Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f704007db74beca75b87a603e53b9db7fc676f54_0.file.history.tpl.php on line 73


هو أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الإسكندراني المالكي صاحب التصانيف المشهورة، المعروف بابن المواز، فقيه مالكي، تفقه على أصبغ بن الفرج المصري، وعلى ابن الماجشون، انتهت إليه رياسة المذهب المالكي في عصره، فكان المنتهى في تفريع المسائل، وكتابه المشهور بالموازية يعتبر من الكتب المعتمدة في الفقه المالكي، بل قيل: هو أصح كتاب في الفقه المالكي، وعليه العمدة، قدم دمشق في صحبة أحمد بن طولون, وقيل: إنه تزهد، وانزوى ببعض الحصون الشامية في أواخر عمره، حتى أدركه أجله- رحمه الله تعالى- توفي في دمشق عن 99 عاما.


لما رأى الخليفة المعتمد أن أخاه أبا أحمد قد استحوذ على أمور الخلافة، وصار هو الحاكم الآمر الناهي، وإليه تجلب التقادم وتحمل الأموال والخراج، وهو الذي يولي ويعزل، كتب إلى أحمد بن طولون يشكو إليه ذلك، فكتب إليه ابن طولون أن يتحول إليه في مصر، ووعده النصر والقيام معه، فاستغل غيبة أخيه الموفق، وركب في جمادى الأولى ومعه جماعة من القواد، وقد أرصد له ابن طولون جيشا بالرقة يتلقونه، فلما اجتاز الخليفة بإسحاق بن كنداج نائب الموصل وعامة الجزيرة، اعتقله عنده عن المسير إلى ابن طولون، وفند أعيان الأمراء الذين معه، وعاتب الخليفة ولامه على هذا الصنع أشد اللوم، ثم ألزمه العود إلى سامرا ومن معه من الأمراء، فرجعوا إليها في غاية الذل والإهانة، ولما بلغ الموفق ذلك شكر سعي إسحاق وولاه جميع أعمال أحمد بن طولون إلى أقصى بلاد إفريقية، وكتب إلى أخيه أن يأمن ابن طولون في دار العامة، فلم يمكن المعتمد إلا إجابته إلى ذلك، وهو كاره، وكان ابن طولون قد قطع ذكر الموفق في الخطب وأسقط اسمه عن الطرازات.


طلب محمد بن سمعان- كاتب الخبيث، وأوثق أصحابه في نفسه- الأمان من الموفق، وكان سبب استئمانه أن الخبيث أطلعه على أنه عازم على الخلاص وحده بغير أهل ولا مال، فلما رأى ذلك من عزمه، أرسل يطلب الأمان، فأمنه الموفق وأحسن إليه، وقيل: كان سبب خروجه أنه كان كارها لصحبة الخبيث، مطلعا على كفره وسوء باطنه، ولم يمكنه التخلص منه ففارقه.


سببها أن أحمد بن طولون سير جيشا مع قائدين إلى مكة، فوصلا إليها وجمعا الحناطين، والجزارين، وفرقا فيهم مالا؛ وكان عامل مكة هارون بن محمد إذ ذاك ببستان ابن عامر قد فارقها خوفا منهما، فقدم مكة جعفر الباغمردي في عسكر، وتلقاه هارون بن محمد في جماعة، فقوي بهم جعفر، والتقوا هم وأصحاب ابن طولون فاقتتلوا وأعان أهل خراسان جعفرا، فقتل من أصحاب ابن طولون مائتي رجل، وانهزم الباقون وسلبوا وأخذت أموالهم، وأخذ جعفر من القائدين نحو مائتي ألف دينار، وأمن المصريين، والجزارين، والحناطين، وقرئ كتاب في المسجد الجامع، ولعن ابن طولون، وسلم الناس وأموال التجار.


خرج محمد بن الفضل أمير صقلية في عسكر إلى ناحية رمطة، وبلغ العسكر إلى قطانية، فقتل كثيرا من الروم، وسبى وغنم، ثم انصرف إلى بلرم.


