Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73
هو السلطان ملكشاه بن السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان، تولى السلطنة بعد وفاة عمه السلطان مسعود بن محمد بعهد منه.
فقعد في السلطنة وخطب له، وكان المتغلب على المملكة أميرا يقال له خاص بك، وأصله صبي تركماني اتصل بخدمة السلطان مسعود، فتقدم على سائر أمرائه، ثم إن خاص بك قبض على السلطان ملكشاه بن محمود وسجنه، وأرسل إلى أخيه محمد بن محمود، وهو بخورستان، فأحضره وتولى السلطنة، وجلس على السرير، وكان قصد خاص بك أن يمسكه ويخطب لنفسه بالسلطنة، فبدره السلطان محمد في ثاني يوم وصوله، فقتل خاص بك وقتل معه زنكي الجاندار، وألقى برأسيهما، فتفرق أصحابهما.
توفي ملكشاه بأصفهان مسموما، وكان سبب ذلك أنه لما كثر جمعه بأصفهان أرسل إلى بغداد وطلب أن يقطعوا خطبة عمه سليمان شاه، ويخطبوا له ويعيدوا القواعد بالعراق إلى ما كانت عليه أولا، وإلا قصدهم، فوضع الوزير عون الدين بن هبيرة خصيا كان خصيصا به، يقال له أغلبك الكوهراييني، فمضى إلى بلاد العجم، واشترى جارية من قاضي همذان بألف دينار، وباعها من ملكشاه، وكان قد وضعها على سمه ووعدها أمورا عظيمة، ففعلت ذلك وسمته في لحم مشوي فأصبح ميتا، وجاء الطبيب إلى دكلا وشملة فعرفهما أنه مسموم، فعرفوا أن ذلك من فعل الجارية، فأخذت وضربت وأقرت، ولما مات أخرج أهل أصفهان أصحابه من عندهم، وخطبوا لسليمان شاه واستقر ملكه بتلك البلاد، وعاد شملة إلى خوزستان، فأخذ ما كان ملكشاه تغلب عليه منها.
حكم ملكشاه خمسة أشهر، وهو ثاني ملك من بني سلجوق سمي بملكشاه.
هو حاكم مصر الفائز بنصر الله أبو القاسم عيسى بن الظافر إسماعيل بن الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله العبيدي، المصري الفاطمي.
كانت مدة حكمه ست سنين ونحو شهرين؛ وكان عمره لما ولي خمس سنين، قال الذهبي: "لما اغتال عباس الوزير الظافر، أظهر القلق، ولم يكن علم أهل القصر بمقتله, فطلبوه في دور الحرم فما وجدوه، وفتشوا عليه وأيسوا منه، وقال عباس لأخويه: أنتما الذين قتلتما مولانا، فأصرا على الإنكار، فقتلهما نفيا للتهمة عنه, واستدعى في الحال عيسى هذا، وهو طفل له خمس سنين, وقيل: بل سنتان.
فحمله على كتفه، ووقف باكيا كئيبا، وأمر بأن تدخل الأمراء، فدخلوا, فقال: هذا ولد مولاكم، وقد قتل عماه مولاكم، فقتلتهما به كما ترون، والواجب إخلاص النية والطاعة لهذا الولد، فقالوا كلهم: سمعا وطاعة، وضجوا ضجة قوية بذلك، ففزع الطفل، ولقبوه الفائز، وبعثوه إلى أمه، واختل عقله من حينئذ، وصار يتحرك ويصرع، ودانت الممالك لعباس.
وأما أهل القصر، فاطلعوا على باطن القضية، فكاتبوا طلائع بن رزيك الأرمني الرافضي، والي المنية" كان ابن رزيك ذا شهامة وإقدام, فسألوه الغوث، والأخذ بالثأر من عباس الوزير لقتله الظافر وأخويه, فلبس الحداد، وكاتب أمراء القاهرة، وهيجهم على طلب الثأر، فأجابوه, فسار إلى القاهرة، وكان عباس في عسكر قليل.
فخارت قواه وهرب هو وابنه نصر ومماليكه والأمير ابن منقذ, واستولى الصالح طلائع بن رزيك على ديار مصر بلا ضربة ولا طعنة، فنزل إلى دار عباس، ثم استدعى خادما كبيرا، وقال له: من هاهنا يصلح للحكم؟ فقال: هاهنا جماعة؛ وذكر أسماءهم، وذكر له منهم إنسان كبير السن، فأمر بإحضاره، فقال له بعض أصحابه سرا: لا يكون عباس أحزم منك حيث اختار الصغير وترك الكبار واستبد بالأمر؛ فأعاد الصالح الرجل إلى موضعه، وأمر حينئذ بإحضار العاضد لدين الله أبي محمد عبد الله بن يوسف بن الحافظ، ولم يكن أبوه حاكما، وكان العاضد في ذلك الوقت مراهقا قارب البلوغ، فبايع له بالحكم.
