Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


كان خمارويه في دمشق في قاسيون، وكان قد بلغه أن جارية له قد اتخذت خصيا له كالزوج لها، فلما علم بذلك وأراد أن يقتله تمالأ الخدم على قتله فقتلوه وهو في فراشه ذبحا، ثم أخذ الخدم وقتلوا وكانوا أكثر من عشرين، وقيل غير ذلك في سبب قتله، ثم حمل في تابوت إلى مصر ودفن فيها، وتولى الحكم بعده ابنه جيش بن خمارويه


خلف المعتضد بالموصل نصرا القشوري يجبي الأموال ويعين العمال على جبايتها، فخرج عامل معلثايا - معلثايا قرية غرب مدينة دهوك- إليها ومعه جماعة من أصحاب نصر، فوقع عليهم طائفة من الخوارج، فاقتتلوا إلى أن أدركهم الليل وفرق بينهم، وقتل من الخوارج إنسان اسمه جعفر، وهو من أعيان أصحاب هارون، فعظم عليه قتله، وأمر أصحابه بالإفساد في البلاد، فكتب نصر القشوري إلى هارون الخارجي كتابا يتهدده بقرب الخليفة، فلما قدم المعتضد، جد في قصده، وولى الحسن بن علي كورة الموصل، وأمره بقصد الخوارج، وأمر مقدمي الولايات والأعمال كافة بطاعته، فجمعهم، وسار إلى أعمال الموصل، وخندق على نفسه، وأقام إلى أن رفع الناس غلاتهم، ثم سار إلى الخوارج، وعبر الزاب إليهم، فلقيهم قريبا من المغلة، وتصافوا للحرب، فاقتتلوا قتالا شديدا، وانكشف الخوارج عنه ليفرقوا جمعيته ثم يعطفوا عليه، فأمر الحسن أصحابه بلزوم مواقفهم، ففعلوا فرجع الخوارج وحملوا عليهم سبع عشرة حملة، فانكشفت ميمنة الحسن، وقتل من أصحابه، وثبت هو، فحمل الخوارج عليه حملة رجل واحد، فثبت لهم وضرب على رأسه عدة ضربات فلم تؤثر فيه.

فلما رأى أصحابه ثباته تراجعوا إليه وصبروا، فانهزم الخوارج أقبح هزيمة، وقتل منهم خلق كثير، وفارقوا موضع المعركة، ودخلوا أذربيجان.

وأما هارون فإنه تحير في أمره، وقصد البرية، ونزل عند بني تغلب، ثم عاد إلى معلثايا ثم عاد إلى البرية، ثم رجع عبر دجلة إلى حزة، وعاد إلى البرية.

وأما وجوه أصحابه، فإنهم لما رأوا إقبال دولة المعتضد وقوته، وما لحقهم في هذه الوقعة، راسلوا المعتضد يطلبون الأمان فأمنهم، فأتاه كثير منهم، يبلغون ثلاثمائة وستين رجلا، وبقي معه بعضهم يجول بهم في البلاد، إلى أن قتل سنة 383هـ، حيث لاحقه الحسين بن عبدان التغلبي حتى قبض عليه وأرسله للمعتضد الذي قتله وصلبه.


لم تكن الفتنة بين عبد الله وسعود أبناء فيصل بن تركي وليدة الساعة بعد وفاة والدهما، بل كانت روح التنافس موجودة بينهما من أيام والدهما؛ ولذلك جعل فيصل سعودا أميرا على الخرج والأفلاج ومناطق جنوب بلاد العارض، وما أن توفي فيصل حتى ثار سعود على أخيه عبد الله ينازعه في الحكم، واتجه إلى عسير ونزل على حكامها آل عايض يطلب العون والمساعدة في حربه على أخيه بحجة أنه كان يهينه ولم يرع حقه، وحاول عبد الله أن يثني سعودا عن غرضه، ووعده بأن يلبي له طلبه إذا عاد إلى الرياض، لكن سعودا لم ينثن عن عزمه، ولما لم يجد العون من آل عايض اتجه إلى نجران يستنصر بصاحبها، وهو في الأصل عدو لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكذلك عدو لبيت آل سعود، فوعده بالنصرة، كما وقف مع سعود بن فيصل ضد أخيه عدد من القبائل، منهم العجمان، ويعض قبائل بدو الدواسر، وبنو مرة، وبدو نجران وأميرها الذي ساعده بالمال.

