Warning: Undefined array key "sirA3lam" in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchive/public_html/templates_c/de60317a0aa5dfb9a79b14e903fd786c87183139_0.file.history.tpl.php on line 73


بقيت الوفود تتابع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بينها وفد نصارى نجران، ومصالحتهم وصالحهم على الجزية، وجعل لهم ذمة.


إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه مارية القبطية، وقد كان جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها، ما عدا إبراهيم فمن مارية القبطية المصرية رضي الله عنها، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: «ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال: كان إبراهيم مسترضعا له في عوالي المدينة، فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وإنه ليدخن، وكان ظئره قينا، فيأخذه فيقبله، ثم يرجع.

قال عمرو: فلما توفي إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين تكملان رضاعه في الجنة».

عن المغيرة بن شعبة قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم، فقال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم فصلوا، وادعوا الله».

عن أبي بكرة قال: خسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج يجر رداءه حتى انتهى إلى المسجد، وثاب الناس إليه، فصلى بهم ركعتين، فانجلت الشمس، فقال: «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، وإنهما لا يخسفان لموت أحد، وإذا كان ذاك فصلوا وادعوا حتى يكشف ما بكم».

وذاك أن ابنا للنبي صلى الله عليه وسلم مات يقال له: إبراهيم.

فقال الناس في ذاك.

ولد له إبراهيم بالمدينة من سريته مارية القبطية، سنة ثمان من الهجرة، وبشره به أبو رافع مولاه، فوهب له عبدا، ومات طفلا قبل الفطام، واختلف هل صلى عليه أم لا؟ على قولين.


سميت حجة الوداع؛ لأنه عليه الصلاة والسلام ودع الناس فيها، ولم يحج بعدها، وسميت حجة الإسلام؛ لأنه عليه السلام لم يحج من المدينة غيرها، وسميت حجة البلاغ؛ لأنه عليه السلام بلغ الناس شرع الله في الحج قولا وفعلا، ولم يكن بقي من دعائم الإسلام وقواعده شيء إلا وقد بينه عليه السلام، فلما بين لهم شريعة الحج ووضحه وشرحه أنزل الله عز وجل عليه وهو واقف بعرفة: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [المائدة: 3].

وعندما أعلن الرسول صلى الله عليه وسلم عزمه على الحج في هذا العام قدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويعمل مثل عمله.

وخرج من المدينة لخمس بقين من ذي القعدة.

وقد وقعت للنبي صلى الله عليه وسلم في مسيره هذا ورجوعه أحداث كثيرة.


خرج الأسود العنسي -واسمه عبهلة بن كعب بن غوث- في آخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعمائة مقاتل، فكتب إلى عمال النبي صلى الله عليه وسلم: أيها المتمردون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، ووفروا ما جمعتم؛ فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه، ثم توجه مع مقاتليه إلى نجران فأخذها، ثم قصد صنعاء، فخرج إليه شهر بن باذام فتقاتلا، فغلبه الأسود وقتله وتزوج بامرأة شهر بن باذام، وهي ابنة عم فيروز الديلمي، واسمه آزاذ، وكانت مؤمنة بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومن الصالحات، واحتل العنسي صنعاء، فذهب معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري إلى حضرموت، وانحاز عمال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطاهر، ورجع عمر بن حرام وخالد بن سعيد بن العاص إلى المدينة، واستوثقت اليمن للأسود العنسي، وجعل أمره يستطير استطارة الشرارة، واشتد ملكه، واستغلظ أمره، وارتد خلق من أهل اليمن، وعامله المسلمون الذين هناك بالتقية فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بلغه خبر الأسود العنسي كتابه مع قيس بن مكشوح يأمر فيه المسلمين الذين هناك بمقاتلة العنسي ومصاولته، فقام معاذ بن جبل بهذا الكتاب أتم قيام، واتفق معاذ بن جبل ومن التف حوله من أهل اليمن، وقيس بن عبد يغوث أمير جند الأسود، وفيروز الديلمي؛ على الفتك بالأسود وقتله، وتعاقدوا عليه، فلما كان الليل دخلوا عليه البيت؛ تقدم إليه فيروز الديلمي، وكان الأسود نائما على فراش من حرير، قد غرق رأسه في جسده، وهو سكران يغط، والمرأة جالسة عنده، فعاجله وخالطه، وهو مثل الجمل، فأخذ رأسه، فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله، وجلس قيس وداذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم، فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين، فلما كان الصباح قام أحدهم -وهو قيس- على سور الحصن، فنادى بشعارهم، فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن، فنادى قيس: أشهد أن محمدا رسول الله، وأن عبهلة كذاب، وألقى إليهم رأسه، فانهزم أصحابه، وتبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم، وظهر الإسلام وأهله، وتراجع نواب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أعمالهم، واتفقوا على معاذ بن جبل يصلي بالناس، وكتبوا بالخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت مدة ملكه منذ ظهر إلى أن قتل ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر.