Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو الخليفة المستكفي بالله أبو الربيع سليمان ابن الخليفة الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن الحسن بن أبي بكر بن أبي علي بن الحسن العباسي، توفي بمدينة قوص في منفاه، عن ست وخمسين سنة وستة أشهر وأحد عشر يوما، في خامس شعبان، وكانت خلافته تسعا وثلاثين سنة وشهرين وثلاثة عشر يوما، ثم خطب للخليفة الواثق بالله إبراهيم بن محمد المستمسك بن أحمد الحاكم بأمر الله، وذلك أن الخبر قدم في يوم الجمعة ثاني عشر شعبان بموت الخليفة المستكفي بالله أبي الربيع سليمان بقوص بعد موت ابنه صدقة بقليل، وأنه اشتد جزعه عليه، وأنه قد عهد لولده أحمد بشهادة أربعين عدلا وأثبت قاضي قوص ذلك، فلم يمض السلطان عهده.
كان الخليفة المستكفي بالله قد أوصى بالخلافة من بعده لابنه أحمد، لكن السلطان الناصر لم يمض للسلطان عهده, وكان قد بايع لإبراهيم بن محمد المستمسك بن أحمد الحاكم بأمر الله ولقبه بالواثق بالله, وفي يوم الاثنين خامس عشر شعبان طلب الناصر إبراهيم الواثق بالله، وأجلسه بجانبه وحادثه، ثم قام إبراهيم وخرج معه الحجاب بين يديه، ثم طلع إلى السلطان في يوم الاثنين ثالث عشر رمضان، وقد اجتمع القضاة بدار العدل على العادة، فعرفهم السلطان بما أراد من إقامة إبراهيم في الخلافة وأمرهم بمبايعته، فأجابوا بعدم أهليته، وأن المستكفي عهد إلى ولده أحمد بشهادة أربعين عدلا وحاكم قوص، ويحتاج إلى النظر في عهده، فكتب السلطان بطلب أحمد وعائلة أبيه، وأقام الخطباء بديار مصر والشام نحو أربعة أشهر لا يذكرون في خطبهم الخليفة، فلما قدم أحمد من قوص لم يمض السلطان عهده، وطلب إبراهيم وعرفه قبح سيرته، فأظهر التوبة منها والتزم بسلوك طريق الخير، فاستدعى السلطان القضاة في يوم الاثنين وعرفهم أنه أقام إبراهيم في الخلافة، فأخذ قاضي القضاة عز الدين عبد العزيز بن جماعة يعرفه سوء أهليته للخلافة، فأجاب بأنه قد تاب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، وقد وليته فاشهدوا علي بولايته، ورتب له السلطان ما جرت به العادة، وهو ثلاثة آلاف وخمسمائة وستون درهما وتسعة عشر أردب شعير في كل شهر، فلم يعارضه أحد، وخطب له في يوم الجمعة سادس ذي القعدة، ولقب بالواثق بالله أبي اسحاق، فكانت العامة تسميه المستعطي؛ فإنه كان يستعطي من الناس ما ينفقه، وشهر بارتكاب أمور غير مرضية.
اجتمع جماعة من رؤوس النصارى في كنيستهم وجمعوا من بينهم مالا جزيلا فدفعوه إلى راهبين قدما عليهما من بلاد الروم، يحسنان صنعة النفط، اسم أحدهما ملاني، والآخر عازر، فعملا كحطا من نفط، وتلطفا حتى عملاه لا يظهر تأثيره إلا بعد أربع ساعات وأكثر من ذلك، فوضعا في شقوق دكاكين التجار بسوق الرجال في عدة دكاكين من آخر النهار، بحيث لا يشعر أحد بهما، وهما في زي المسلمين، فلما كان في أثناء الليل لم يشعر الناس إلا والنار قد عملت في تلك الدكاكين حتى تعلقت في درابزينات المأذنة الشرقية المتجهة للسوق المذكور، وأحرقت الدرابزينات، وجاء نائب السلطنة تنكز والأمراء أمراء الألوف، وصعدوا المنارة وهي تشتعل نارا، واحترسوا عن الجامع فلم ينله شيء من الحريق ولله الحمد والمنة، وأما المئذنة فإنها تفجرت أحجارها واحترقت السقالات التي تدل السلالم وأعيد بناؤها بحجارة جدد، وهي المنارة الشرقية التي جاء في الحديث أنه ينزل عليها عيسى بن مريم، والمقصود أن النصارى بعد ليال عمدوا إلى ناحية الجامع من المغرب إلى القيسارية بكمالها، وبما فيها من الأقواس والعدد، وتطاير شرر النار إلى ما حول القيسارية- السوق الكبير- من الدور والمساكن والمدارس، واحترق جانب من المدرسة الأمينية إلى جانب المدرسة المذكورة وما كان مقصودهم إلا وصول النار إلى معبد المسلمين، فحال الله بينهم وبين ما يرومون، وجاء نائب السلطنة والأمراء وحالوا بين الحريق والمسجد، جزاهم الله خيرا، ولما تحقق نائب السلطنة أن هذا من فعلهم أمر بمسك رؤوس النصارى فأمسك منهم نحوا من ستين رجلا، فأخذوا بالمصادرات والضرب والعقوبات وأنواع المثلات، ثم بعد ذلك صلب منهم أزيد من عشرة على الجمال، وطاف بهم في أرجاء البلاد وجعلوا يتماوتون واحدا بعد واحد، ثم أحرقوا بالنار حتى صاروا رمادا لعنهم الله.
هو الأمير الكبير المهيب سيف الدين أبو سعيد تنكز نائب السلطنة بالشام، جلب إلى مصر وهو حدث، فنشأ بها، وكان أبيض يميل إلى السمرة، رشيق القد، مليح الشعر، خفيف اللحية قليل الشيب، حسن الشكل، جلبه الخواجا علاء الدين السيواسي، فاشتراه الأمير حسام الدين لاجين، فلما قتل لاجين في سلطنته صار من خاصكية السلطان الناصر، وشهد معه وقعة وادي الخزندار ثم وقعة شقحب، سمع صحيح البخاري غير مرة من ابن الشحنة، وسمع كتاب الآثار للطحاوي، وصحيح مسلم.
تولى نيابة السلطان بدمشق في شهر ربيع الآخر سنة 712 وتمكن في النيابة, وسار بالعساكر إلى ملطية فافتتحها وعظم شأنه وهابه الأمراء بدمشق ونواب الشام، وأمن الرعايا به ولم يكن أحد من الأمراء ولا من أرباب الجاه يقدر يظلم أحدا ذميا أو غيره خوفا منه؛ لبطشه وشدة إيقاعه, ثم تغير السلطان الناصر على تنكز, وكان سبب تغير الحال بينهما- مع أن السلطان متزوج من بنته وأراد كذلك تزويج ولديه من بناته- لما قتل تنكز جماعة من النصارى بسبب افتعالهم الحريق بدمشق، عنف عليه السلطان، وأن في ذلك سببا لقتل المسلمين في القسطنطينية، وزاد الأمر أنه أمره بإحضار الأموال المتحصلة من جراء هذه الحادثة وأن يجهز بناته، فاعتذر تنكز بانشغاله بعمارة ما أكله الحريق وأنه أنفق تلك الأموال في ذلك، وزاد الأمر كذلك سعاية بعض الحاسدين عليه لدى السلطان حتى أمر السلطان بإحضاره إلى مصر، فخرج جيش من مصر لإحضاره من دمشق، وكان تنكز قد عرف بالأمر، فخرج وأخرج أمواله وأهله، فوصل إليه الأمراء من القاهرة وعرفوه مرسوم السلطان وأخذوه وأركبوه إكديشا- حصانا غير أصيل يستخدم في حمل الآلات والعدة- وساروا به إلى نائب صفد، وأمر طشتمر بتنكز فأنزل عن فرسه على ثوب سرج، وقيده قرمجي مملوكه، وأخذه الأمير بيبرس السلاح دار، وتوجه به إلى الكسوة، فحدث له إسهال ورعدة خيف عليه منه الموت، وأقام بها يوما وليلة، ثم مضى به بيبرس إلى القاهرة, وفي يوم الثلاثاء سابع المحرم وصل الأمير سيف الدين تنكز نائب الشام وهو متضعف، بصحبة الأمير بيبرس السلاح دار، وأنزل من القلعة بمكان ضيق حرج، وقصد السلطان ضربه بالمقارع، فقام الأمير قوصون في الشفاعة له حتى أجيب إلى ذلك، وبعث إليه السلطان يهدده حتى يعترف بما له من المال، ويذكر من كان موافقا على العصيان من الأمراء، فأجاب تنكز بأنه لا مال له سوى ثلاثين ألف دينار وديعة عنده لأيتام بكتمر الساقي، وأنكر أن يكون خرج عن الطاعة، فأمر السلطان في الليل فأخرج مع ابن صابر المقدم وأمير جندار، وحمل في حراقة –سفينة- بالنيل إلى الإسكندرية، فقتله بها إبراهيم بن صابر المقدم في يوم الثلاثاء خامس عشر ودفنوه بالإسكندرية، وقد جاوز الستين، ثم نقل من الإسكندرية بعد ثلاث سنين ونصف أو أكثر، بشفاعة ابنته زوجة السلطان الناصر، فأذن في ذلك وأرادوا أن يدفن بمدرسته بالقدس الشريف، فلم يمكن، فجيء به إلى تربته بدمشق وقيل: كانت وفاته بقلعة إسكندرية مسموما، وتأسف الناس عليه كثيرا، وطال حزنهم عليه، وفي كل وقت يتذكرون ما كان منه من الهيبة والصيانة والغيرة على حريم المسلمين ومحارم الإسلام، ومن إقامته على ذوي الحاجات وغيرهم؛ يشتد تأسفهم عليه.
ويذكر أن لتنكز هذا أوقافا كثيرة، من ذلك مرستان بصفد، وجامع بنابلس وعجلون، وجامع بدمشق، ودار الحديث بالقدس ودمشق، ومدرسة وخانقاه بالقدس، ورباط وسوق موقوف على المسجد الأقصى، وتتبعت أموال تنكز، فوجد له ما يجل وصفه واشتملت جملة ما بيع له على مائتي ألف دينار، فكان جملة العين ستمائة ألف دينار وأربعمائة دينار، ومع ذلك كان له أعمال جدية في دمشق فأزال المظالم، وأقام منار الشرع، وأمر بالمعروف، ونهى عن المنكر، وأزال ما كان بدمشق وأعمالها من الفواحش والخانات والخمارات، وبالغ في العقوبة على ذلك حتى قتل فيه، وغيرها من عمارة المدارس والأوقاف والمساجد.
قام الملك أبو الحسن علي بن عثمان ملك بني مرين باجتياز البحر على رأس جيش كثيف لمحاربة المتحالفين من قشتالة والبرتغال وأراغون، فجرت بينهم معركة قرب مدينة طريف انكسر فيها جيش المسلمين المكون من جيش بني مرين وجيش غرناطة، وسقط معسكر الملك المريني بيد الأسبان فذبحوهم بأجمعهم واستطاع الملك المريني عبور البحر إلى المغرب مع بعض فلول جيشه، وانهزم ملك غرناطة إلى غرناطة بأسوأ حال شهده المسلمون منذ وقعة العقاب، واستولى الأسبان على طريف والجزيرة الخضراء وجبل طارق، ويذكر أن المسلمين استعملوا في هذه الحرب آلات تشبه المدافع كانت تسمى الأنفاط، وكانت هي أساسا لاختراع المدافع فيما بعد.