وقد حذر علماء أئمة الدعوة من هذه الفتنة، وأصدروا الفتاوى وبينوا للعامة والخاصة بغي سعود على أخيه عبد الله، ومنها ما كتبه الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ: "بسم الله الرحمن الرحيم، من عبد الرحمن بن حسن إلى من يصل إليه من الإخوان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد: تفهمون أن الجماعة فرض على أهل الإسلام، وعلى من دان بالإسلام، كما قال تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} [آل عمران: 103] ولا تحصل الجماعة إلا بالسمع والطاعة لمن ولاه الله أمر المسلمين، وفي الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية، قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون،.
.
.
.

الحديث، وقد جمع الله أوائل الأمة على نبيه صلى الله عليه وسلم، وذلك بسبب الجهاد، وكذلك الخلفاء، رد الله بهم إلى الجماعة من خرج، وفتح الله لهم الفتوح، وجمع الله الناس عليهم، وتفهمون أن الله سبحانه وتعالى جمعكم على إمامكم عبد الله بن فيصل بعد وفاة والده فيصل، فالذي بايع بايع وهم الأكثرون، والذين لم يبايعوا بايع لهم كبارهم، واجتمع عليه أهل نجد باديهم وحاضرهم، وسمعوا وأطاعوا، ولا اختلف عليه أحد منهم، حتى سعود بن فيصل، بايع أخاه وهو ما صار له مدخال في أمر المسلمين، لا في حياة والده ولا بعده، ولا التفت له أحد من المسلمين.

ونقض البيعة، وتبين لكم أمره أنه ساع في شق العصا، واختلاف المسلمين على إمامهم، وساع في نقض بيعة الإمام، وقد قال تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون} [النحل: 91،92] وسعى سعود في ثلاثة أمور كلها منكرة: نقض البيعة بنفسه، وفارق الجماعة، ودعا الناس إلى نقض بيعة الإمام، فعلى هذا يجب قتاله وقتال من أعانه".
 


هو الإمام فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود بن محمد بن مقرن، أحد حكام الدولة السعودية الثانية، وكان إماما شجاعا حازما، عرف بحسن التدبير والعدل في الرعية، كان من ضمن من نفاهم إبراهيم باشا لمصر بعد تدمير الدرعية، وتمكن فيصل من مغادرة مصر والعودة إلى نجد عام 1242هـ وأصبح ساعد والده الأيمن في توطيد دعائم الدولة وتوسيع رقعتها.

ثم ولي الحكم بعد مقتل أبيه سنة 1249هـ، إلى أن نفي إلى مصر مرة ثانية سنة 1254وبقي فيها إلى أن غادرها للمرة الثانية وعاد إلى نجد، وتمكن من انتزاع الحكم من عبد الله بن ثنيان عام 1259 واستطاع أن يخضع البلاد التي كانت تحت حكم والده ويصل إلى عمان وقطر والبحرين وأطراف الكويت، وفي عهده برزت مشكلة القصيم التي كان النزاع فيها بين أمراء القصيم على الحكم من جهة، واختلافهم مع الإمام فيصل من جهة أخرى، وخروجهم عن طاعته أكثر من مرة؛ مما أدى إلى نشوب حرب مستمرة معهم معظم فترة حكم الإمام فيصل، وكان غالب من يقود الحرب ضدهم عبد الله بن فيصل الذي تولى معظم مقاليد الحكم في آخر عهد والده، خاصة بعد أن ضعف بصر والده.

توفي الإمام فيصل في الرياض وترك أربعة من الأبناء الذكور، هم: عبد الله ولي عهده، ومحمد، وسعود، وعبد الرحمن، فتولى بعد وفاته ابنه عبد الله, وبموت فيصل بدأ الصراع بين أولاده على السلطة، فنشبت بينهم حروب دامية أضعفت الأسرة, وأدت إلى سقوط دولتهم على يد ابن رشيد حاكم حائل سنة 1309هـ.