شرح القواعد الأربع - المقدمة


الحلقة مفرغة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

فيقول المؤلف رحمه الله: [ أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاك في الدنيا والآخرة، وأن يجعلك مباركاً أينما كنت، وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر، فإن هذه الثلاث عنوان السعادة ].

افتـتح المؤلف الإمام المجدد في القرن الثاني عشر، شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى هذه الرسالة بهذه المقدمة، والظاهر من هذه المقدمة أنها رسالة إلى بعض من كتب إليه الشيخ في بيان دعوته رحمه الله.

افتـتحها بالبسملة كسائر ما تفتـتح به الرسائل، وكسائر الكتب العلمية، والمستند في هذا كتاب الله جل وعلا؛ فإنه افتـتح بالبسملة، وأيضاً هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كان يفتـتح رسائله وكتبه بالبسملة.

ثم بعد البسملة ذكر في أول الرسالة هذه المقدمة النافعة التي ابتدأها بالدعاء، والدعاء مما يلين قلب المكتوب له، لاسيما في النصائح والإرشادات؛ فإنك إذا قدمت بين كلامك دعاءً أفهمت من تخاطبه أو تكتب له أنك مشفق عليه، راجٍٍٍٍٍٍٍ نفعه، راغب في نصحه.

قال رحمه الله تعالى: (أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يتولاّك في الدنيا والآخرة) ومن تولاّه الله في الدنيا والآخرة فممَ يخاف؟ فإنه آمنٌ من المخاوف في الدارين، نسأل الله أن يتولانا وإياكم في الدنيا والآخرة.

قال رحمه الله تعالى: (وأن يجعلك مباركاً أينما كنت)، وإنما يكون ذلك بأن يكون نافعاً للعباد حيثما نزل وحيثما حل، كالغيث حيثما أصاب نفع.

قال: (وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر، وإذا ابتلي صبر، وإذا أذنب استغفر).

ثم قال عن هذه الخلال الثلاث والخصال: (فإن هذه الثلاث عنوان السعادة)؛ لأنه لا ينفك الإنسان عن حالٍ من هذه الحالات الثلاث، فإما أن يُعطى فالواجب عليه الشكر، وإما أن يـبتلى فالواجب عليه الصبر، فإذا قام بذلك فقد قام بوظيفة الوقت، وإما أن يخطئ الصبر أو الشكر فيقع في الذنب، وواجبه في هذه الحالة الاستغفار، فإذا استغفر فقد قام بوظيفة الوقت، فمن كانت حاله شكرٌ عند العطاء، وصبرٌ عند البلاء، واستغفارٌ عند الذنب والخطأ فإنه قد حاز أسـباب الفلاح والسعادة، والأمر كما قال الشيخ رحمه الله: (فإن هذه الثلاث عنوان السعادة)، فمن حققها في سلوكه وحاله فإنه قد وفِّقَ إلى ما تحصل به السعادة في الدنيا والآخرة، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من السعداء.

قال المؤلف رحمه الله: [ اعلم -أرشدك الله لطاعته- أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين، كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد، كما أن الصلاة لا تسمى صلاة إلا مع الطهارة، فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت، كالحدث إذا دخل في الطهارة.

فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك، لعل الله أن يخلصك من الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]، وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه ].

وقوله رحمه الله تعالى: (الحنيفية ملة إبراهيم) لا إشكال فيه؛ فإن الله سبحانه وتعالى وصف إبراهيم بالحنيفية، فقال: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [النحل:120]، والحنيف: هو المائل من الشرك إلى الهدى، وأصل الحنف: هو الميل من الضلالة إلى الهدى، هذا أصل الحنف، ويقابله في المعنى الجنف: وهو الميل من الهدى إلى الضلالة.

فمن رغب في الحنيفية -وهي الاستقامة على الصراط المستقيم- فليلزم ملة إبراهيم التي قال الله جل وعلا فيها: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ [البقرة:130] أي: خسرها، ولم يكسب منها شيئاً. فسفهُ النفس وخسرانها هو بترك ملة إبراهيم عليه السلام.

الإخلاص واجب في كل عبادة

بين رحمه الله ملة إبراهيم وحنيفيته فقال: [أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين]، وهذا يشمل كل عبادةٍ قوليةً أو فعليةً أو قلبية، واجبةً أو مستحبة، فيجب أن تكون العبادة بجميع أنواعها وأقسامها لله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له.

وقوله: (مخلصاً) حال من العابد، فيجب أن يكون العابد مخلصاً في عبادته لله تعالى، والمخلص: هو الذي خلَّص عبادته من أوضار الشرك ولوثات الوثنية، بأن يخلص في قلبه بإرادة الله عز وجل؛ فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصاً وابتغي به وجهه، وأن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم في عمله وسيرته، فإذا تحقق له هذان الأمران فقد تحقق له وصف الحنيفية واتباع ملة إبراهيم.

وقوله: (مخلصاً له الدين) أي: مخلـصاً له العمل، وهذا يشمل العمل القلبي، وعمل الجوارح كما تقدم بيانه.