حاولت روسيا إعادة اتفاقية خونكار أسكله سي، ولكن الدولة العثمانية رفضت ذلك، كما رفضت حق حماية روسيا للنصارى المقيمين في الدولة العثمانية، وأعيد رشيد باشا للصدارة العظمى بعدما عزل سابقا؛ إرضاء لروسيا، فهددت روسيا باحتلال الأفلاق والبغدان، فأبلغ الخليفة ذلك التهديد لسفراء الدول، فأعطت إنكلترا الأوامر لقطعاتها البحرية المنتظرة في مالطة بالتحرك إلى مياه اليونان، والاشتراك مع القوات الفرنسية فيها، ثم التوجه لمضيق الدردنيل، وأما القوات الروسية فقد تقدمت واحتلت إقليمي الأفلاق والبغدان، فسعت النمسا للصلح، وعقد مؤتمر للصلح في نهاية العام 1269هـ، ولكن انتهى دون نتائج، وأرسلت الدولة العثمانية بضرورة إخلاء ولايتي الأفلاق والبغدان في مدة خمسة عشر يوما، وأمرت القائد عمر باشا بالتحرك لدخول الولايتين عند انتهاء المهلة، وقد دخل فعلا وأجبر الروس على الانسحاب، كما انتصر العثمانيون في الوقت نفسه في جهة القفقاس، واحتلوا بعض القلاع، ثم توقف القتال بسبب الشتاء، واستنجد قيصر روسيا بملك النمسا فيما إذا تدخلت الدول الغربية فاعتذر، أما في البحر فقد دمرت الأساطيل الروسية في البحر الأسود القطعات العثمانية في ميناء سينوب، ثم وصلت القطعات الفرنسية والإنكليزية ولم تجد محاولات الصلح، وكان موقف فرنسا وإنكلترا ضد روسيا حفاظا على مصالحهم.

وقد جرى اتفاق في استانبول في الثاني عشر من جمادى الآخرة عام 1270هـ بين العثمانيين وفرنسا وإنكلترا على محاربة روسيا، وأن ترسل فرنسا خمسين ألف جندي وترسل إنكلترا خمسة وعشرين ألفا على أن يرحلوا بعد خمسة أسابيع من الصلح مع روسيا، وأعلنت فرنسا الحرب على روسيا بالاتفاق مع إنكلترا، ثم اتفقت الدولتان في لندن في العام نفسه في الثاني عشر من رجب ألا تنفرد إحداهما بالاتصال مع روسيا أو الاتفاق معها، وأن تمنع روسيا من ضم أي جزء من الدولة العثمانية إليها، وجمعت جيوشها في غاليبولي واستانبول، ثم بدأت المعارك البحرية قبل أن تصل الجيوش البرية وهدمت القطع البحرية الإنكليزية والفرنسية قلاع مدينة أوديسا، واجتازت الجيوش الروسية نهر الدانوب وحاصرت مدينة سلستريا مدة خمسين يوما ولم تستطع اقتحامها، وجاء المدد للعثمانيين فترك الروس الحصار وانسحبوا، وأراد العثمانيون ملاحقتهم واحتلال الأفلاق والبغدان حيث أخلاهما الروس إلا أن النمساويين قد احتلوا هذين الإقليمين ووقفوا في وجه العثمانيين، ثم نقلت الدول المتحالفة المعركة إلى أرض روسيا وحاصرت ميناء سيباستبول وهزمت الجيوش الروسية، ثم اقتنعت النمسا بالانضمام إلى الدول المتحالفة، ثم انضمت أيضا مملكة البيمونت الإيطالية إلى التحالف، والتي احتلت ميناء كيرتش وبحر آزوف؛ لمنع وصول الإمدادات الروسية إلى ميناء سيباستبول التي استطاع الحلفاء دخوله في ذي الحجة من عام 1271هـ، وحاصرت مدخل البحر الأبيض الشمالي، واحتلت بعض الموانئ على المحيط الهادي، ثم توغلت في أوكرانيا، أما الروس فاستطاعوا أن يدخلوا مدينة قارص، ثم حل الشتاء فتوقفت الحروب، ثم انضمت السويد إلى التحالف إلى أن وافقت روسيا على طلباتهم التي زادت عما طلب منها سابقا، وعقدت في باريس معاهدة تنص على: تخلى المناطق التي احتلت أثناء الحرب من كلا الطرفين، ويطلق سراح الأسرى، ويصدر عفو عام عن جميع الذين تعاونوا مع خصوم دولهم، تطلق حرية الملاحة في البحر الأسود للدول جميعا، ولا تنشأ فيه قواعد بحرية حربية، تطلق حرية الملاحة في نهر الدانوب، تبقى الصرب مرتبطة بالدولة العثمانية ولها استقلال ذاتي يضمن من قبل الدول، ثم اتفق على تكوين دولة شبه مستقلة تضم الأفلاق والبغدان تسمى الإمارات المتحدة، وتكون تحت حماية جميع الدول، فتخرج بالتالي من التبعية العثمانية، وكانت هذه المعاهدة في عام 1275هـ.


وقع الفرنسيون معاهدة المقطع مع الأمير عبد القادر الجزائري، وجاءت هذه المعاهدة بعد هزيمتهم أمامه تحت قيادة الحاكم الفرنسي "تيرزيل".