Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو الرئيس أحمد بن عبد الملك بن عطاش العجمي طاغية الإسماعيلية.

كان أبوه من كبار دعاة الباطنية ومن أذكياء الأدباء، له بلاغة وسرعة جواب، استغوى جماعة ثم هلك، وخلفه في الرياسة ابنه أحمد، فكان جاهلا شجاعا مطاعا، تجمع له أتباع وتحيلوا حتى ملكوا قلعة شاه دز بأصبهان، وكان الباطنية بأصبهان قد ألبسوا ابن عطاش تاجا وجمعوا له أموالا، وصار له عدد كثير وبأس شديد، واستفحل أمره بالقلعة، فكان يرسل أصحابه لقطع الطريق، وأخذ الأموال، وقتل من قدروا على قتله، فلما صفت السلطنة لمحمد بن ملكشاه ولم يبق له منازع، لم يكن عنده أمر أهم من قصد الباطنية وحربهم، والانتصاف للمسلمين من جورهم وعسفهم، فرأى البداية بقلعة شاه دز بأصبهان التي بأيديهم؛ لأن الأذى بها أكثر، وهي متسلطة على سرير ملكه، فخرج بنفسه فحاصرهم في سادس شعبان.

وأطال عليها الحصار، ونزل بعض الباطنية بالأمان وساروا إلى باقي قلاعهم، وبقي ابن عطاش مع جماعة يسيرة، فزحف السلطان عليه وقتله وقتل جماعة كثيرة من الباطنية، ثم أمر السلطان محمد بسلخ ابن عطاش وحشي جلده تبنا وقطع رأسه، وطيف به في الأقاليم.


جمع بغدوين ملك الفرنج عسكره وقصد مدينة صور وحصرها، وأمر ببناء حصن عندها على تل المعشوقة، وأقام شهرا محاصرا لها فصانعه واليها على سبعة آلاف دينار، فأخذها ورحل عن المدينة، وقصد مدينة صيدا، فحصرها برا وبحرا ونصب عليها البرج الخشب، فوصل الأسطول من مصر للدفع عنها، والحماية لمن فيها، وقاتلوا الفرنج، فظهر المسلمون عليهم، فبلغهم أن عسكر دمشق خارج في نجدة صيدا، فرحل الأسطول عائدا إلى مصر بغير فائدة.


كان محمد بن عبد الله بن تومرت البربري المصمودي الهرغي، الخارج بالمغرب، المدعي أنه علوي حسني، وأنه الإمام المعصوم- من أهل جبل السوس من بلاد المغرب.

رحل ابن تومرت إلى بلاد المشرق في طلب العلم، وأتقن علم الأصولين والعربية، والفقه والحديث، واجتمع بالغزالي والكيا الهراسي في العراق، واجتمع بأبي بكر الطرطوشي بالإسكندرية، وقيل إنه لم يجتمع بالغزالي.

ثم حج ابن تومرت وعاد إلى المغرب، وكان شجاعا فصيحا في لسان العربي والمغربي، شديد الإنكار على الناس فيما يخالف الشرع، لا يقنع في أمر الله بغير إظهاره.

وكان مطبوعا على الالتذاذ بذلك متحللا للأذى من الناس بسببه، وناله بمكة شيء من المكروه من أجل ذلك، فخرج منها إلى مصر وبالغ في الإنكار، فزادوا في أذاه وطردته الدولة، وكان إذا خاف من بطش وإيقاع الفعل به خلط في كلامه فينتسب إلى الجنون، فخرج من مصر إلى الإسكندرية، وركب البحر متوجها إلى بلاده.

ولما وصل إلى قرية اسمها ملالة بالقرب من بجاية اتصل به عبد المؤمن بن علي الكومي، وتفرس ابن تومرت النجابة في عبد المؤمن وسار معه، وتلقب ابن تومرت بالمهدي.

واستمر المهدي على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووصل إلى مراكش وشدد في النهي عن المنكرات، وكثرت أتباعه وحسنت ظنون الناس به، ولما اشتهر أمره استحضره أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين بحضرة الفقهاء فناظرهم وقطعهم، وأشار بعض وزراء علي بن يوسف بن تاشفين عليه بقتل ابن تومرت المهدي أو حبسه، وقال: والله ما غرضه النهي عن المنكر والأمر بالمعروف، بل غرضه التغلب على البلاد، فلم يقبل علي ذلك.

ذكر ابن خلكان شأن ابن تومرت فقال: "خرج محمد بن تومرت من مصر في زي الفقهاء بعد الطلب بها وبغيرها, ولما وصل إلى المهدية نزل في مسجد معلق، وهو على الطريق، وجلس في طاق شارع إلى المحجة ينظر إلى المارة، فلا يرى منكرا من آلة الملاهي أو أواني الخمر إلا نزل إليها وكسرها، فتسامع به الناس في البلد، فجاؤوا إليه، وقرؤوا عليه كتبا من أصول الدين، وبلغ خبره الأمير يحيى، فاستدعاه مع جماعة من الفقهاء، فلما رأى سمته وسمع كلامه أكرمه وأجله وسأله الدعاء، فقال له: أصلح الله لرعيتك، ولم يقم بعد ذلك بالمهدية إلا أياما يسيرة، ثم انتقل إلى بجاية، وأقام بها مدة وهو على حاله في الإنكار" فسار المهدي إلى أغمات ولحق بالجبل واجتمع عليه الناس وعرفهم أنه هو المهدي الذي وعد النبي صلى الله عليه وسلم بخروجه، فكثرت أتباعه واشتدت شوكته، وقام إليه عبد المؤمن بن علي في عشرة أنفس، وقالوا له: أنت المهدي، وبايعوه على ذلك وتبعهم غيرهم، فأرسل أمير المسلمين علي إليه جيشا فهزمه المهدي وقويت نفوس أصحابه، وأقبلت إليه القبائل يبايعونه، وعظم أمره، وتوجه إلى جبل عند تينمليل واستوطنه، ثم إن المهدي رأى من بعض جموعه قوما خافهم.

قال الذهبي: "قال ابن تومرت لأصحابه: إن الله أعطاني نورا أعرف به أهل الجنة من أهل النار، وجمع الناس إلى رأس جبل، وجعل يقول عن كل من يخافه: هذا من أهل النار، فيلقى من رأس الشاهق ميتا، وكل من لا يخافه: هذا من أهل الجنة ويجعله عن يمينه، حتى قتل خلقا كثيرا واستقام أمره وأمن على نفسه.

وقيل: إن عدة الذين قتلهم سبعون ألفا" وسمى عامة أصحابه الداخلين في طاعته الموحدين، ولم يزل أمر ابن تومرت المهدي يعلو إلى أن توفي سنة 524.