الغاية من خلق الإنسان

ثم قال رحمه الله تعالى: [كما قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]].

هذا فيه بيان أن هذه الحنيفية التي كان عليها إبراهيم هي الغاية من الخلق، وهي المقصودة من الوجود، فقوله سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] نفى الله سبحانه وتعالى الغاية من الخلق إلاّ لأجل العبادة، وقوله:إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] هذا استثناء، والاستثناء هنا من عموم الغايات، فلم يخلقهم لغايةٍ من الغايات إلا لعبادته سبحانه وتعالى.

وقد ضلّ في معنى هذه الآية طوائف من الذين ينكرون الحكمة في فعل الله جل وعلا، وقالوا: إن اللاّم -لام التعليل- لا ترد في كلام الله عز وجل، إنما الذي يرد في كلامه لام العاقبة، والتي يسميها بعض المفسرين لام الصيرورة، فلام العاقبة هي لام الصيرورة، فيكون المعنى عند هؤلاء في قوله جل وعلا: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] يكون المعنى: إلا ليذلوا لي، وكيف يذلون له؟

قالوا: ما من مخلوق إلاّ هو ذليل لله عز وجل، كما قال الله سبحانه وتعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا [مريم:93]، ففسروا العبادة هنا بالعبادة الكونية القدرية، التي لا يخرج عنها شيء، ونحن نقول : هذا تفسير قاصر، يأباه ما نُقل عن السلف وما دل عليه السياق؛ فإن الله سبحانه وتعالى بيَّن الغاية من الخلق، فقال: إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ [الذاريات:56-57] وهذا لا يكون منهم قدراً أصلاً حتى ينفى، إنما بيَّن ذلك لبيان أن المقصود من الخلق أن يكـونوا عباداً لله، موحـدين له في عبادتهم، وفي جميع ما يتقربون به إليه سبحانه وتعالى، ولو كان المعنى في قوله تعالى: إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56] أي: ليتذللوا لي، لما اختص بذلك الجن والإنس؛ لأن هذا أمر عام لكل خلق الله من الجن، والإنس، والملائكة، والحجر، والجبل، والأرض، والنجوم، والحيوانات، فكل هذه من عبيد الله التي لا تخرج عن حكمه القدري، فلما خص الجن والإنس دل على أنه يراد منهم ما لا يراد من غيرهم، والذي يراد منهم هو عبادته وحده لا شريك له.

فإن قيل: ما السر في تقديم الجن على الإنس في هذا السياق، مع أن الإنس أشرف من الجن. فالسر في ذلك أن الجن تـتعلق بهم قلوب المشركين، ولذلك قدم ذكر الجن ليـبيِّن أن المعبودين مطلوبة منهم العبادة، فالذين يعبدون مخلوقات من دون الله هذه المخلوقات من عباد الله، وهؤلاء هم كثير من الناس في القديم والحديث، وليس الكلام عن مشركي مكة خاصة، بل حتى الذين يتعلقون بالجن في زماننا، بدعائهم، والاستغاثة بهم، وطلب الفرج منهم، فكل هؤلاء تعلقت قلوبهم بمن يجب عليهم أن يكونوا عباداً لله بأن يوحدوه سبحانه وتعالى بالعبادة.

والسبب الآخر أن الجن خلقت قبل الإنس، فلما كانوا قد خُلقوا بُيِّن أنهم من أول خلقهم إنما أُريد منهم العبادة، ولم يُرد منهم شيء آخر.

لا عبادة إلا مع التوحيد

قال رحمه الله تعالى: [فإذا عرفت أن الله خلقك لعبادته فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلا مع التوحيد].

دليل هذه المسألة ومعرفتها من قوله تعالى:وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56].

وقوله رحمه الله تعالى: (فاعلم أن العبادة لا تسمى عبادة إلاّ مع التوحيد) تفريع وبناءٌ على أصلٍ؛ لما تقرر عندنا أن العبادة هي المقصودة من الوجود، وأن الله إنما خلقنا لعبادته، ففرَّع على ذلك بيان العبادة التي أمرنا بها، وأنها لا تستقيم إلا بالتوحيد الذي هو غاية الوجود، فالرجل الذي يصلي ويحج ويزكي ويصوم لله، لكنه يتعلق قلبه في دفع الكربات بغير الله، لم يحقق العبادة؛ لأن العبادة التي أمرنا بها هي أن نخلص العبادة له وحده لا شريك له.

ثم قال رحمه الله تعالى في بيان دليل أن العبادة لا تكون عبادة إلا إذا تحقق الإخلاص والتوحيد لله: [كما أن الصلاة لا تسمى صلاةً إلا مع الطهارة].

هذا تنظير، فنظر العبادة التي هي الغاية من الوجود ومثلها بالصلاة، فلو أن إنساناً قام وصلى صلاة من أكمل ما تكون خشوعاً وحضور قلب وتسبيحاً وقراءة لكنه لم يتوضأ، أو نسي أن يتوضأ، فما حكم صلاته؟ والجواب أنها باطلة، ولا تقبل؛ لأنها فقدت شرطاً وهو الطهارة، فكذلك العبادة إذا فرغت من التوحيد، ولم يكن فيها إخلاص لله، فهي كصلاة المحدث لا تقبل منه ولا تنفعه، ولا تبرأ بها ذمته.

الشرك يفسد العبادة

قال رحمه الله تعالى: [فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت].

والمراد بالشرك هنا الشرك الأكبر، وأما الشرك الأصغر فإنه يفسد العمل المقارن، مثل الذي يصلي ويزكي ويصوم ويحج لكنه يدعو غير الله، أو يسأل غير الله في تفريج الكربات، فهذا وقع منه شرك في جانب أفسد، وهدم كل ما فعله من الصالحات.

قال رحمه الله تعالى: [كالحدث إذا دخل في الطهارة] فإنه يفسدها مهما كانت الطهارة مجودة محسنة قد أسبغ فيها الوضوء واعتنى فيها بتكميل السنن بعد فعل الواجبات، إلاّ أنه إذا أحدث يقال له: أعد الطهارة، فكذلك العبادة إذا دخلها الشرك.

قال رحمه الله تعالى: [فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار عرفت أن أهم ما عليك معرفة ذلك] المشار إليه بـ(ذلك) هو معرفة التوحيد الذي تصح به العبادات.

الشرك كالشبكة

قال رحمه الله تعالى: [لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة] وهذا فيه فائدة وثمرة من ثمار دراسة التوحيد، وهي الحرص على التخلص من الشرك، وانظر كيف شبه الشرك بالشبكة! فالشبكة إذا علق بها قدم الإنسان ما الذي يحصل له؟ الذي يحصل له أنه يسقط، ثم قد تعلق بجميع بدنه إذا حاول الفكاك منها، فتعلق بها يده، ثم يحاول باليد الأخرى فتعلق، حتى لا يستطيع أن يتخلص، وهذا تمثيل بديع للشرك؛ فإن الإنسان إذا تساهل في يسير الشرك أوشك أن يقع في عظيمه، ولذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)، وهم الذين كسروا الأصنام، وجاهدوا المشركين، وفعلوا ما فعلوا من أعمال لإقامة التوحيد، ومع ذلك يقول: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)فلما سئل عنه قال : (الرياء).

فيجب على المؤمن أن يحذر من الشرك دقيقه وجليله؛ فإن الشرك في الأمة -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم- خفي، كنملة سوداء على صفاة سوداء في ليلة ظلماء، فأنَّى تُرى؟! وكيف تُـتقى؟! فيجب على المؤمن أن يحذر ذلك، وأن يكثر من قول: (اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم)، كما وجه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى ذلك.

ثم قال رحمه الله تعالى: [لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله، الذي قال الله تعالى فيه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]].

أخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أنه لا يغفر الشرك، في قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48] فأخبر أنه لا يغفر الشرك، وقوله: أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48]، (أن) مصدرية، و(يُشرك) فعل، و(أن) وما دخلت عليه مأولة بمصدر تقديره: إن الله لا يغفر إشراكاً به، ومعلوم أن النكرة في سياق النفي أو في سياق النهي تفيد العموم، ولذلك استدل جماعة من أهل العلم بهذه الآية على أن الشرك الأصغر لا يغفر؛ لأن قوله: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ [النساء:48] -أي: لا يغفر إشراكاً به- يشمل الشرك الأصغر والشرك الأكبر، وهذا قول شيخ الإسلام رحمه الله في مواضع.

وقال آخرون: إن هذا العموم مقيد بالإجماع على أن الشرك الأصغر لا يخلد صاحبه في النار؛ فإن قوله جل وعلا: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72] أجمعت الأمة على أنه لا يشمل الشرك الأصغر، فقالوا: كما أن الإجماع منعقد على عدم دخول الشرك الأصغر في تلك الآية وهي آية سورة المائدة، كذلك أجمعت الأمة على أنه لا يدخل الشرك الأصغر هنا، لكن الحقيقة أنه ليس فيه إجماع، ولذلك اختلف العلماء في الشرك الأصغر هل يغفر، أو لا يغفر؟

وعلى كل حال يجب التوقي من الشرك الأصغر والخوف منه، فإنه إما أن يكون داخلاً في هذه الآية، وإما ألاَّ يكون داخلاً، وعلى كلا الأمرين فالإنسان على خطر، لكن لا إشكال أنه إذا كان داخلاً فإن الإنسان يجب عليه أن يحذر الشرك دقيقه وجليله؛ لأنه لا يقع تحت المغفرة.

ثم قال: وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]المشار إليه هو الشرك، يعني: يغـفر ما دون الشرك لمن يشاء فعلق المغفرة بما دون الشرك بالمشيئة، ثم قال: [وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه]، ثم شرع رحمه الله في ذكر القواعد الأربع.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.




استمع المزيد من الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح - عنوان الحلقة اسٌتمع
شرح القواعد الأربع - القاعدة الأولى 1633 استماع
شرح القواعد الأربع - القاعدة الثانية 1533 استماع
شرح القواعد الأربع - القاعدة الثالثة 1317 استماع
شرح القواعد الأربع - القاعدة الرابعة 1135 استماع