هو الخليفة، أمير المؤمنين، المقتفي لأمر الله، أبو عبد الله، محمد بن المستظهر بالله أبي العباس أحمد بن المقتدي بالله، بن الذخيرة محمد بن القائم بأمر الله عبد الله بن القادر بالله عبد الله أحمد بن الأمير إسحاق بن المقتدر، الهاشمي، العباسي، البغدادي، الحبشي الأم.
ولد في ربيع الأول سنة 489هـ.
وبويع بالإمامة في سادس عشر ذي القعدة، سنة 530هـ.
كان المقتفي عاقلا لبيبا، عاملا مهيبا، صارما، جوادا، أسمر، آدم، مجدور الوجه، مليح الشيبة، محبا للحديث والعلم، مكرما لأهله، سمع المقتفي من: أبي الحسن بن العلاف، ومن مؤدبه أبي البركات السيبي.
قال السمعاني: "وأظنه سمع (جزء ابن عرفة) من ابن بيان، كتبت إليه قصة أسأله الإنعام بالإذن في السماع منه، فأنعم، وفتش على الجزء، ونفذه إلي على يد إمامه ابن الجواليقي، فسمعته من ابن الجواليقي عنه"، وكان حميد السيرة، يرجع إلى تدين وحسن سياسة، جدد معالم الخلافة، وباشر المهمات بنفسه، وغزا في جيوشه.
كانت أيامه نضرة بالعدل، زهرة بالخير، وكان على قدم من العبادة قبل الخلافة ومعها، ولم ير مع لينه بعد المعتصم في شهامته مع الزهد والورع، ولم تزل جيوشه منصورة.
قال الذهبي: "كان من حسناته وزيره عون الدين بن هبيرة، وقيل: كان لا يجري في دولته شيء إلا بتوقيعه"، ووزر للمقتفي علي بن طراد، ثم أبو نصر بن جهير، ثم علي بن صدقة، ثم ابن هبيرة، وحجب له أبو المعالي بن الصاحب، ثم كامل بن مسافر، ثم ابن المعوج، ثم أبو الفتح بن الصيقل، ثم أبو القاسم بن الصاحب.
وهو أول من استبد بالعراق منفردا عن سلطان يكون معه.
من أول أيام الديلم إلى أيامه، وأول خليفة تمكن من الخلافة وحكم على عسكره وأصحابه من حين تحكم المماليك على الخلفاء من عهد المستنصر إلى عهده، إلا أن يكون المعتضد، فأقام المقتفي حشمة الخلافة، وقطع عنها أطماع السلاطين السلجوقية وغيرهم، وكان من سلاطين خلافته صاحب خراسان سنجر بن ملكشاه، والملك نور الدين صاحب الشام، وأبوه قسيم الدولة.
توفي المقتفي ثاني ربيع الأول، بعلة التراقي؛ وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر وستة عشر يوما، ووافق أباه المستظهر بالله في علة التراقي وماتا جميعا في نفس الشهر، ثم بويع المستنجد بالله ابنه واسمه يوسف، وكان للمقتفي حظية، وهي أم ولده أبي علي، فلما اشتد مرض المقتفي وأيست منه أرسلت إلى جماعة من الأمراء وبذلت لهم الإقطاعات الكثيرة والأموال الجزيلة ليساعدوها على أن يكون ولدها الأمير أبو علي خليفة.
قالوا: كيف الحيلة مع ولي العهد؟ فقالت: إذا دخل على والده قبضت عليه.
وكان يدخل على أبيه كل يوم.
فقالوا: لا بد لنا من أحد من أرباب الدولة؛ فوقع اختيارهم على أبي المعالي ابن الكيا الهراسي، فدعوه إلى ذلك، فأجابهم على أن يكون وزيرا، فبذلوا له ما طلب، فلما استقرت القاعدة بينهم وعلمت أم أبي علي أحضرت عدة من الجواري وأعطتهن السكاكين، وأمرتهن بقتل ولي العهد المستنجد بالله.
وكان له خصي صغير يرسله كل وقت يتعرف أخبار والده، فرأى الجواري بأيديهن السكاكين، ورأى بيد أبي علي وأمه سيفين، فعاد إلى المستنجد فأخبره، وأرسلت هي إلى المستنجد تقول له إن والده قد حضره الموت ليحضر ويشاهده، فاستدعى أستاذ الدار عضد الدين وأخذه معه وجماعة من الفراشين، ودخل الدار وقد لبس الدرع وأخذ بيده السيف، فلما دخل ثارت به الجواري، فضرب واحدة منهن فجرحها، وكذلك أخرى، فصاح ودخل أستاذ الدار ومعه الفراشون، فهرب الجواري وأخذ أخاه أبا علي وأمه فسجنهما، وأخذ الجواري فقتل منهن، وغرق منهن، ودفع الله عنه، فلما توفي المقتفي جلس المستنجد للبيعة، فبايعه أهله وأقاربه، وأولهم عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر بن المقتفي، وكان أكبر من المستنجد، ثم بايعه الوزير بن هبيرة، وقاضي القضاة، وأرباب الدولة والعلماء، وخطب له يوم الجمعة، ونثرت الدراهم والدنانير.