  فلما بلغ الأمير سعود مقتل ثويني، أقبل من مكانه إليهم وقسم الغنائم وعزل أخماسها, ثم سار ونزل شمال الأحساء، فخرج إليه أهلها وبايعوه على دين الله والسمع والطاعة.


هو الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب السعدون، من فرع آل شبيب رئيس المنتفق، خلف والده في رئاسة المنتفق في العراق سنة 1175هـ وهو صغير السن، واستفرد بزعامة المنتفق بعد مقتل ابن عمه ثامر بن سعدون بن محمد بن مانع سنة 1193هـ / 1779م.

احتل البصرة سنة 1202ه فحكمها مستقلا ثلاث سنوات، التجأ ثويني إلى الدرعية مستنصرا بحاكمها الإمام عبد العزيز ليستعيد رئاسته للمنتفق، فقدم له الإمام العون والمدد، ثم حاول غزو الدرعية مرتين، وقتل اثناء الحملة الثانية على يد أحد غلمانه