Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


ورد إلى الخليفة القادر بالله كتاب من الأمير يمين الدولة محمود بن سبكتكين الغزنوي أنه أحل بطائفة من أهل الري من الباطنية وغلاة الروافض قتلا ذريعا، وصلبا شنيعا، وأنه انتهب أموال رئيسهم رستم بن علي الديلمي، فحصل منها ما يقارب ألف ألف دينار، وقد كان في حيازته نحو من خمسين امرأة حرة، وقد ولدن له ثلاثا وثلاثين ولدا بين ذكر وأنثى، وكانوا يرون إباحة ذلك.

وقد جاء في الكتاب: "إن كتاب العبد صدر من معسكره بظاهر الري غرة جمادى الآخرة سنة 420، وقد أزال الله عن هذه البقعة أيدي الظلمة وطهرها من دعوة الباطنية الكفرة والمبتدعة الفجرة، وقد كانت مدينة الري مخصوصة بالتجائهم إليها وإعلانهم بالدعاء إلى كفرهم، فيها يختلطون بالمعتزلة المبتدعة، والغالية من الروافض المخالفة لكتاب الله والسنة، يتجاهرون بشتم الصحابة ويسرون اعتقاد الكفر ومذهب الإباحة، وكان زعيمهم رستم بن علي الديلمي، فعطف العبد عنانه بالعساكر فطلع بجرجان وتوقف بها إلى انصراف الشتاء، ثم دلف منها إلى دامغان، ووجه عليا الحاجب في مقدمة العسكر إلى الري، فبرز رستم بن علي على حكم الاستسلام والاضطرار، فقبض عليه وعلى أعيان الباطنية من قواده, ثم خرج الديالمة معترفين بذنوبهم شاهدين بالكفر والرفض على نفوسهم، فرجع إلى الفقهاء في تعرف أحوالهم، فاتفقوا على أنهم خارجون عن الطاعة وداخلون في أهل الفساد، مستمرون على العناد، فيجب عليهم القتل والقطع والنفي على مراتب جناياتهم، وذكر هؤلاء الفقهاء أن أكثر القوم لا يقيمون الصلاة، ولا يؤتون الزكاة، ولا يعرفون شرائط الإسلام، ولا يميزون بين الحلال والحرام، بل يجاهرون بالقذف وشتم الصحابة، ويعتقدون ذلك ديانة، والأمثل منهم يتقلد مذهب الاعتزال، والباطنية منهم لا يؤمنون بالله عز وجل وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وأنهم يعدون جميع الملل مخاريق الحكماء، ويعتقدون مذهب المزدكية: الإباحة في الأموال والفروج والدماء، يدعون الإسلام بإعلان الشهادة، ثم يجاهرون بترك الصلاة والزكاة، والصوم والغسل، وأكل الميتة، فقضى الانتصار لدين الله تعالى بتميز هؤلاء الباطنية عنهم، فصلبوا على شارع مدينة طالما تملكوها غصبا، واقتسموا أموالها نهبا، وقد كانوا بذلوا أموالا جمة يفتدون بها نفوسهم، وضم إليهم أعيان المعتزلة والغلاة من الروافض؛ ليتخلص الناس من فتنتهم، ثم نظر فيما اختزنه رستم بن علي فعثر على أموال طائلة وأثاث عظيم.

ومن الكتب خمسون حملا ما خلا كتب المعتزلة والفلاسفة والروافض، فأحرقت تحت جذوع المصلوبين؛ إذ كانت أصول البدع، فخلت هذه البقعة من دعاة الباطنية وأعيان المعتزلة وغلاة الروافض، وانتصرت السنة، فطالع العبد بحقيقة ما يسره الله تعالى لأنصار الدولة القاهرة".


كان حسان بن الجراح قد خرج على الحاكم، وأمده الروم، ثم إن الظاهر لما عقد المعاهدة مع الروم كان منها عدم إمداد حسان، فلما كانت هذه السنة أرسل الظاهر الفاطمي جيشا بقيادة أنوشتكين التركي لما بلغه أن حسان وسنان بن عليان أمير بني كلاب وصالح بن مرداس أمير حلب اتفقوا على إخراج الفاطميين من الشام واقتسامها بينهم، فكانت الحرب بين جيش الفاطميين وبينهم في موقع يدعى الأقحوانة عند طبرية، وكان من نتائج الحرب مقتل صالح بن مرداس وهروب حسان ولجوئه إلى الروم.


في الثامن عشر من رجب جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب كان القادر بالله قد جمع فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة، وفيه الرد على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكناني من المناظرة، ثم ختم القول بالمواعظ والقول بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه، وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم، وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة، والرد على أهل البدع، ومناظرة بشر المريسي والكناني أيضا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة، وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ما سمعوه، وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة، وجرت فتنة بمسجد براثا، وضرب الشيعة الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر له الخليفة، وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم.