Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73
جهز الإمام فيصل بن تركي لغزو قطر، فلما علم أهل قطر بذلك طلبوا الأمان من فيصل وبايعوه على دين الله والسمع والطاعة، فأمر الإمام فيصل على السفن التي لأهل قطر، وهي نحو 300 سفينة أن يهيئوها وجعل فيها رجالا من جنده، ثم أمر على أولاد عبد الله آل خليفة الجالين من البحرين أن يركبوها ويتولوا قيادتها.
هو الشيخ القاضي محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبد الله بن فطاي بن سابق بن حسن الودعاني الدوسري، وهو من أعلام الحنابلة في القرن الثالث عشر الهجري، قال عنه ابن بشر: "كان -رحمه الله- فطنا متيقظا له عقل راجح ورأي صائب ووجه سامح صابح، إذا قال رأيت قوله مسكتا عن الجواب، وإذا أشار بالرأي يلوح من رأيه الصواب" استعمله الإمام سعود بن عبد العزيز قاضيا في بلدان المحمل، وأرسله قاضيا في عمان، فنفع الله به وأصلح الله عمان على يده، ثم أرسله إلى عبد الوهاب أبو نقطة في ناحية عسير، ولما كانت ولاية تركي بن عبد الله أثبته على عمله في القضاء لأهل المحمل، ولما وصل خورشيد باشا الرياض وطاعت له نجد أرسل إليه فلما قدم عليه أكرمه وألزمه القضاء عنده، ثم إنه تعلل بأعذار فأذن له فرجع إلى وطنه.
وفي ولاية عبد الله بن ثنيان لا يسلك جهة إلا هو معه، وفي عهد الإمام فيصل أرسله قاضيا للأحساء في وقت الموسم، فأصابته حمى فلم يزل محموما سقيم البدن حتى توفي.
وكان أهل البحرين حين نزل الإمام فيصل بن تركي في ناحيتهم أرسلوا إلى سعيد بن طحنون رئيس بلدان أبو ظبي في ناحية عمان يستنجدون به أن يفزع لهم، وكان ذو قوة من الأموال والرجال والسفن، ففزع لهم وأقبل في عدد من السفن المملوءة من الرجال، فلما أقبل على الجهة التي نزل فيها الإمام فيصل ناحية قطر، داخل ابن طحنون الفشل والوجل، وأرسل إلى الإمام يطلب منه أن يتصالح مع أهل البحرين، فأجابه الإمام بقوله: إنه لا ينتظم بيننا وبين هؤلاء الأقوام كلام ولا مصالحة إلا بقدومك إلينا والجلوس بين أيدينا، فقال ابن طحنون: أعطني الأمان على يد الأمير أحمد السديري، فأرسل إليه الأمان مع أحمد السديري، وأقبل معه ابن طحنون بهدايا كثيرة من السلاح وغيره، فلما جلس بين يدى الإمام أوقع الله في قلبه هيبة الإمام وأقر بأن من نابذه وخالفه لم يحصل له سوى الخيبة، وتودد إليه في عقد المصالحة بينه وبين أهل البحرين، فأجابه على أنهم يؤدون الخراج السابق واللاحق، وعلى ما ضرب عليهم بسبب ما صدر منهم من المخالفة في الأقوال والأفعال، فصبر أهل البحرين ورضوا بما قال، ودفعوا تلك الأموال، وأطفئت نار الحرب وزال عن الخائف الكرب.
كان أحمد السديري وبنوه من أحسن الناس سيرة وأصفاهم سريرة وألينهم طبيعة، ولهم في الولايات فنون رفيعة وسيعة؛ فلذلك استعمل الإمام أحمد أميرا في عمان، وابنه تركيا أميرا في الأحساء ونواحيه، وابنه محمدا أميرا في سدير وبلدانه، وعبد المحسن ابنه أيضا أميرا في بلدهم الغاط، فلو نظرت إلى أصغرهم لقلت هذا بالأدب قد أحاط، وإن نظرت إلى الأكبر لرأيت فوق ما يذكر، لم يكن في عصرهم مثلهم للمطيع الصاحب، ولا أشد منهم على العدو المحارب، فهم عيبة نصح للإمام وفظا غليظا على محاربيه، يبادرون لطاعته ويقدمونها على ما لهم من الذمام.