Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
حج الناس من العراق بعد أن توقف الحج من جهة العراق والشام وما وراء النهر؛ خوفا من الأعراب الذين كانوا يقطعون الحج وينهبون ويقتلون الحجاج؛ حيث بقي الأمر على ذلك عدة سنوات تقارب العشر، لا يخرج وفد حج من هذه المناطق إلا من مصر والمغرب واليمن أحيانا.
اتفق أحد المصريين من أصحاب الحاكم مع جماعة من الحجاج المصريين على أمر سوء، وذلك أنه لما كان يوم النفر الأول، طاف هذا الرجل بالبيت، فلما انتهى إلى الحجر الأسود جاء ليقبله فضربه بدبوس كان معه ثلاث ضربات متواليات، وقال: إلى متى نعبد هذا الحجر؟ ولا محمد ولا علي يمنعني مما أفعله، فإني أهدم اليوم هذا البيت، وجعل يرتعد، فاتقاه أكثر الحاضرين وتأخروا عنه؛ وذلك لأنه كان رجلا طوالا جسيما، وعلى باب المسجد الحرام جماعة من الفرسان وقوف ليمنعوه ممن يريد منعه من هذا الفعل وأراده بسوء، فتقدم إليه رجل من أهل اليمن معه خنجر فوجأه به، وتكاثر الناس عليه فقتلوه وقطعوه قطعا، وحرقوه بالنار، وتتبعوا أصحابه فقتلوا منهم جماعة، ونهبت أهل مكة الركب المصري، وتعدى النهب إلى غيرهم، وجرت خبطة عظيمة، وفتنة كبيرة جدا، ثم سكن الحال بعد أن تتبع أولئك النفر الذين تمالؤوا على الإلحاد في أشرف البلاد، غير أنه قد سقط من الحجر ثلاث فلق مثل الأظفار، وبدا ما تحتها أسمر يضرب إلى صفرة، محببا مثل الخشخاش، فأخذ بنو شيبة تلك الفلق فعجنوها بالمسك وحشوا بها تلك الشقوق التي بدت، فاستمسك الحجر.
عالم الرافضة، صاحب التصانيف: أبو عبد الله محمد بن محمد بن القاضي النعمان البغدادي الكرخي بن محمد المغربي، المعروف بابن المعلم أو الشيخ المفيد شيخ الإمامية الروافض، والمصنف لهم، والمحامي عن حوزتهم، صاحب فنون وبحوث وكلام، واعتزال وأدب.
قال الذهبي: "ذكره ابن أبي طي في "تاريخ الإمامية"، فأطنب وأسهب، وقال: كان أوحد في جميع فنون العلم: الأصلين، والفقه، والأخبار، ومعرفة الرجال، والتفسير، والنحو، والشعر".
كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف، وكان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف، وكان من جملة تلاميذه الشريف الرضي، والمرتضى، له تصانيف؛ منها: الإرشاد، والرسالة المقنعة، والإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام وغيرها.
كان يناظر أهل كل عقيدة مع ما له من العظمة في الدولة البويهية، والرتبة الجسيمة عند الخلفاء، وكان قوي النفس، كثير البر، عظيم الخشوع، كثير الصلاة والصوم، يلبس الخشن من الثياب، وكان مديما للمطالعة والتعليم، ومن أحفظ الناس.
قيل: "إنه ما ترك للمخالفين كتابا إلا وحفظه، وبهذا قدر على حل شبه القوم، وكان من أحرص الناس على التعليم؛ يدور على المكاتب وحوانيت الحاكة، فيتلمح الصبي الفطن، فيستأجره من أبويه- يعني فيضله- وبذلك كثر تلامذته".
ربما زاره عضد الدولة، وكان يقضي حوائجه ويقول له: اشفع تشفع، وكان يقوم لتلامذته بكل ما يحتاجون إليه.
وكان الشيخ المفيد ربعة نحيفا، أسمر، وما استغلق عليه جواب إلا فزع إلى الصلاة، ثم يسأل الله فييسر له الجواب.
عاش ستا وسبعين سنة، وصنف أكثر من مئتي مصنف، وشيعه ثمانون ألفا، وكانت جنازته مشهودة.
قال الذهبي: "بلغت تواليفه مئتين، لم أقف على شيء منها، ولله الحمد"
الكاتب المشهور صاحب الخط المنسوب أبو الحسن علي بن هلال البغدادي، المعروف بابن البواب؛ ويقال له "ابن الستري" أيضا؛ لأن أباه كان بوابا، والبواب ملازم ستر الباب، فلهذا نسب إليهما.
كان شيخه في الكتابة ابن أسد الكاتب المشهور، وهو أبو عبد الله محمد بن أسد بن علي بن سعيد القارئ الكاتب البزاز البغدادي.
قال ابن كثير: "وقد أثنى على ابن البواب غير واحد في دينه وأمانته، وأما خطه وطريقته، فهي أشهر من أن ننبه عليها، وخطه أوضح تعريبا من خط الوزير أبي علي بن مقلة الكاتب المشهور، ولم يكن بعد ابن مقلة أكتب منه، وعلى طريقته الناس اليوم في سائر الأقاليم إلا القليل".
قال ابن خلكان: "لم يوجد في المتقدمين ولا المتأخرين من كتب مثله ولا قاربه، وإن كان أبو علي ابن مقلة الوزير أول من نقل هذه الطريقة من خط الكوفيين، وأبرزها في هذه الصورة، وله بذلك فضيلة السبق، وخطه أيضا في نهاية الحسن، لكن ابن البواب هذب طريقة ابن مقلة ونقحها وكساها طلاوة وبهجة.
والكل معترف لابن البواب بالتفرد، وعلى منواله ينسجون، وليس فيهم من يلحق شأوه ولا يدعي ذلك، مع أن في الخلق من يدعي ما ليس فيه، ومع هذا فما رأينا ولا سمعنا أن أحدا ادعى ذلك، بل الجميع أقروا له بالسابقة وعدم المشاركة".
توفي ابن البواب ببغداد، ودفن جوار الإمام أحمد بن حنبل.